"ذا ديبلومات": لماذا لا تنجح الهند في الدبلوماسية متعددة الأقطاب؟

مجلّة "ذا ديبلومات" الدولية، تشير إلى أنّ الهند تنجح في علاقاتها ومصالحها على المستوى الثنائي مع الدول، لكنّها ما تزال غير قادرة على تحقيق مصالحها في المحافل العالمية، فما هي أسباب ذلك؟
  • رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، في اجتماع رؤساء مجالس دول منظمة شنغهاي للتعاون، في سمرقند، بأوزبكستان، أيلول/سبتمبر 2022 (رويترز)

تسائلت مجلّة "ذا ديبلومات" الدولية، في مقال نشرته، اليوم الثلاثاء، عن سبب "نجاح الهند في الدبلوماسية الثنائية، وليس في المنتديات متعددة الأطراف"، مُشيرةً إلى أنّ نيودلهي لا تزال غير قادرة على جعل مصالحها تمثّل "مصلحةً للعالم في المنتديات العالمية".

وذكرت المجلّة أنّه عندما يتعلق الأمر بالزيارات الثنائية والاتفاقيات التجارية، فإنّ الهند تتمتع بنجاحٍ كبير، وهي قد رفعت مكانتها في الدول الغربية بشكلٍ أساسي، على الرغم من أنّها "تدّعي أنّها تتحدث باسم الجنوب العالمي".

ولفتت المجلة إلى أنّ رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، يزور دولاً في الشمال أكثر من الجنوب.

وتتميز جولات مودي الدولية بخاصيتين مميزتين، هما المبيعات العسكرية للهند، و"تعبئة الشتات الهندي الذي يُظهر مودي كقائدٍ دولي يحظى بشعبيةٍ كبيرة"، وذلك بحسب ما أشارت المجلّة.

وتطرّقت المجلّة إلى توقيع الهند، بشكلٍ ثنائي، لصفقاتٍ بمليارات الدولارات، متعلقة بمحركات الطائرات والطائرات بدون طيار والقدرات السيبرانية.

وذكّرت بحلول مودي ضيف شرفِ في احتفالات "يوم الباستيل"، في 14 تمّوز/يوليو الجاري، في العاصمة الفرنسية باريس، حيث تفاوضت الهند على صفقة تزيد قيمتها عن 9 مليارات دولار لطائرات مقاتلة وغواصات محمولة بحراً.

وبينما احتفل الكثيرون من أفراد الجالية الهندية في مُختلف الدول الغربية بمودي، كانت هناك أيضاً احتجاجات من قِبل نشطاء حقوق الإنسان الذين لفتوا الانتباه إلى "سجل الهند السيئ فيما يتعلق بحقوق الأقليات والحريات الدينية".

وأشارت المجلة إلى أنّ العديد من المعلقين في الهند، يعزون هذا النجاح في العلاقات الثنائية إلى ما يسمى بـ "سحر مودي"، مُشيرةً إلى أنّ الهند تنجح في العلاقات الثنائية لأنّها تتفاعل مع "دول صديقة سعيدة ببيع الأسلحة وزيادة التجارة مع نيودلهي".

وأوضحت المجلّة أنّ الهند غير قادرة على جعل مصالحها هي مصالح للعالم في المنتديات متعددة الأطراف، لإنّ وجود قوى أكبر منها مثل الولايات المتحدة والصين في مجموعة العشرين، وروسيا والصين في منظمة شنغهاي للتعاون، لا يسمح لنيودلهي بدفع أجندتها الخاصة بشكلٍ كامل.

وركزّت المجلّة في مقاربتها لحدود حراك الهند عالمياً، على أنّه في حين تمثّل مجموعة العشرين منتدىً عالمي، فإنّ منظمة شنغهاي للتعاون هي مجموعة من الدول غير الغربية، والتي لثلث أعضائها (الصين وروسيا وإيران) علاقات عدائية مع الولايات المتحدة، مما يعيق إرادةً هندية فيها.

يُذكر أنّ الهند ستترأس قمّة مجموعة العشرين المُقبلة، التي ستستضيفها العاصمة نيودلهي، والتي سُتعقد يومي 9 و10 أيلول/سبتمبر المقبل، حيث أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية أمل بلاده في أنّ يشارك الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في القمّة بشكلٍ شخصي، مما يؤشر إلى محاولةٍ هندية للعب أدوارٍ أكثر مرونة دولياً.

اقرأ أيضاً: "فورين أفيرز": رهان أميركا السيئ على الهند.. نيودلهي لن تواجه بكين

المصدر: الميادين نت + وكالات