بعد إرجائها لأكثر من عام.. إقليم كردستان يحدد موعد انتخاباته البرلمانية
أعلنت رئاسة إقليم كردستان، اليوم الخميس، عن تحديد 25 شباط/فبراير المقبل موعداً جديداً للانتخابات البرلمانية في الإقليم، بعد إرجائها لأكثر من عام نتيجة خلافات سياسية بين الحزبين الرئيسيين.
وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مدّد برلمان الإقليم المؤلف من 111 مقعداً مدة دورته عاماً إضافياً، مرجئاً الانتخابات التي كان يفترض أن تجرى في الشهر نفسه، على خلفية نزاعات سياسية بين الحزب الديموقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني الكردستاني، بخصوص كيفية تقسيم الدوائر الانتخابية.
وبعد ذلك، حُددت الانتخابات في 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، لكن مفوضية الانتخابات العراقية طلبت إرجاءها من جديد لقرب موعدها من موعد انتخابات مجالس المحافظات في العراق المقررة في 18 كانون الأول/ديسمبر.
وأعلن المتحدّث باسم رئاسة الإقليم دلشاد شهاب، في مؤتمر صحافي، اليوم الخميس، أن "رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، أصدر مرسوماً إقليمياً يقضي بإجراء انتخابات الدورة السادسة لبرلمان الإقليم بتاريخ 25 شباط/ فبراير 2024".
وأضاف أنه "تمّ تحديد هذا اليوم بالاتفاق والتشاور مع الأحزاب السياسية في إقليم كردستان".
وتحمل هذه الانتخابات أهمية كبيرة لا سيما وأنه في أيار/مايو الفائت، أصدرت المحكمة الاتحادية العراقية العليا، قراراً بعدم دستورية تمديد عمل برلمان كردستان لعام إضافي، بعدما جدّد لنفسه في العام 2022، معتبرةً أن كل القرارات الصادرة عنه بعد تلك المدة "باطلة".
ويهيمن الحزبان الكبيران المتخاصمان، الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديموقراطي الكردستاني، على الحياة السياسية في الإقليم.
ويهيمن الحزب الديموقراطي الكردستاني في أربيل بشكل خاص، ويتولّى رئاسة الإقليم ورئاسة الحكومة هناك، في المقابل ومنذ سقوط نظام صدام حسين في العام 2003، كان كل رؤساء جمهورية العراق من الاتحاد الوطني الكردستاني.
ويملك الحزب الديموقراطي الكردستاني الغالبية في البرلمان الحالي، بـ 45 مقعداً، يليه الاتحاد الوطني الكردستاني بـ 21 مقعداً.
ويقدم إقليم كردستان نفسه كملاذ للاستقرار والأمن، في بلد مزقته الصراعات منذ عقود. لكن ناشطين ومعارضين ينددون أحياناً بالفساد والتوقيفات التعسفية وبترهيب متظاهرين.
ومدّد برلمان الإقليم أكثر من مرّة في السنوات الماضية ولايته، على خلفية خصومات سياسية داخلية بلغت ذروتها في التسعينيات، مع تقاتل داخلي بين عائلتي بارزاني وطالباني.
ويختلف الحزبان كذلك في الكثير من القضايا لا سيما تلك المتعلقة بتوزيع تخصيصات الموازنة.
وغالباً ما تختلف حكومة الإقليم مع الحكومة المركزية في بغداد، بشأن حصة أربيل من الموازنة وكذلك إدارة صادرات الموارد النفطية القادمة من الإقليم.
وتشنّ تركيا المجاورة بشكل متكرر هجمات عسكرية على الإقليم، شمال العراق، تستهدف خلالها مقاتلي حزب العمال الكردستاني، الذي يتخذ من الجبال قواعد خلفية له، وتصنّفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون على أنه منظمة "إرهابية".