إعلام إسرائيلي: تضرر سلاح الجو.. "إسرائيل" لا يمكنها المبادرة إلى حرب ضد لبنان
حذّرت وسائل إعلام إسرائيلية من تضرّر كفاءة سلاح الجو الإسرائيلي، متحدثة عن أنّه "ليس من الأكيد أنّ إسرائيل قادرة على الخروج إلى خطوة مبادر إليها في لبنان".
وقالت المذيعة في القناة 13 الإسرائيلية، إنّ "التحذيرات لم تعد عامة أو ضبابية أو مستقبلية، فالأزمة في سلاح الجو تتفاقم وتجبي ثمناً هاماً"، كاشفةً أنّ "قائد سلاح الجو أقرّ في حديث أمس مع طياري الاحتياط بأنّ المسّ بالكفاءة للحرب يتعمق، وأنّ الضرر الأهم هو في أركان سلاح الجو".
بدوره، أوضح ألون بن دافيد، محلل الشؤون العسكرية في القناة 13، أنّ "الحديث أمس جرى بين قائد سلاح الجو ونحو 60 طياراً من الاحتياط، جميعهم متردّد أو أعلن توقفه عن التطوع"، واصفاً الحديث بأنه "كان مؤلماً، وعرضت لهم الصورة وهي أنّ كلّ يوم يمرّ فإنّ المسّ بكفاءة سلاح الجو يتفاقم".
وأكّد قائد سلاح الجو الإسرائيلي أنّ "أساس المشكلة هي في هيئة أركان سلاح الجو العملانية، القلب الذي يدير النشاطات العملانية، وهناك أكثر من نصف أصحاب المناصب في الاحتياط توقفوا عن الخدمة وأعلنوا عن تجميدها، وهذا يسمح لسلاح الجو باستمرار العمل في الروتين والمهاجمة في سوريا والقيام بطلعات تصوير، ولكن الوضع سيكون مختلفاً في حال الوصول إلى معركة واسعة".
وتابع: "أقول بحذر أنه في الوضع الحالي، بخصوص شرعية إسرائيل في صفوف الذين يخدمون، فإنّ إسرائيل ليس من الأكيد أنها قادرة على الخروج إلى خطوة مبادر إليها سواء في لبنان أو في العراق (يقصد إيران)، لأنّ المسّ هام، وهذا أيضاً في الأسراب، فالقادة الأساسيون الذين لم يحلقوا منذ 3 أسابيع، كفاءتهم بدأت بالهبوط، وكل هؤلاء ليس لهم بديل، حيث يستغرق الأمر 15 إلى 20 سنة من أجل إعدادهم".
وكان قائد سلاح الجو في "جيش" الاحتلال الإسرائيلي، الجنرال الإسرائيلي تومير بار، حذر مجدداً اليوم السبت، من أنّ "كفاءة جيش بلاده لن تعود كما كانت"، متخوفاً من أنها "ستشهد ضرراً أكبر بمرور الوقت".
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، كلمة له خلال لقاء مع 60 ضابطاً وطياراً في قاعدة عسكرية، أكّد فيها الجنرال الإسرائيلي أنّ "الكفاءة لن تعود إلى سالف عهدها"، على خلفية احتجاج ضباط الاحتياط، والذي يأتي نتيجة لاعتراضهم على التعديلات القضائية التي تحاول حكومة بنيامين نتنياهو تمريرها.
ودعا قائد سلاح الجو الإسرائيلي إلى "زيادة جرعة التدريبات العسكرية"، موضحاً أنّ "هناك ضرراً حقيقياً في الجيش الإسرائيلي، وخاصة سلاح الجو، لكن لا يمكن معرفة ما إذا كان سيكون هناك ضرر أكبر في غضون شهر أم لا".
وأضاف أنّ "الجيش الإسرائيلي مستعدّ للحرب في الوقت الحالي، ولكن الضرر الذي يلحق باللياقة البدنية يزداد عمقاً مع مرور الوقت".
اقرأ أيضاً: قائد سلاح الجو الإسرائيلي: الضرر بالكفاءة يتعمّق ولن تعود المنظومة كما كانت
وفي وقت سابق، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، عن مسؤول أمني إسرائيلي "كبير"، تحذيره من أنّ "الجيش قد يفقد جاهزيته خلال نحو شهر، في حال استمرار الحكومة في التعديلات القضائية"، مضيفاً "أنّنا سنواجه مشكلات خاصة في سلاح الجو".
وجاء ذلك فيما قرّر نتنياهو، اعتماد الخط الذي يقوده رئيس الأركان ووزير الأمن، في محاولة لتهدئة الأوضاع وإعادة جنود الاحتياط إلى صفوف "الجيش"، وفقاً للإعلام الإسرائيلي.
وكانت صحيفة "هآرتس" قد وصفت ما يمرّ الآن فيه سلاح الجوّ، نتيجة إصرار نتنياهو على مواصلة التعديل القضائي، بـ"عملية غير مسبوقة من التأكّل الداخلي"، مضيفةً أنّ الحكومة، المسؤولة المركزية عن ذلك، "تشاهد ما يجري وتتثاءب".
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ كفاءة "جيش" الاحتلال تتبدّد، في ظل توسّع الاحتجاج ضد خطة التعديلات القضائية وسط عناصر الاحتياط.
وقال محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئِل، إنه "بحسب رئيس الأركان، هرتسي هليفي، إنّ المشكلات في "جيش الاحتياط" هي "ذات مدى أبعد من مشكلة الكفاءة".
وأكد هرئل أنّ نتنياهو، "يعرف الحقيقة، حتى إنّه أُفيد بها في تقرير خاص، وضعه هليفي أمامه قبل التصويت في الكنيست، بينما أخّر رئيس الحكومة، متعمداً، لقاءه وجهاً لوجه مع رئيس الأركان".
وفي تموز/يوليو الماضي، تحدّث الإعلام الإسرائيلي عن زلزال يضرب سلاح الجو في "جيش" الاحتلال، إذ أعلن 1142 جندياً، بينهم 513 طياراً في الخدمة، نيّتهم تعليق تطوعهم في حال إقرار التعديلات القضائية.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قد دعا، في 18 يوليو/تموز الماضي، جنود الاحتياط الذين قرروا رفض الخدمة العسكرية، احتجاجاً على خطة التعديلات في القضاء، إلى "العدول عن قرارهم"، مشدداً على أنه بحاجة إليهم "لحماية إسرائيل".
وجاء ذلك بعدما صادق الائتلاف الحاكم (64 نائباً من أصل 120 في الكنيست)، في 24 من الشهر نفسه، على قانون "الحدّ من المعقولية" الذي يهدف إلى الحد من صلاحيات المحكمة العليا (أعلى هيئة قضائية في كيان الاحتلال الإسرائيلي)، والتي تمكنها من إلغاء قرارات حكومية بدعوى "عدم المعقولية".
وتشهد "إسرائيل" سلسلة من الاحتجاجات المستمرة منذ 30 أسبوعاً في جميع أنحاء الكيان، احتجاجاً على الخطة الحكومية التي يصفها المعارضون بـ "الانقلاب" على النظام السياسي، ويقولون إنها "ستقضي على إسرائيل".