بعد الدعم الشعبي لمجلس النيجر العسكري.. "إكواس" تغلّب الدبلوماسية
قرّر برلمان المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا "إكواس"، إرسال لجنة إلى عاصمة النيجر نيامي، وذلك لمقابلة قادة المجلس العسكري، وبحث سبل حل الأزمة القائمة دبلوماسياً.
ويأتي قرار برلمان "إكواس"، وسط خلافاتٍ في ما بينهم، تسببت بتعذّر انعقاد اجتماع الاتحاد الأفريقي بشأن الأزمة، إضافةً إلى ترقب اجتماع قادة جيوش المجموعة، في الوقت الذي جدّد فيه مجلس الاتحاد الأوروبي "إدانته الشديدة لسيطرة المجلس العسكري في النيجر على الحكم".
وشهدت الجلسة الطارئة لبرلمان "إكواس" انقساماً حاداً بين أعضائها، ما حال دون أي توافقٍ على قرارٍ موحّد بشأن تدخلٍ عسكري في النيجر.
وذكرت وسائل إعلام نيجيرية، أنّ أعضاء برلمان المنظمة "انقسموا بين المتمسكين بضرورة استخدام الدبلوماسية" لإعادة الرئيس المعزول، محمد بازوم، إلى السلطة في النيجر، وبين المُطالبين بضرورة "اتخاذ موقف حازم"، تجاه قادة المجلس العسكري الذين أطاحوا بازوم.
يُذكر أنّه مِن المرتقب أن يعقد رؤساء أركان الجيوش في مجموعة "إكواس" اجتماعاً لبحث التدخل العسكري في النيجر، وذلك بعد تعذّر عقد اجتماعين مهمين، أحدهما لمجلس الأمن والسلم الأفريقي، التابع للاتحاد الأفريقي، والثاني لقادة جيوش "إكواس" في غانا، بشأن خيار إرسال قواتٍ عسكرية إلى النيجر.
وفي غضونِ ذلك، قال مفوّض الأمن والسلم في المنظمة، عبد الفتاح موسى، إنّ "القيام بعمل عسكري لا يحتاج إذناً من مجلس الأمن الدولي"، مُشيراً إلى أنّ المجموعة تمتلك "أسساً قانونية للتدخل في النيجر".
ورحّب مجلس الاتحاد الأوروبي بقرارات "إكواس"، التي اتخذتها خلال قمّتها الاستثنائية الثانية، بخصوص الوضع في النيجر، مُعلناً استعداده لدعم جهود المنظمة، ومجدّداً إدانته إطاحة بازوم، والدعوة إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط عنه".
من جهةٍ أخرى، استقبل بازوم طبيبه الخاص، السبت، حيث أوضح المستشار الرئاسي السابق، عبد الرحمن إنصار، لوكالة الأنباء الألمانية، نقلاً عن الطبيب، بأنّ "بازوم وزوجته وابنه بصحةٍ جيدة".
وساطة ولقاءات بهدف "تهدئة التوترات"
وفي تلك الأثناء، عقد رئيس المجلس العسكري في النيجر، الجنرال عبد الرحمن تشياني، اجتماعاً في العاصمة نيامي، السبت، مع وفدٍ من العلماء ورؤساء الجمعيات الإسلامية في نيجيريا.
كما التقى الوفد رئيس الوزراء المدني المُعيّن حديثاً، علي محمد الأمين زين، وذلك وفقاً لما أفاد به التلفزيون الوطني في النيجر.
وأكّد مصدرٌ مقرّب من الوفد لوكالة الأنباء الفرنسية، أنّ "مهمة الوساطة ترمي إلى تهدئة التوترات التي أثارها احتمال التدخل العسكري لإكواس".
يُذكر أنّ وكالة الأنباء النيجيرية، قالت مِن جهتها، إنّ الوفد "التقى في بداية الأسبوع في أبوجا، الرئيس الحالي لإكواس، رئيس نيجيريا، بولا تينوبو، لمحاولة التوسط بين المنظمة وقادة المجلس العسكري".
يُشار إلى أنّ الآلاف من أنصار المجلس العسكري في النيجر، تجمّعوا الجمعة، قرب القاعدة العسكرية الفرنسية في العاصمة نيامي، حيث هتف المتظاهرون خلال التجمّع "فلتسقط فرنسا، فلتسقط إكواس"، وذلك غداة قمة "إكواس" التي انتهت بالموافقة على "تدخلٍ عسكريٍ محتمل" في النيجر.
ورفع المتظاهرون أعلام النيجر، مؤكّدين دعمهم للمجلس العسكري الذي أطاح بازوم، وخصوصاً قائده تشياني، ومطالبين برحيل القوات الفرنسية عن النيجر.
يُذكر أنّه منذ إطاحة بازوم، في 26 تمّوز/يوليو الماضي، يتهم المجلس العسكري فرنسا بشكلٍ خاص، بأنّها تقف خلف قرار دول "إكواس" تفعيل "قوة الاحتياط" لديها تمهيداً لنشرها في النيجر لإعادة نظام بازوم الموالي لباريس.
يُشار إلى أنّ فرنسا تنشر في النيجر قرابة 1500 من جنودها، تحت مبرّرات "دعم القوات المسلحة النيجرية في التصدي للمجموعات الإرهابية"، الأمر الذي سارع المجلس العسكري إلى رفضه بعد توليه السلطة، حيث أعلن إلغاء عددٍ من اتفاقيات التعاون العسكري مع فرنسا، بالإضافة إلى إنهاء مهمات سفراء البلاد لدى كلٍ مِن فرنسا والولايات المتحدة ونيجيريا وتوغو.
والأربعاء الماضي، ذكر المجلس العسكري أنّ الجيش الفرنسي هاجم موقعاً للقوات المسلحة النيجرية، بهدف "تحرير حلفائه الإرهابيين"، معلناً "حالة التأهب القصوى" بعد مهاجمة قواتٍ فرنسية موقعاً للحرس الوطني في منطقة ليبتاكو غورم وحرر 16 إرهابياً مسجوناً .