وفاة 6 أشخاص من طالبي اللجوء بعد غرق قاربهم في قناة المانش
قضى ستة مهاجرين أفغان في إثر غرق زورق يقلّ أكثر من 60 مهاجراً في محاولة للوصول إلى بريطانيا، وذلك بعد أقل من عامين على واقعة غرق قارب كانت الأكثر حصداً للأرواح في المنطقة.
وقال وزير الدولة الفرنسي لشؤون البحار، إيرفيه بيرفيل، للصحافيين في مرفأ كاليه إنّ "غرق هذا الزورق مأساة إنسانية مروعة"، متعهّداً بذل المزيد لملاحقة "المهرّبين المجرمين" الذين "يرسلون المهاجرين إلى حتفهم".
وكان فيليب ساباتييه نائب المدعي العام في بولون، سور مير، قد صرّح لوكالة "فرانس برس" أنّ "القتلى رجال أفغان يبلغون نحو 30 عاماً"، مضيفاًَ أنّ "الركاب كانوا جميعهم تقريباً من الأفغان مع بعض السودانيين ومعظمهم من البالغين بالإضافة إلى بعض القصر".
وأكد بيرفيل أنّ خفر السواحل في فرنسا وبريطانيا أنقذوا 61 شخصاً.
Six people have died after a boat carrying migrants sank in the #Channel, off the #French coast.
— Arlaadi Media (@ArlaadiMnetwork) August 13, 2023
The French coast guard said the vessel got into difficulty in the sea near Calais in the early hours of Saturday.
Fifty-nine people - many of them #Afghans - were rescued by… pic.twitter.com/fV3mF59auf
وأشارت النيابة العامة الفرنسية إلى أنّ "شخصين كحد أقصى ما زالا في عداد المفقودين ويتواصل البحث عنهما في البحر، بواسطة سفينتين ومروحية وطائرة، من الجانب الفرنسي".
فيما نُقل سبعة مصابين بجروح طفيفة من بين الذين أنزلوا في مرفأ كاليه إلى المستشفى، وأجرت الشرطة تحقيقات مع الآخرين.
كذلك أُعلن عن وفاة أول شخص صباح اليوم الأحد، بعد إجلائه بمروحية إلى مستشفى كاليه، بحسب مركز الشرطة البحرية في المانش وبحر الشمال.
واهتم زورق نوتردام دو ريسبان التابع للجمعية الوطنية للإنقاذ البحري (SNSM) بالخمسة الآخرين.
وأعربت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيت بورن على موقع "إكس" عن تضامنها مع الضحايا، وأشادت "بالتزام فرق الإنقاذ التي تحركت لمساندة البحرية الوطنية".
وقالت النيابة العامة الفرنسية إنّ القارب غرق قبالة سانغات في با دو كاليه "نحو الساعة 02,00" (00,00 بتوقيت غرينيتش) بينما كان البحر هادئاً. وأبلغت سفينة تجارية عن توقفه قبل بزوغ الفجر، وعثرت عليه في الصباح الباكر سفينة كورموران التي تجري دوريات للخدمة العامة، بينما كان يغرق".
وأوضحت أنه سيتم الكشف على القارب "وهو على الأرجح قارب مطاطي غير مناسب" لهذه الحمولة من الركاب.
وتوجه رجال الإطفاء والشرطة في وقت مبكر من صباح اليوم إلى ميناء كاليه، حيث وصلت شاحنات الجثث، بعدما رست سفينة كورموران وزورق الجمعية الوطنية للإنقاذ البحري، بحسب مراسل وكالة فرانس برس. وغادرت حافلة تقل ناجين إلى غرفة استقبال للطوارئ في المحافظة.
من جانبها أكدت وزيرة الداخلية البريطانية، سويلا برافرمان، تضامنها مع "المتضررين من هذه الخسارة المأسوية"، حيث شاركت سفينتان بريطانيتان في عملية الإنقاذ.
وفي إثر هذا الحادث، أكد المتحدث باسم جمعية "أوتوبيا 56" الفرنسية لمساعدة المهاجرين لوكالة (فرانس برس) أنّ "القمع يزداد على الحدود لمحاولة الحد من حركة الهجرة ما يزيد العبور خطراً ويدفع الناس إلى تحمل المزيد من المخاطر للعبور إلى بريطانيا".
وتقدر السلطات وجود ألف مهاجر حالياً على الساحل الشمالي لفرنسا في انتظار توفر إمكانية محاولة العبور، وفقاً لمصدر مطلع.
وعبَر أكثر من مئة ألف مهاجر المانش بشكل غير قانوني مستخدمين زوارق صغيرة منذ 2018، وفق تعداد أجرته "فرانس برس" أخيراً استناداً إلى أرقام رسمية بريطانية.
وسجّل العام 2022 أرقاماً غير مسبوقة إذ عبر 45 ألف شخص، على الرغم من مخاطر يتعرضون لها، حيث قضى 27 مهاجراً بسبب غرق زورقهم في تشرين الثاني/نوفمبر 2021 تتراوح أعمارهم بين سبعة أعوام و46 عاماً.
وأثارت مأساة غرق المهاجرين التوتر بين باريس ولندن اللتين اتفقتا منذ ذلك الحين على تعزيز مكافحة الهجرة، حيث ضاعفت الحكومة البريطانية حزمها.
وقبل أيام، أعلنت المملكة المتحدة أنها ستزيد الغرامات على أرباب العمل ومالكي العقارات الذين يوظّفون مهاجرين غير شرعيّين أو يسمحون لهم بالاستئجار، مشددةً على أنه لا سكن ولا عمل للمهاجرين غير الشرعيّين.
وأمس السبت، أعلن الجيش اللبناني، في بيانٍ نشره، إنّ إحدى وحداته، أوقفت بالتشارك مع دوريةٍ من مديرية المخابرات اللبنانية، 134 شخصاً أثناء "محاولتهم التسلّل عبر البحر بطريقةٍ غير شرعية، باتجاه إحدى الدول الأوروبية"، وذلك في بلدة "الشيخ زنّاد"، في محافظة عكّار شمالي البلاد.