فريق الجيش السوداني للتفاوض يعود إلى البلاد من جدة "للتشاور"
قال الجيش السوداني، أمس الخميس، إن وفده إلى محادثات مدينة جدة السعودية الرامية إلى إعادة السلام للبلاد عاد إلى السودان "للتشاور"، وسيكون مستعداً لمواصلة المباحثات "متى ما تم استئنافها بعد تذليل المعوقات".
وقال الجيش في بيانه إن الخلاف على قضايا "من بينها إخلاء المتمردين لمنازل المواطنين بكافة مناطق العاصمة وإخلاء مرافق الخدمات والمستشفيات والطرق... أدى إلى عدم التوصل لاتفاق وقف العدائيات".
ورداً على ذلك، قالت قوات الدعم السريع إن لجنة مشتركة من الطرفين أكدت خلو جميع المرافق التي زارتها من أي مظهر عسكري لقوات الدعم السريع.
وشددت القوات على عدم صحة ما جاء في بيان الجيش بأن مباحثات الطرفين تجري بصورة غير مباشرة، وقالت إن الجيش انخرط في مباحثات مباشرة مع وفدها الذي لا يزال في جدة.
وأشارت إلى أن ما يعيق التوصل إلى اتفاق وقف العدائيات وإعلان المبادئ العامة لمفاوضات الحل الشامل، هو "إصرار وفد الجيش غير المبرر على فك الحصار عن قياداته في القيادة العامة".
وبالرغم من إبداء الطرفين المتحاربين انفتاحاً على جهود الوساطة التي تقودها جهات إقليمية ودولية، لم يؤد أي منها إلى وقف إطلاق نار مستدام.
واستأنف الجانبان المحادثات، التي تيسرها السعودية والولايات المتحدة، في جدة هذا الشهر.
وتهدف المحادثات للتوصل لإنهاءٍ أو حتى وقف مؤقت للقتال الذي اندلع في نيسان/أبريل وسط تنافس الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية على السلطة.
ومنذ ذلك الحين، نزح أكثر من 3.5 مليون شخص هرباً من القتال مما تسبب في واحدة من أسوأ الأوضاع الإنسانية في
العالم.
وتواصلت المعارك في العاصمة السودانية، الخرطوم، مع تبادل الجيش وقوات "الدعم السريع" الهجمات على المواقع التابعة لكل جانب، بحسب شهادات السكان، بينما حذّرت منظمة الصحة العالمية من "سوء تغذية خطير" في أوساط آلاف الأطفال النازحين.
وأفاد سكان من ضاحية غربي الخرطوم الكبرى، أم درمان، لوكالة "فرانس برس"، بأنهم شهدوا "قصفاً بالمدفعية الثقيلة والصاروخية، مصدره شمالي مدينة أم درمان، في اتجاه الخرطوم".
وأشار آخرون إلى هجوم من جانب قوات "الدعم السريع" على قاعدة وادي سيدنا الجوية شمالي أم درمان "عبر استخدام مسيّرات".
وأفاد بيان من أهالي إحدى البلدات في ولاية غربي دارفور بتعرضهم لهجوم مستمر منذ ثلاثة أيام. ويعاني الإقليم المضطرب غربيّ البلاد ويلات الحرب، الأمر الذي دفع المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، إلى فتح تحقيق بشأن أحداث العنف.
وفي مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، أفاد سكان بوقوع اشتباكات عنيفة بين طرفي الصراع، بحيث يسيطر الجيش على الجزء الجنوبي من المدينة، بينما تسيطر "قوات الدعم" على الشمال.
واندلعت الحرب بين الجيش، بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع"، بقيادة محمد حمدان دقلو، في 15 نيسان/ابريل الماضي، وتركزت في العاصمة وضواحيها وإقليم دارفور، غربي البلاد.
وأسفرت عن مقتل 3900 شخص على الأقل حتى الآن، بحسب منظمة أكليد غير الحكومية، علماً بأنّ مصادر طبية تؤكد أنّ الحصيلة الفعلية هي أعلى كثيراً.
وأبرم طرفا النزاع أكثر من هدنة، غالباً بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، سرعان ما كان يتمّ خرقها.