النيجر: وقف بث محطتين فرنسيتين رسميتين.. ووفد "إيكواس" يصل إلى البلاد

المجلس العسكري في النيجر يوقف بث محطتين فرنسيتين رسميتين، بالتزامن مع تظاهر المئات ضد باريس، ووفد من "إيكواس" يصل إلى البلاد من أجل إيجاد حل للأزمة.
  • تظاهر النيجريون بمناسبة ذكرى استقلال النيجر عن فرنسا رافعين شعارات مناهضة لباريس

أوقفت النيجر بث محطتين فرنسيتين إخباريتين رسميتين، الخميس، هما "فرنسا 24" و"راديو فرنسا الدولي" (آر.أف.آي)، الأمر الذي دفع وزارة الخارجية الفرنسية إلى التنديد بالخطوة.

أتى ذلك بعد أن فرض شركاء النيجر الإقليميون والغربيون، وبينهم فرنسا، عقوبات واسعة النطاق، في محاولة للضغط على المجلس العسكري لإعادة النظام السابق. 

بالتزامن، تظاهر النيجريون، في وقتٍ سابق الخميس، بمناسبة ذكرى استقلال النيجر عن فرنسا، رافعين شعارات مناهضة لباريس.

وأعرب المتظاهرون عن دعمهم المجلس العسكري الحاكم الجديد، ورفضهم أيّ تدخّلٍ عسكري خارجي، أو وجود عسكري أجنبي في بلادهم.

ونشرت وسائل إعلام محلية في النيجر مقاطع فيديو تُظهر تجمعاتٍ سلمية لآلاف الأشخاص في العاصمة نيامي، وندّد المحتجون بالعقوبات التي فرضتها المجموعة الاقتصادية لدول غربي أفريقيا، "إيكواس".

ودعت الحشود إلى طرد فرنسا وقواتها من بلادهم، رافعين شعارات "إلى الخارج يا فرنسا".

واتهم العسكريون، الذين يتولون السلطة في النيجر، فرنسا بالسعي لـ"التدخل عسكرياً" في النيجر، بعد أن أطاحوا الرئيس محمد بازوم.

وفد من "إيكواس" يصل إلى النيجر

في غضون ذلك، وصل وفد من المجموعة الاقتصادية لغربي أفريقيا (إيكواس) إلى النيجر، في محاولة لإيجاد حلّ لأزمة الانقلاب العسكري، مع تأكيد نيجيريا، التي تتولى رئاسة المجموعة، ضرورة إيجاد مخرج "ودّي" يشمل مختلف الأطراف.

جاء ذلك بعد أيام من فرض "إيكواس"، التي تضم النيجر ودولاً أخرى في غربي القارة، عقوبات اقتصادية صارمة على نيامي، وتلويحها بإمكان استخدام القوة لإعادة تثبيت النظام السابق والرئيس المعزول محمد بازوم، على الرغم من تأكيدها أنّ التدخل العسكري سيكون "الخيار الأخير المطروح".

ويَرْئِس الوفدَ رئيس نيجيريا السابق عبد السلام أبو بكر، ومن المقرر أن "يلتقي الانقلابيين في النيجر لعرض طلبات قادة إيكواس"، وفق بيان للرئاسة النيجيرية.

وقبل وصول الوفد إلى نيامي، أكد الرئيس النيجيري ضرورة التوصل الى "حلّ ودّي" للأزمة في النيجر، إحدى أكثر دول العالم فقراً، على رغم تمتّعها بموارد طبيعية، أبرزها اليورانيوم.

وكشف تينوبو أنه شكّل وفداً آخر لبحث الأزمة مع "قادة ليبيا والجزائر"، وأوعز إلى الوفدين في "الانخراط بشدّة مع كل الأطراف المعنيين، والقيام بكل ما يتطلّبه الأمر لضمان التوصل إلى حلّ شامل وودّي للوضع في النيجر".

وبالإضافة إلى العقوبات الاقتصادية، أمهلت "إيكواس" الانقلابيين أسبوعاً ينتهي الأحد المقبل لإعادة السلطة إلى الرئيس بازوم، المحتجز منذ انقلاب 26 تموز/يوليو، من دون أن تستبعد اللجوء إلى القوة في حال لم يتمّ ذلك.

اقرأ أيضاً: ما هي "إيكواس" ولماذا تُتهم بتماهيها مع السياسات الغربية في غربي أفريقيا؟

وتزامناً، يعقد قادة أركان دول جيوش غربي أفريقيا اجتماعاً في أبوجا، بدأ الأربعاء ويستمر حتى يوم غد الجمعة.

ويثير احتمال التدخل قلقاً من مواجهة واسعة تدخل على خطّها عدة أطراف، فلقد حذّرت السلطات في واغادوغو وباماكو في بيان، الإثنين، من أنّ أي تدخل عسكري في النيجر سيكون بمثابة "إعلان حرب على بوركينا فاسو ومالي".

في غضون ذلك، أعلن رئيس المجلس العسكري في النيجر، الجنرال عبد الرحمن تشياني، رفض المجلس عقوبات مجموعة "إيكواس"، وشكر بوركينا فاسو وغينيا ومالي على التضامن مع بلاده، مشيراً إلى أنّ العقوبات هدفها "إذلال قوّات الدفاع والأمن في النيجر".

وفي وقت سابق، أعلنت وزيرة الخارجية السنغالية، أيساتا تال سال، أنّ دكار سترسل جنوداً إلى النيجر في حال قررت "إيكواس" التدخل عسكرياً ضد الانقلابيين.

بدوره، طالب الاتحاد الأفريقي جيش النيجر بـ"العودة إلى ثكناته وإعادة السلطة الدستورية" خلال 15 يوماً، في حين أعلن الاتحاد الأوروبي وقف المساعدات الاقتصادية، وتعليق التعاون الأمني مع النيجر.

وتُعَدُّ النيجر، وهي دولة غير ساحلية في غربي أفريقيا، من أكثر البلدان التي تعاني انعدام الاستقرار في العالم، وهي شهدت أربعة انقلابات منذ الاستقلال عن فرنسا في عام 1960، بالإضافة إلى عدد من محاولات الانقلاب. وكان آخر الانقلابات في شباط/فبراير 2010 ضد الرئيس مامادو تانجا. 

وتثير الأوضاع في هذا البلد الأفريقي مخاوف بشأن مستقبل البلاد والمنطقة، في وقت تواجه النيجر تحديات أمنية متزايدة، بسبب تهديد الجماعات المسلحة المتنامية في منطقة الساحل، كما تثير قلق الغرب، وخصوصاً فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، ولا سيما أنّ الرئيس المعزول يُعدُّ رجل باريس الأول في دول الساحل الأفريقي.

اقرأ أيضاً: انقلاب النيجر.. لماذا يُقلق فرنسا والولايات المتحدة الأميركية؟

المصدر: وكالات