السيد السيستاني في رسالة إلى البابا فرنسيس: لنبذ الكراهية وتثبيت قيم التآلف
بعث المرجعية الدينية العليا في العراق، السيد علي السيستاني، رسالة إلى البابا فرنسيس، رداً على رسالة كان قد وجهها البابا في وقت سابق.
وشدد السيد السيستاني في رسالته على "أهمية تضافر الجهود في سبيل الترويج لثقافة التعايـش السـلمي ونبذ العنف والكراهية، وتثبيت قيم التآلف بين الناس، المبني على رعاية الحقوق والاحترام المتبادل بين معتنقي مختلف الأديان والاتجاهات الفكرية".
وأضاف أنّ "المآسي التي يعاني منها العديد من الشعوب والفئات العرقية والاجتماعية في أماكن كثيرة في شرق الأرض وغربها، وما يمارس ضدّها من الاضطهاد الفكري والديني، وقمع الحريات الأساسية وغياب العدالة الاجتماعية، أدّت دوراً في بروز بعض الحركات المتطرفة التي لا تتورّع عن الاعتداء على الآخرين المختلفين معها في الفكر أو العقيدة".
ولفت إلى أهميّة "أن يولي الجميع اهتماماً أكبر برفع هذه المظالم، ويعملوا بما في وسعهم في سبيل تحقيق قدرٍ لائق من العدالة والطمأنينة في مختلف المجتمعات، الذي سيساهم في الحدّ من مظاهر الكراهية والعنف بشكل عام".
وتطرقت رسالة السيد السيستاني إلى زيارة البابا التاريخية إلى العراق في 5 أذار/ مارس 2021، وقال السيد السيستاني، إن "اللقاء المهمّ الذي جمعني بكم في النجف الأشرف أصبح حافزاً للكثيرين من أتباع الديانتين الإسلامية والمسيحية، بل ولغيرهم أيضاً، للتحلّي بقدرٍ أكبر من التسامح وحسن التعايش مع من يخالفهم في الدين والعقيدة".
وكان البابا فرنسيس قد بعث رسالة إلى السيد السيستاني في آذار/ مارس الماضي في الذكرى الثانية للقائهما على أرض الرافدين في العام 2021، قال فيها "إنَّ التّعاون والصّداقة بين المؤمنين في مختلف الأديان هو أمرٌ لا غِنَى عنه، من أجل تنمية ليس فقط الاحترام المتبادل، ولكن قبل كلّ شيء الانسجام الذي يساهم في خير الإنسانيّة".
وتابع قائلاً: "كلانا مقتنعٌ بأنّ احترام كرامة وحقوق كل فردٍ وكل جماعة، وخاصّة حرّية الدين والفكر والتعبير، هو مصدر الطمأنينة للفرد والمجتمع، والانسجام بين الشعوب".
وتمنّى البابا فرنسيس أن يتمكن المسيحيون والمسلمون معاً من أن يكونوا شهوداً للحقيقة والمحبّة والرجاء، في عالم يتميّز بالصراعات الكثيرة".
وكان رئيس الدائرة الفاتيكانيّة للحوار بين الأديان الكاردينال ميغيل أنغيل أيوزو غويكسوت قد سلّم الرسالة إلى السيستاني خلال زيارته في آذار/ مارس الماضي للجمهوريّة العراقيّة من أجل المشاركة في مؤتمر "الكاثوليك والشيعة في مواجهة المستقبل".
يذكر أنّ الزيارة التي قام بها البابا الفرنسيس إلى العراق في آذار/مارس 2021، جاءت تحت عنوان "كلنا إخوة"، أكّدت خلالها الحاجة إلى التعايش السلمي حيث حملت رسالة تضامن إلى المسيحيين هناك، وتعزيز التواصل مع المسلمين.