الكرملين يدعو إلى ضبط النفس تزامناً مع عقوبات أوروبية - أفريقية على النيجر
دعا الكرملين، اليوم الإثنين، "جميع الأطراف إلى ضبط النفس" والعودة إلى "الشرعية" في النيجر، بعد الانقلاب الذي أطاح الرئيس محمد بازوم، الأسبوع الماضي.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، خلال لقائه الصحافي الأسبوعي "ما يجري هناك يثير قلقاً جدياً".
وأضاف بيسكوف "ندعو إلى عودة الشرعية إلى البلاد بأسرع ما يمكن، وندعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس، حتى لا يتسبب ذلك بخسائر بشرية".
وأمهلت دول غرب أفريقيا، الأحد، المجلس العسكري في النيجر أسبوعاً لإعادة "الانتظام الدستوري"، فارضة حصاراً اقتصادياً، مؤكدة أنها لا تستبعد "استخدام القوة".
وتصاعد التوتر من جهة أخرى بين المجموعة العسكرية وفرنسا، التي اتهمها المجلس الانتقالي الذي يحكم البلاد، بالسعي "للتدخل عسكرياً" من أجل إعادة بازوم إلى السلطة.
وتوعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الأحد، الانقلابيين بالرد "فوراً وبشدّة" على أي هجوم يستهدف مواطني فرنسا ومصالحها في النيجر، حيث تظاهر آلاف الأشخاص أمام سفارة باريس في نيامي.
كما أعلنت برلين، اليوم الإثنين، تعليق مساعدتها الإنمائية ودعمها المالي للنيجر، بعد الانقلاب العسكري على الرئيس محمد بازوم.
وبعدما أعلنت فرنسا خطوة مماثلة السبت، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية سيباستيان فيشر، خلال مؤتمر صحافي روتيني في برلين "علقنا كل المدفوعات المباشرة دعماً لحكومة النيجر".
فيما قالت المتحدثة باسم وزارة التنمية الألمانية كاتارينا كوفن "اتُّخذ قرار هذا الصباح (الإثنين) بتعليق أي تعاون ثنائي في مجال التنمية".
وقال متحدثان باسم وزارتي الدفاع والخارجية الألمانيتين اليوم الإثنين، "إن الحكومة لا تعتزم إجلاء مواطنيها أو جنودها من النيجر في الوقت الراهن بناء على تقييم الوضع الحالي هناك".
وأمس الأحد، أعلنت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" فرض عقوبات على النيجر، وإيقاف جميع المعاملات التجارية والمالية بين الجمهورية الأفريقية وجميع الدول الأعضاء فيها، بالإضافة إلى تجميد أصولها في البنوك المركزية لدول المجموعة.
وكان الاتحاد الأفريقي، طالب أول أمس، جيش النيجر بـ"العودة إلى ثكناته وإعادة السلطة الدستورية" خلال 15 يوماً، في حين أعلن الاتحاد الأوروبي، وقف المساعدات الاقتصادية، وتعليق التعاون الأمني مع النيجر.
ودان الاتحاد الأوروبي، على لسان مسؤول السياسة الخارجية فيه جوزيب بوريل، الانقلاب في النيجر و "أي محاولة لزعزعة الديمقراطية وتهديد الاستقرار في النيجر"، وعبر عن "قلقه الكبير" حيال الأحداث التي تجري في نيامي
وكان جيش النيجر قد أعلن، الخميس الماضي، عزل بازوم، وتشكيل "المجلس الوطني لحماية الوطن"، الذي ترأسه مجموعة من القيادات العليا في الجيش.
وأعلن رئيس الحرس الرئاسي الجنرال عبد الرحمن تياني، الجمعة الفائت، عبر التلفزيون الرسمي في النيجر، أنه أصبح رئيساً لمجلس انتقالي يحكم البلاد، بعد السيطرة على السلطة في انقلاب يوم الأربعاء ضد حكم الرئيس محمد بازوم.
يذكر أن الرئيس محمد بازوم، الذي انتخب عام 2021، هو حليف وثيق لفرنسا، القوة الاستعمارية السابقة للنيجر، وقد شهدت البلاد محاولة انقلاب في 31 آذار/مارس 2021، قبل يومين فقط من تنصيبه.