جيش السودان: رفض "الدعم السريع" إخلاء منازل المدنيين يُفشل محادثات جدة
أكّد الجيش السوداني، اليوم الخميس، أنّ وفده في محادثات مدينة جدة السعودية عاد إلى السودان "للتشاور".
وقال الجيش في بيانٍ له إنّ "الوفد سيكون مستعداً لمواصلة المباحثات متى ما تمّ استئنافها بعد تذليل المُعوّقات".
وثمّن الجيش السوداني، عبر حسابه في "فيسبوك": "الجهود الكبيرة والمُقدّرة التي يبذلها الأشقاء في السعودية من أجل إنجاح جميع جولات هذه المباحثات، مؤكداً رغبته في التوصّل إلى اتفاقٍ فاعل وعادل يُوقف العدائيات ويُمهّد لمناقشة قضايا ما بعد الحرب.
وأشار البيان إلى أنّ "وفده عمل أثناء حضوره في مدينة جدة على الاستجابة للاحتياجات الإنسانية المتزايدة للمواطنين"، لافتاً إلى أنّه "جرى التوصّل، خلال المحادثات، إلى تفاهماتٍ مبدئية حول اتفاقية إعلان المبادئ العامة للتفاوض وآلية المراقبة والتحقّق، وتتمثل في إنشاء (المركز المشترك لوقف إطلاق النار) الذي ستقوده السعودية".
وأضاف أنّ "الوفد تباحث حول مسوّدة وقف إطلاق النار التي ضمّت عدّة نقاط، إلا أنّ الخلاف حول بعض النقاط الجوهرية، ومن بينها إخلاء المتمرّدين لمنازل المواطنين في مناطق العاصمة كافة".
إضافةً إلى "إخلاء مرافق الخدمات والمستشفيات والطرق، ما أدّى إلى عدم التوصّل إلى اتفاقٍ لوقف إطلاق النار، ونتيجةً لذلك عاد وفدنا إلى السودان، أمس الأربعاء، للتشاور، مع الاستعداد لمواصلة المباحثات متى ما تمّ استئنافها بعد تذليل المعوّقات".
وقبل أيام، عاد ممثلو الجيش السوداني إلى مدينة جدة السعودية، لاستئناف المفاوضات مع قوات "الدعم السريع"، مع دخول الحرب بين الطرفين شهرها الرابع.
وأمس، دعت "قوى الحرية والتغيير" السودانية إلى "تشكيل جبهة مدنية موحّدة من أجل إيقاف النزاع المستمر في السودان منذ أبريل/نيسان الماضي".
وأعلنت "الحرية والتغيير"، في بيانٍ لها، إجازتها، خلال اجتماع لقياداتها عقد في القاهرة، لـ"الرؤية السياسية لإنهاء الحروب، وتأسيس الدولة السودانية الجديدة"، مشددةً على ضرورة "إطلاق عملية سياسية تؤدي لوقف الحرب فوراً، والاستجابة الفاعلة لحلّ الكارثة الإنسانية التي نتجت عن الحرب".
وكانت مصر قد دعت إلى "قمة دول جوار السودان"، حيث تضمّن البيان الختامي لها 8 بنود أبرزها "تأكيد أهمية الحل السياسي لوقف الصراع الدائر، وإطلاق حوار جامع للأطراف السودانيين يهدف إلى بدء عملية سياسية شاملة تلبّي طموحات وتطلّعات الشعب السوداني في الأمن والرخاء والاستقرار"، وفقاً لوكالة الأنباء السودانية "سونا".
وقبل أيام، ذكرت نقابة أطباء السودان أنّ 70% من المستشفيات في مناطق الاشتباكات في الخرطوم والولايات الأخرى مُتوقّفة عن الخدمة.
يُشار إلى أنه، منذ 15 نيسان/أبريل الماضي، تجري اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، في مناطق متفرقة من الأراضي السودانية، تتركّز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلّفةً مئات القتلى والجرحى بين المدنيين.
وظهرت الخلافات بين رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد القوات المسلحة السودانية، عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو، للعلن بعد توقيع "الاتفاق الإطاري" المؤسس للفترة الانتقالية بين المكوّن العسكري والمكوّن المدني، في شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، الذي أقرّ بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين.
واتهم دقلو الجيش السوداني بالتخطيط للبقاء في الحكم، وعدم تسليم السلطة للمدنيين، بعد مُطالبات الجيش بدمج قوات "الدعم السريع" تحت لواء القوات المسلحة، بينما اعتبر الجيش تحركات قوات "الدعم السريع"، تمرّداً ضد الدولة.
وكان مقرّراً التوقيع على الاتفاق السياسي النهائي لإنهاء الأزمة في السودان، في الأول من نيسان/أبريل الماضي، إضافةً إلى التوقيع على الوثيقة الدستورية، في السادس من الشهر ذاته، وهذا ما لم يحصل بسبب خلافات في الرؤى بين قادة القوات المسلحة وقادة قوات "الدعم السريع"، فيما يتصل بتحديد جداول زمنية لدمج قوات "الدعم السريع" داخل الجيش.