إعلام إسرائيلي: نتنياهو يحاول إخفاء صورة كفاءة "الجيش".. وهجوم غير مسبوق على هليفي
أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، نقلاً عن مصادر في الحكومة، أنّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يحاول إخفاء الصورة الكاملة حول كفاءة "الجيش" عن الجمهور وعن مسؤولين في إدارته وحكومته.
وبحسب ما كشفت القناة 13 الإسرائيلية، فإنّ المصادر ذكرت أنّ "المعطيات الكاملة لا نخفيها فقط عن اللجنة الفرعية وعن الجمهور بل عن وزراء في الكابينت"، مشيرة إلى أنه "خلال نقاش الكابينت الذي جرى الأسبوع الماضي، قال لنا وزيران إنه كان هناك مَن طلب من رئيس الحكومة، ومن الجهات المختلفة، الحصول على صورة عن الكفاءة داخل المؤسسة العسكرية، ورئيس الحكومة كبحهم في هذا الموضوع".
وأوضح المذيع في القناة، تعليقاً على الأمر، أنه "بالأمس كشفنا عن حديث الصراخ، الذي وبّخ فيه رئيس الحكومة نتنياهو رئيس الأركان وقائد سلاح الجو، طالباً منهما نفي التقارير عن الضرر بكفاءة الجيش، واليوم نكشف عن مرحلة أخرى في عملية إخفاء نتنياهو، ومحتواها منع معرفة الجمهور ماذا يحصل حقاً في الجيش الذي يفترض أن يدافع عنه".
وفي السياق ذاته، أكّدت موريا فلبرغ، معلقة الشؤون السياسية في القناة 13، أنّ "محاولات رئيس الحكومة لإخفاء الصورة الكاملة بخصوص كفاءة الجيش مستمرة، وأنا أعتقد أن هذا يفترض أن يقلق كل واحد منا".
وأضافت أنه "بالأمس خلال الاجتماع الذي عقده مع كبار قادة الجيش، رئيس الأركان وكبار قيادة الأركان، قال لهم رئيس الحكومة تمهيداً للنقاش السري في لجنة الخارجية والأمن، الذي سيجري بعد يومين، إنّ "هذا النقاش هو نقطة إشكالية، كلّ شيء تقولونه هناك سيتمّ تسريبه".
وتابعت بأنّ "هناك من يرى في المؤسسة الأمنية والعسكرية، في كلام رئيس الحكومة، محاولة تحذير للجيش من نقل المعطيات الكاملة، التي تعكس الصورة الكاملة بعد يومين".
بدوره، قال معلق الشؤون السياسية الإسرائيلي، بن كسبيت، عبر منصة "إكس"، إنّ 154 من رؤساء أركان وقادة شرطة وموساد وشاباك، وضباط برتبة لواء، ومفوضين ورؤساء شُعَب قالوا لنتنياهو إن عليه أن "يجمع الكابينت على عجل لمناقشة كفاءة الجيش الإسرائيلي".
اقرأ أيضاً: مسؤول إسرائيلي: الضرر في كفاءة "الجيش" سيؤثر في مشاريع أمنية مهمة
"رئيس الأركان الأكثر فشلاً في جيش الاحتلال الإسرائيلي"
من جهتها، أشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى الهجمة الأخيرة التي استهدفت رئيس أركان الاحتلال هرتسي هليفي، مؤكدةً أنّ "هناك يداً موجهة تشغّل الآلة التي تضع ضمن أهدافها الانتقاد الشخصي وشديد العدوانية والسام، لرئيس الأركان"، متحدثةً عن أنّ "شخصاً ما قام بصوغ رسالة هجومية جداً ضد رئيس الأركان، وهي أنه سيُذكر كرئيس الأركان الأكثر فشلاً في الجيش الإسرائيلي".
وأضافت أنه "الآن بدأت الرسالة تتداول على شبكات التواصل الاجتماعي، من جانب عضو الكنيست طالي غودلك من الليكود، ويائير نتنياهو، وآخرين، وهذه نقطة في بحر، لكنّ البحر يتكون من النقاط عندما تنضم الواحدة الى الأخرى".
ولفت الإعلام الإسرائيلي إلى أنّ وزير الأمن غالانت سارع إلى نشر ردّ على هذا الكلام، قائلاً إنّ "رئيس الأركان هرتسي هليفي هو واحد من الضباط الممتازين الذين ألتقيت معهم طوال سنواتي في الجيش الإسرائيلي.. وعدد كبير من المواطنين في إسرائيل مدينون له بحياتهم".
