تقرير: نفوذ الولايات المتحدة في رسم نظام عالمي جديد يتضاءل
نشر موقع "aspistrategist"، اليوم الثلاثاء، تقريراً يتحدث عن تضاءل النفوذ الأميركي في رسم نظام عالمي جديد، ويوضح أنّ الانسحاب الأميركي والحلفاء من أفغانستان قبل عامين يترك علامة استفهام لا تُمحى بشأن "قدرة أميركا على التأثير في الأحداث الدولية".
وبيّن التقرير أنّ هذه النقطة لا تغفلها الدول التي أيّدت الولايات المتحدة كـ"مزوّد أمان"، أو تلك التي نظرت إليها كـ"نموذج ديمقراطي" للمحاكاة. لا يمكن لخصوم أميركا -والأهم من ذلك الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية- أن يكونوا أكثر سعادة لرؤية الولايات المتحدة في الخلف في إدارة الشؤون العالمية.
وأشار إلى أنّ "إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تسعى إلى احتواء وإصلاح الأضرار الناتجة من حروب أفغانستان والعراق"، لافتاً "إلى استمرار سياسة الرئيس ترامب المدمرة التي أدت إلى استقطاب الجمهور الأميركي، إلى درجة أنّ نسيج المؤسسات والقيم الديمقراطية الأميركية نفسه مهدّد".
وأوضح التقرير أنّ واشنطن بذلت على صعيد السياسة الخارجية جهوداً متضافرة لضمان وحدة الناتو وقوته في مواجهة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وإخضاع روسيا لنظام أقصى للعقوبات، وتزويد أوكرانيا بنحو 43 مليار دولار من المساعدات لأوكرانيا لمواجهة روسيا.
وسعت وشنطن إلى تشكيل "تحالف من الديمقراطيات" ضد "الأنظمة الاستبدادية والثيوقراطية"، وتعزيز إجراءات مثل الرباعية وAUKUS لاحتواء طموحات الصين الإقليمية والعالمية الحازمة، بحسب التقرير.
وركّزت الإدارة الأميركية، على الصعيد المحلي، على الانتعاش الاقتصادي وتجديد البنية التحتية القديمة في أميركا والتدابير المبتكرة في مجالات مثل تغير المناخ وخدمات الرعاية الاجتماعية والعلاقات العرقية. ووفق التقرير، فإنّ هذه الإجراءات جاءت بهدف استعادة مكانة أميركا كقوة عالمية، وتقويض جاذبية دونالد ترامب المحاصر قانوناً، وتعزيز فرص إعادة انتخاب بايدن العام المقبل.
وبحسب التقرير، لم تسفر أيّ من خطوات السياسة الخارجية والمحلية هذه حتى الآن عن النتائج المرجوة؛ فروسيا نجت من العقوبات مع القدرة على مواصلة عمليتها العسكرية في أوكرانيا لفترة أطول بكثير مما كان متوقعاً.
وسبق أن تحدثت مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية عن تراجع النفوذ الأميركي في منطقة جنوب شرقي آسيا مقارنةً بالنفوذ الصيني.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، في وقتٍ سابق، أنّ الولايات المتحدة ليست جاهزة بعد للتعامل مع حقبة جديدة من منافسة القوى العظمى ضد الصين وروسيا، لافتةً أن هناك عقبات كبيرة في الطريق.