"سيزعزع الاستقرار بقوة".. روسيا تحذّر من أيّ تدخل عسكري في النيجر
حذّرت روسيا من أنّ أيّ تدخّل عسكري في النيجر "سيزعزع الاستقرار بقوة" في المنطقة، وذلك غداة إعلان قادة دول غرب أفريقيا عزمهم على إرسال قوة عسكرية لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى السلطة بعدما أطاحه انقلاب عسكري.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: "نعتقد أنّ حلاً عسكرياً للأزمة في النيجر يمكن أن يؤدّي إلى مواجهة طويلة الأمد في هذا البلد الأفريقي، وإلى زعزعة حادّة للاستقرار في منطقة الصحراء والساحل بأسرها".
وثمّنت الخارجية الروسية جهود المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) لاستعادة النظام الدستوري في النيجر من خلال الحوار مع السلطات الجديدة في البلاد، مشددةً على أنّ "روسيا تدعم جهود الوساطة، التي تقوم بها "إيكواس" بهدف إيجاد سبل للخروج من الأزمة الناشئة".
ومنذ أيام، أعلن نائب مدير قسم المعلومات والصحافة في الخارجية الروسية، أليكسيي زايتسوف، أنه من غير المرجح أن يساهم التدخل العسكري من قبل منظمة "إيكواس" باستقرار الوضع في النيجر.
وذكر زايتسوف أنه من المهم للغاية منع المزيد من تصعيد التوتر في النيجر، موضحاً أنه لا توجد طريقة بديلة لحل الوضع، غير الإسراع بإعادة القانون والنظام والتحضير لحوار وطني شامل.
اقرأ أيضاً: "إيكواس": قادة جيوش غربي أفريقيا سيجتمعون الأسبوع المقبل في غانا بشأن النيجر
يأتي ذلك في وقت قال فيه قادة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، إنّ "كل الخيارات مطروحة على الطاولة بشأن النيجر، بما في ذلك استخدام القوة خياراً أخيراً"، مع الدعوة إلى "تفعيل القوة الاحتياطية للمجموعة على الفور".
وقبل ذلك، اتفق رؤساء أركان المجموعة الاقتصادية لدول غربي أفريقيا "إيكواس"، على حشد قوة من 25 ألف عسكري للتدخل المحتمل في النيجر، بحسب ما أفادت وسائل إعلام فرنسية نقلاً عن مسؤولين نيجيريين.
يشار إلى أنّ موقع "أنهيرد" البريطاني، تحدث عن أنّ التدخل الغربي في البلد الأفريقي "قد يأتي بنتائج عكسية سريعة".
ولفت التقرير إلى أنه "حصلت عدّة تمردات مناهضة للغرب في الساحل في إفريقيا، في مالي ثم بوركينا فاسو، والآن أتى دور النيجر، وهي الدولة الثالثة التي حصل فيها انقلاب في غضون ثلاث سنوات فقط".
وأوضح أنه "في كلّ من هذه الانقلابات، ذكر الضباط العسكريون المعنيون نفس الأسباب للسيطرة على السلطة، وهي تزايد المخاوف بشأن تصاعد الإرهاب، والتخلف الاجتماعي والاقتصادي المزمن".
واحتدت الأحداث في النيجر في 27 تموز/يوليو الماضي، حين أعلن المجلس العسكري في النيجر عبر التلفزيون الرسمي، عزل الرئيس محمد بازوم واحتجازه في مقر إقامته وإغلاق الحدود وفرض حظر التجوال، موضحين أنّهم قرروا وضع حد للنظام الحالي بعد تدهور الوضع الأمني وسوء الإدارة الاقتصادية في البلاد.
ورداً على خطوة المجلس العسكري، أعلنت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" فرض عقوبات على النيجر، تشمل إغلاق المجال الجوي لدولها أمامها وتعليق التبادلات التجارية معها.
ومطلع آب/أغسطس الجاري، اعتمد المشاركون في اجتماع طارئ لرؤساء الأركان العامة للقوات المسلحة لدول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، عقد في أبوجا، خطة في حال التدخّل العسكري في النيجر.
وبعد حشد قوّة مكوّنة من 25 ألف عسكري تابعة لـ"إيكواس" للتدخّل المحتمل في النيجر، رفض المجلس العسكري استقبال وفد المجموعة الاقتصادية لدول غربي أفريقيا (إيكواس) والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.