عالم سياسة أميركي: هجوم أوكرانيا المضاد انتحاري.. ونتائجه عكسية
قال عالم السياسة الأميركي جون مارشيمر، "إن أي شخص لديه أدنى معرفة، بالتكتيكات والاستراتيجيات العسكرية، كان عليه أن يفهم أنه لم تكن هناك أي فرصة، تقريباً، لنجاح الهجوم الأوكراني المضاد".
وفي مقابلة أجراها موقع ذا جراي زون الأميركي، مع ميرشايمر، أستاذ العلوم السياسية البارز، الذي حذر لسنوات من أن سياسة الناتو تجاه أوكرانيا ستؤدي إلى كارثة، أضاف ميرشايمر "كان هناك العديد من العوامل التي تم حشدها ضد الأوكرانيين، لدرجة أنه كان من المستحيل عليهم، تقريباً، إحراز أي تقدم كبير".
واستغرب ميرشايمر من تشجيع الغرب للأوكرانيين، ودفعهم بقوة، لشن هذا الهجوم، الذي شبهه بهجوم انتحاري يؤدي إلى نتائج عكسية بالكامل.
وتساءل ميرشايمر، أنه ألم يكون من المنطقي بالنسبة للأوكرانيين أن يظلوا في موقف دفاعي، في المرحلة الحالية على الأقل.
ورجح ميرشايمر أن سبب هذا التشجيع والدفع، هو أن الغرب خائف جداً من نفاد الوقت، بحيث أنه إذا لم يُحقق الأوكرانيون بعض النجاح الملحوظ في ساحة المعركة في عام 2023، فإن الدعم الشعبي للحرب سينضب، وبالتالي سيخسر الأوكرانيون الحرب، وكذلك سيخسر الغرب.
واستنتج ميرشايمر أن ما حدث خلال الهجوم الأوكراني المضاد، هو أن الغرب ضغط بشدة من أجل هذا الهجوم، مع العلم أن فرصة نجاحه، في أحسن الأحوال كانت ضئيلة.
وتوقع ميرشايمر، أن هذه الحرب ستستمر لفترة طويلة، وحتى لو تم الاتفاق على سلام، وتنبأ أن يكون السلام مؤقتاً وليس نهائياً، كما تنبأ أن يكون هناك خطر دائم لاندلاع حرب ساخنة.
وأكد ميرشايمر، أنه يجد صعوبة في تخيل الولايات المتحدة، أو أي دولة من دول أوروبا الغربية، توافق على ضم أوكرانيا إلى "الناتو"، كون إدخال أوكرانيا إلى "الناتو" في خضمّ حرب، يُلزمه الدفاع بالقوة العسكرية عن أوكرانيا، الأمر الذي لا يريده الغرب.
وكان قد بدأ الهجوم المضاد، الذي تحدثت عنه السلطات الأوكرانية منذ فترة طويلة، في 4 حزيران/يونيو الفائت، على محاور واسعة جنوب دونيتسك وزاباروجيا وأرتيوموفسك، وتركز الهجوم الرئيسي للقوات المسلحة الأوكرانية على قطاع زاباروجيا جنوباً باتجاه القرم.
وقبل أسبوع أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، فشل الهجوم الأوكراني المضاد، وأشار بوتين إلى أنّ الجيش الروسي دمر عدداً قياسياً من المعدات الغربية، وأنّ القوات الأوكرانية لم تنجح حتى الآن في تحقيق أي تقدم حقيقي على أي محور، وتكبدت خسائر فادحة في قواتها.
وكشف وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو،بداية تموز/يوليو الجاري أنّ "خسائر أوكرانيا، منذ بداية الهجوم المضاد، بلغت أكثر من 26 ألف عسكري، و3 آلاف وحدة من مختلف الأسلحة"، بما في ذلك 1244 آلية مدرعة، بينها 17 دبابة "ليوبارد"، وخمس دبابات فرنسية "إيه أم أكس"، و12 مركبة أميركية من طراز "برادلي".
ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في وقت سابق، الهجوم المضادّ الذي شنّته قوّاته ضدّ القوات الروسية بعدما أعدّت له طوال أشهر بالصعب، وأن "الطقس لم يكن مواتياً".
ونهاية شهر حزيران/يونيو الفائت قال مستشار الرئيس الأوكراني، لا ينبغي مقارنة الهجوم المضاد بـ"أفلام هوليوود أو الموسم الجديد من مسلسل نتفليكس"، ودعا إلى "عدم انتظار الأكشن وشراء الفشار".
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، خلال وقت سابق، في مقابلات أجرتها مع القادة والجنود الأوكرانيين، الذين يقاتلون على طول الجبهة بطئ القوات الأوكرانية يعود إلى مشكلة رئيسية واحدة، هي الألغام الأرضية. إذ يتعين على القوات الأوكرانية أن تشقّ طريقها عبر مجموعة متنوعة وكثيفة من الألغام الأرضية الروسية التي لم تتخيلها أبداً".