بعد ليلة من الاشتباكات العنيفة.. عودة الهدوء الحذر إلى مخيّم عين الحلوة

مراسل الميادين يشير إلى حالة الهدوء الحذر التي تسود مخيم عين الحلوة في صيدا جنوبي لبنان، بعدما تجدّدت الاشتباكات، مساء أمس، بشكلٍ عنيف وعلى مختلف المحاور.
  • الاشتباكات في مخيم عين الحلوة أسفرت حتى اليوم عن مقتل 12 شخصاً وإصابة أكثر من 60 آخرين (أرشيف)

تسود حالة من الهدوء الحذر محاور مخيّم عين الحلوة منذ ساعات الفجر الأولى، وفق ما أفاد مراسل الميادين، بعدما تجدّدت الاشتباكات، مساء أمس (الأربعاء)، بشكلٍ عنيف وعلى مختلف محاور القتال، رغم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وتجدّدت الاشتباكات، مساء الأربعاء، بين حركة فتح وعناصر متطرفين، على المحاور: الطوارئ – البركسات، الطوارىء – محطة جلول، البركسات – الصفصاف، وحطين -درب السيم وجبل الحليب، واستخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية التي سقط عدد منها في أماكن متفرقة من مدينة صيدا ومنطقتها جنوبي لبنان.

وأدت هذه الاشتباكات إلى سقوط قتيل، وإصابة 4 أشخاص آخرين، لترتفع الحصيلة منذ بدء الاشتباكات السبت الماضي، إلى 12 قتيلاً بينهم قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا اللواء محمد العرموشي وأربعة من مرافقيه، وأكثر من 60 جريحاً تلقى معظمه العلاج في المستشفيات ثم غادروها.

اقرأ أيضاً: سعد للميادين: الفتنة في عين الحلوة مرتبطة بالتصعيد الإسرائيلي ضد لبنان وفلسطين

وأكّد القيادي في حركة فتح منير المقدح للميادين أنّ "هناك توافقاً رسمياً لبنانياً - فلسطينياً على أهمية وقف إطلاق النار، ومن ثم متابعة قضية اغتيال القائد الأمني أبو أشرف العرموشي"، مبيّناً أنّه"يجري طرح كل القضايا تحت الطاولة، لكنّ مسألة سلاح المخيمات في هذه الظروف لا أحد يستطيع طرحها".

والثلاثاء، رفعت هيئة العمل الفلسطيني الغطاء عن مرتكبي عملية اغتيال قائد قوات الأمن الوطني في صيدا، مؤكّدةً أنّها "فعل إجرامي يخدم أجندات الاحتلال الصهيوني، واستهداف للكل الفلسطيني". 

فيما، نقل مراسل الميادين، أمس الثلاثاء، عن مصدر فلسطينيّ تأكيده تورّط المتشدّد، بلال بدر،  الموجود في المخيم مع مجموعته في اغتيال مسؤول الأمن الوطنيّ في صيدا أبو أشرف العرموشي مع مرافقيه، وهو الحدث الذي أشعل الاشتباكات الأخيرة، فيما شكّلتْ هيئة العمل الفلسطيني لجنةً ميدانيةً للتحقيق في الجريمة.

واستدعت هذه الاشتباكات المسلحة اتصالات سياسية على أعلى المستويات، حيث هاتف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وتمنّى عليهما التدخّل الإيجابي لإيقاف الاشتباكات الدائرة في المخيّم، وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه، مؤكّداً "حرص الحركة على الأمن والاستقرار في المخيّمات والجوار".

كذلك، هاتف هنيّة رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، وتمنّى عليه بذل المزيد من الجهد لتثبيت وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مجدداً الليلة الماضية وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه، مؤكّداً له حرص الحركة على الأمن والاستقرار في المخيّم والجوار.

كما اتصل هنية بسفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور وبحث معه التطوّرات في المخيم، وأكّد عليه بذل مزيد من الجهد، وضرورة الضغط لوقف الاشتباكات وسحب المسلحين من الشوارع، وإعادة الحياة إلى المخيّم.

واندلعت الاشتباكات في المخيّم بين "فتح" ومسلّحين متطرفين، في 29 تموز/يوليو الفائت، بعد عملية اغتيال استهدفت مسؤولاً في أحد التنظيمات، يدعى "أبو قتادة"، إذ أصيب بإطلاق نار مباشر. واشتدت وتيرة الاشتباكات في المخيّم بعد اغتيال قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في صيدا، أبو أشرف العرموشي، و4 من مرافقيه.

المصدر: الميادين نت