وتساءل الإعلام الإسرائيلي عما إذا "كان الذي دفع بهذه الحملة الدعاية الأخيرة فكّر للحظة واحدة بالتداعيات".
الاجتماع الطارئ أمس لم يحلّ المشكلة
ويأتي ذلك بعدما ناقش نتنياهو، أمس الأحد، خلال اجتماع مع هاليفي في الكيرياه (مقر وزارة الأمن في تل أبيب)، كفاءة "الجيش"، على خلفية أزمة رفض الامتثال للخدمة احتجاجاً على التعديلات القضائية، بمشاركة وزير الأمن يوآف غالانت، ورئيس حزب "شاس" أرييه درعي، وقائد سلاح الجو اللواء تومير بار، إضافةً إلى كبار أعضاء هيئة الأركان ورئيس مجلس "الأمن القومي".
وخلال الاجتماع، قدم وزير الأمن ورئيس الأركان وجنرالات "الجيش"، لرئيس الوزراء، صورةً عن الوضع في ما يتعلق بكفاءة "الجيش"، بحسب الإعلام الإسرائيلي، كما اتفق جميع المشاركين في المناقشة على وجوب "إبقاء الخلافات السياسية خارج الجيش الإسرائيلي".
لكن الإعلام الإسرائيلي حلّل أبعاد الاجتماع، ومسارعة نتنياهو إلى الاجتماع مع رئيس الأركان، معتبراً أنّ "التهديد الحقيقي الوحيد، هو نية قادة الأمن عرض الواقع الأمني على الجمهور، في ضوء الأزمة التشريعية".
وفي السياق، قال مراسل الشؤون السياسية في "القناة 13"، سيفي عوفاديا، إنّ نتنياهو "وبّخ قادة الجيش على أقوال قائد سلاح الجو تومر بار في موضوع الضرر بكفاءة سلاح الجو".
وأضاف عوفاديا أنّ "نتنياهو طلب إصدار نفي لها في حديث ارتفع إلى نبرة عالية، قائلاً: هذا جيش يسيطر على دولة، أنتم تضرون بالردع، لماذا تصدرون عناوين كهذا؟"، فيما رئيس الأركان ردّ بنبرة منفعلة: " لا أستطيع الوقوف جانباً والكفاءة تتضرر".
اقرأ أيضاً: "جيش" الاحتلال الإسرائيلي يُقِرّ رسمياً: تضرر الكفاءة في الحرب بدأ
وبحسب ما ورد، فإنّ هناك بيانات متعلقة بالتداعيات العسكرية على "الجيش" بعد موجة رفض الخدمة، ستصدر في أيلول/سبتمبر المقبل، وسيتم التنسيق بشأنها بين الهيئات الثلاث، لكنّها لن تنشر في وقت واحد.
أتى ذلك بعدما نقل الإعلام الإسرائيلي، أمس أيضاً، أنّ "قيادة الجيش لم تعد مستعدة لإخفاء حجم أزمة الكفاءة"، مؤكّداً أنّ "عدد الذين سيلغون التطوع احتجاجاً على التعديلات القضائية سيرتفع".
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، حذّرت من تضرّر كفاءة سلاح الجو الإسرائيلي. وقالت المذيعة في "القناة 13" الإسرائيلية، إنّ "التحذيرات لم تعد عامة أو ضبابية أو مستقبلية، فالأزمة في سلاح الجو تتفاقم وتجبي ثمناً هاماً"، بينما علّق اللواء احتياط عاموس يادلين، الرئيس السابق للمخابرات العسكرية، على التحذيرات بشأن عدم كفاءة "جيش" الاحتلال، مؤكّداً أنّ مسؤولية ما يحصل تقع على عاتق غالانت ونتنياهو.
ويشهد كيان الاحتلال، منذ 30 أسبوعاً، احتجاجات غير مسبوقة للمستوطنين الإسرائيليين، بمشاركة جنود من الاحتياط وقادة من "الموساد" و"الشاباك" والشرطة ضدّ التعديلات القضائية، التي تصرّ الحكومة، بقيادة نتنياهو، على إقرارها.
اقرأ أيضاً: قائد سلاح الجو الإسرائيلي: الضرر بالكفاءة يتعمّق ولن تعود المنظومة كما كانت