سان بطرسبورغ تستعد لاحتضان قمّة "روسيا - أفريقيا".. ما أهدافها؟
بدأ زعماء الدول الأفريقية، اليوم الأربعاء، بالتوافد إلى سان بطرسبورغ الروسية، لحضور قمّة منتدى "روسيا - أفريقيا"، والتي ستجري بين أيام 27 و29 تمّوز/يوليو الجاري.
ووصل صباح اليوم رئيس الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس"، رئيس غينيا بيساو، عمر شيسوكو إمبال.
كما وصل رئيس بوروندي، إيفاريست نداييشيمي، على رأس وفدٍ رفيع، إضافةً إلى إعلان وصول رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، فوستين أرشينج تواديرا.
وفي وقتٍ سابق، أكّد مساعد الرئيس الروسي للشؤون الدولية، يوري أوشاكوف، مشاركة 49 دولة أفريقية، من أصل 54 دولة في القارة، في القمّة الروسية - الأفريقية.
ومن المقرّر أن يعقد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عدداً من اللقاءات الثنائية مع نظرائه الأفارقة عشية انطلاق القمّة اليوم.
وتمّ الإعلان أنّ الرئيس الروسي سيعقد، صباح الأربعاء، لقاءً مع رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، وفي وقتٍ لاحق مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي.
نحو تطوير عملٍ روسي أفريقي مشترك
الرئيس الروسي أعلن عزم موسكو على تطوير التعاون مع أفريقيا، والعمل معاً لحلّ مشاكل مثل مكافحة الفقر وضمان الأمن الغذائي.
وقال بوتين، في تحيته للمشاركين وضيوف منتدى "روسيا - أفريقيا" إنّ "المهم أنّ تعاوننا مع أفريقيا في السنوات الأخيرة وصل إلى مستوى جديد"، مؤكّداً عزم بلاده زيادة تطوير هذا التعاون، وتحفيز التجارة والاستثمار، وتعميق التعاون والعمل معاً في قضايا مُلحّة مثل مكافحة الفقر وتدريب الموظفين العصريين وضمان الأمن الغذائي، وتغير المناخ.
وأضاف الرئيس الروسي مُخاطباً المشاركين: "سنواصل مساعدة شركائنا الأفارقة بكل وسيلةٍ ممكنة في تعزيز السيادة الوطنية والثقافية، وفي مشاركتهم في حل القضايا الإقليمية والعالمية بنشاطٍ أكبر".
اقرأ أيضاً: موسكو: سنقوم بإجراءات لتجنيب الدول الأفريقية عواقب إنهاء "صفقة الحبوب"
وتحتضن سان بطرسبورغ قمّة المنتدى الاقتصادي الروسي الأفريقي الثاني، والتي تجري مراسمها تحت شعار "من أجل عالمٍ من الأمن والتنمية"، وذلك في إطار تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين روسيا والدول الأفريقية، والارتقاء بها إلى مستوى جديد.
ويهدف المنتدى الاستثنائي لتنويع مجالات التعاون الروسي - الأفريقي، وتحديد تطور هذه العلاقات على المدى الطويل، فيما سيتم تنظيم معرض واسع النطاق، وعقد ورشات عمل ضمن إطار المنتدى.
وسبقت منتدى بطرسبورغ سلسلةً من الزيارات والاتصالات المتبادلة على مستوى القادة والمسؤولين في روسيا ودول أفريقيا، أبرزها جولة زيارات وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى عدّة دول في قارة أفريقيا.
وتتمتع روسيا بعلاقاتٍ وطيدة مع الدول الأفريقية، في ظلِّ حضورٍ لافت للشركات الروسية الكبرى في السوق الأفريقية، وبينها شركات "روساتوم"، التي تنفذ مشروع "الضبعة" النووي في مصر، وهو أول محطة كهروذرية لإنتاج الطاقة الكهربائية في أفريقيا، إضافةً إلى شركة "غازبروم" العاملة بقوة في جنوب أفريقيا وغيرها.
وعُقِدت قمة "روسيا - أفريقيا" الأولى قد جرت في مدينة سوتشي، في تشرين الأوّل/أكتوبر 2019، برئاسةٍ مشتركة للرئيسين بوتين، والمصري عبد الفتاح السيسي، رئيس الاتحاد الأفريقي آنذاك، وكذلك المنتدى "الروسي الأفريقي"، في حدثٍ مثّل الأوّل من نوعه بمثل هذا المستوى في تاريخ العلاقات الروسية الأفريقية.
وكان قد حضر منتدى القمّة في سوتشي 54 من قادة الدول الأفريقية، كما تمّ توقيع 92 اتفاقية ومذكرة تفاهم بقيمةٍ تجاوزت تريليون روبل روسي، إضافةً إلى عقد 569 اجتماعاً خلال المنتدى، بمشاركة أكثر من 6 آلاف شخصية من روسيا و104 دول وأقاليم، وذلك برعاية مؤسسة "روس كونغرس".
ومن المُنتظر أنّ يُلقي الرئيس الروسي خطاباً مهماً في الجلسة العامة لقمة "روسيا - أفريقيا"، في 28 تمّوز/يوليو الجاري، حسبما أعلن مساعده للشؤون الدولية، يوري أوشاكوف، الثلاثاء.
يذكر أنّ الرئيس بوتين كان قد أكّد، في حزيران/يونيو الماضي، خلال لقائه وسطاء وفد دول أفريقيا، أنّ "تطوير العلاقات بدول أفريقيا هو أولوية بالنسبة إلى روسيا".