أحزاب وقيادات لبنانية تعليقاً على حادثة الكحالة: نرفض الفتنة والمقاومة حصانة الوطن
وجّه المفتي الجعفري الممتاز في لبنان، الشيخ أحمد قبلان، رسالة إلى القيادات المسيحية تعليقاً على حادثة انقلاب شاحنة على طرق الكحالة، والاعتداء عليها من قبل بعض الميليشيات، والتي أدت إلى استشهاد المقاوم أحمد علي قصاص.
وخاطب قبلان القيادات المسيحية قائلاً إنّ "هناك من يدفع البلد نحو فتنة مجنونة، ويعمل ضد المصالح المسيحية الإسلامية".
وأضاف أن "هناك من يريد حرق البلد بمن فيه، ولا يهمه كنيسة أو مسجداً، ولا يعتقد بالمسيح ولا بمحمد، ولا وظيفة له إلا الفتنة والدم".
وأشار إلى أن "تاريخ المقاومة هو أمن وأمان وحماية سيادة وكيان، بعيداً من الداخل اللبناني والمصالح الطائفية".
وأكد قبلان أن "كمائن المعلومة نشطة للغاية، وعرّابي الفتن يلعبون على المكشوف، وبعض الإعلام جاهز وموظف بدقة"، وأن "الجهات الدولية تستثمر بالنار الطائفية، وتعتقد أن الخلاص من لبنان، يكمن بخرابه وإشغال مكوّناته بحرب أهلية طويلة".
كما أشار إلى أن "حماية المسيحيين تبدأ بحماية المسلمين والعكس صحيح، وأن منع الفتنة هي أوجب الواجبات".
وختم قبلان بأن "المقاومة هي ضمانة الوطن، لا ضمانة طائفة، والنيل منها هو نيلٌ من صميم سيادة لبنان".
من جهتها دانت القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان، الاعتداء الذي تعرّض له عناصر من المقاومة في منطقة الكحالة.
وقال حزب البعث في بيانه: "ندين الاعتداء السافر الذي تعرّض له عناصر الحماية في المقاومة، والذي أدى الى استشهاد المقاوم أحمد قصاص، بعد أن بادر عناصر من الميليشيات المسلحة، في منطقة الكحالة إلى مهاجمة الشاحنة والتعرّض لمرافقيها بالحجارة والشتائم، ومن ثم المبادرة الى إطلاق النار".
وأضاف البيان: "هذا ما أثبتته مقاطع الفيديو التي صوّرها ونشرها أهالي الكحالة أنفسهم، فكان من الطبيعي أن يرد عناصر الحماية على مصادر النيران، في إطار الحق المشروع بالدفاع عن النفس".
ودان بيان القيادة المركزية للحزب "المواقف غير المسؤولة والموتورة التي صدرت عن أحزاب، ونواب وشخصيات سياسية، بعضهم يفترض أنهم حلفاء للمقاومة".
ووصف البيان هذه المواقف بأنها "محاولات للاستثمار السياسي والانتخابي في الدم، عبر خطاب طائفي تحريضي، يشبه إلى حد بعيد لغة أعداء المقاومة، من دون الأخذ بالحسبان خطورة هذا الخطاب على السلم الأهلي في البلد".
كذلك استنكر البيان "التهجّم العلني على مؤسسة الجيش اللبناني، التي أدّت دوراً جبّاراً في حقن الدماء، ومارست دورها الطبيعي في الحفاظ على السلم الأهلي".
وتقدّم حزب البعث في بيانه "بأحرّ التعازي من قيادة حزب الله، وأهالي بلدة يونين، وعائلة الشهيد البطل أحمد قصاص".
وأكد القناعة الثابتة لدى حزب البعث "بالوقوف إلى جانب المقاومة التي حمت لبنان، والمنطقة من الأطماع الصهيونية، والإرهاب التكفيري، من دون تمييز سياسي أو مناطقي أو طائفي".
واعتبر بيان الحزب أن ما جرى البارحة هو "محاولة جديدة لتأليب الرأي العام على المقاومة، في إطار خطة مدروسة ومموّلة من السفارات، وبمواكبة إعلامية واضحة".
من جانبه قال الحزب السوري القومي الاجتماعي عن حادثة الكحالة، "إن استنفار الغرائز، واستحضار محطات فتنوية، يهدّد السلم الأهلي والوحدة الوطنية".
واستغرب الحزب "حجم الاستفزاز الذي طال الجيش، والذي بدا وكأنه أمر عمليات يستهدف المؤسسة الضامنة لوحدة لبنان".
في السياق، قال لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية إن "الاعتداء يقدّم خدمة مجانية للاحتلال الإسرائيلي، لأنه يستهدف عامل القوة الذي يؤمّن الحماية للبنان وثرواته، ويردع العدو الإسرائيلي عن القيام بأي عدوان على لبنان من خلال معادلة الردع التي فرضتها المقاومة، والتي أجبرت العدو على الاعتراف بحق لبنان في ثرواته البحرية".
وفي وقت سابق من اليوم الخميس، علّق الجيش اللبناني على الحادثة في بيان قال فيه، إن "اشتباكاً وقع بين مرافقي الشاحنة التي كانت تحمل ذخائر، وأهالي الكحالة، ما أدى إلى سقوط قتيلين".
وأكمل البيان أن قوة من الجيش "حضرت إلى المكان وعملت على تطويق الإشكال، وتمّ نقل حمولة الشاحنة إلى أحد المراكز العسكرية، وبوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص".