وفاة 5 مهاجرين وفقدان آخرين بغرق مركب قبالة سواحل تونس

الناطق الرسمي باسم محكمة صفاقس فوزي المصمودي يقول إنّه كان على متن القارب 35 مجتازاً، من بينهم نساء وأطفال، أغلبهم تونسيون.
  • قتلى ومفقودون بعد غرق مركب كان يقلّهم قبالة سواحل صفاقس

لقي 5 مهاجرين تونسيين مصرعهم، وعُدَّ 7 آخرون في عداد المفقودين، إثر غرق مركب كان يقلّهم قبالة سواحل محافظة صفاقس التونسية وسط شرقي البلاد، على ما أفاد مسؤول قضائي.

وأوضح الناطق الرسمي باسم محكمة صفاقس، فوزي المصمودي، لوكالة "فرانس برس"، أنّه "كان على متن القارب 35 مجتازاً، من بينهم نساء وأطفال، أغلبهم تونسيون، مع إمكانية وجود عدد قليل من أفارقة جنوب الصحراء، وانقلب القارب بعد وقت قصير من مغادرة السواحل".

وأكّد أنه "تمّت نجدة 23 شخصاً، وانتشال 5 جثث، ولا يزال 7 أشخاص مفقودين".

ومن بين الضحايا طفل وامرأتان، وقد غرق القارب بعد نحو ساعة من إبحاره من سواحل صفاقس، وفقاً للمصمودي.

وتعدّ صفاقس أبرز نقطة انطلاق للمهاجرين غير القانونيين التونسيين، وآخرين من جنسيات دول أفريقيا جنوب الصحراء، فيما يعدّ حادث الغرق هذا واحداً من سلسلة حوادث أخرى وقعت قبالة السواحل التونسية خلال فصل الصيف.

وتظهر الأرقام التي جمعتها الأمم المتحدة، أنّ "أكثر من 1800 شخص لقوا حتفهم منذ كانون الثاني/يناير في غرق مراكب وسط البحر المتوسط"، الذي يعدّ أخطر مسار للهجرة في العالم، وهو رقم يكاد يناهز ضعف العدد الذي سجل العام الماضي.

وقضى مهاجران تونسيّان، أحدهما طفل، وفقد خمسة آخرون، بعد غرق مركب ليل الجمعة- السبت الفائت، قبالة سواحل قابس جنوب شرق تونس، وفق ما أعلنت السلطات. 

ونهاية الأسبوع الماضي، أعلنت مصادر قضائية غرق مركب انطلق من صفاقس، مخلّفاً ما لا يقلّ عن 11 قتيلاً و44 مفقوداً، وأنقذ اثنان فقط من المهاجرين، جميعهم من أفريقيا جنوب الصحراء.

ومطلع الأسبوع الفائت كذلك، انتشل خفر السواحل التونسيون 12 جثة قبالة جزيرة قرقنة التابعة لمحافظة صفاقس.

وتسارعت وتيرة إبحار مواطني جنوب الصحراء في آذار/مارس ونيسان/أبريل، بعد خطاب ألقاه الرئيس التونسي قيس سعيّد في 21 شباط/فبراير، ندّد فيه بوصول "جحافل من المهاجرين"، في إطار "مخطط إجرامي" يهدف إلى "تغيير التركيبة الديموغرافية" لتونس.

ومطلع تموز/يوليو، طُرد مئات من المهاجرين من جنسيات دول أفريقيا جنوب الصحراء من صفاقس، بعد اشتباكات مع السكان، تسببت في وفاة تونسي.

وفي الأيام التالية، نقلت الشرطة التونسية نحو ألفي مهاجر على الأقلّ، وفقاً لمنظمات، إلى الحدود مع ليبيا والجزائر، وتركوا في الصحراء والمناطق المعزولة.

وبحسب إحصاء لوكالة "فرانس برس"، استناداً إلى منظمات، لقي 27 شخصاً على الأقل حتفهم في الصحراء التونسية- الليبية منذ بداية تموز/يوليو، فيما فقد 73 آخرون.

وتفيد مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، أنّ "أكثر من 95 ألف مهاجر وصلوا منذ مطلع العام الحالي إلى إيطاليا"، التي تقع أقرب سواحلها على بعد 150 كيلومتراً من تونس.

اقرأ أيضاً: وفيات وعشرات المفقودين بعد غرق مركب للمهاجرين قبالة سواحل تونس

بحثاً عن حياة أفضل

وفي 20 حزيران/يونيو، قال الحرس الوطني التونسي إنه اعترض خلال 6 أشهر، 34,290 مهاجراً، معظمهم من أفريقيا جنوب الصحراء، مقارنة بـ9,217 خلال الفترة نفسها من العام 2022.

وأوضح المسؤول في الحرس الوطني، محمد برهان الشمتوري، أنّه "في غضون عشرة أيام فقط"، تمكّنت وحدات إقليم الوسط (صفاقس ومحيطها) من اعتراض "نحو ثلاثة آلاف مهاجر، 90 % منهم من جنوب الصحراء والباقي من التونسيين".

ويبحر آلاف التونسيين كل عام بحثاً عن حياة أفضل في أوروبا. وهم يمثلون منذ بداية العام، الجنسية الرابعة بين الوافدين إلى إيطاليا، بعد مواطني ساحل العاج والغينيين والمصريين.

لكنّ عدد المهاجرين التونسيين الوافدين إلى إيطاليا تراجع بنسبة 25% خلال عام واحد، مع 7,121 مهاجراً منذ بداية العام، وفق وزارة الداخلية الإيطالية.

وتمرّ تونس بأزمات اقتصادية وسياسية، ويؤرق ملف الهجرة تونس كما إيطاليا ودول الاتحاد الأوروبي.

ووقّعت تونس والاتحاد الأوروبي، منتصف تموز/يوليو الفائت، مذكرة تفاهم لإرساء "شراكة استراتيجية وشاملة"، تركز على مجالات التنمية الاقتصادية والطاقات المتجدّدة ومكافحة الهجرة غير النظامية، وتهدف أيضاً إلى مساعدة البلد الأفريقي في مواجهة الصعوبات الاقتصادية الكبيرة.

اقرأ أيضاً: من سواحل تونس إلى إيطاليا.. ملف الهجرة في الصدارة والأوروبيون يُناورون

المصدر: الميادين نت + وكالات