"لوفيغارو": أوروبا تواجه اللغز التركي.. انقسام حول انضمام أنقرة إلى الاتحاد

صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، تشير إلى أنّ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في حاجةٍ ماسّة إلى دعم الأوروبيين لطمأنة المستثمرين بينما تمرّ بلاده في أزمةٍ اقتصادية خطيرة.
  • علما تركيا والاتحاد الأوروبي في إسطنبول (أرشيف)

أفادت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، اليوم الخميس، بأنّ الأوروبيين ليس لديهم خيار آخر سوى التعامل مع الرئيس التركي المعاد انتخابه رجب طيب إردوغان. ولفتت إلى أنه جارٌ "لا يُمكن التنبؤ به بالتأكيد"، ولكنّه ضروري لأوروبا في استقرار المنطقة خاصةً في ملفين أساسيين: "موقع تركيا بالنسبة لروسيا، ومساعدتها في ملف الهجرة إلى أوروبا".

وذكرت الصحيفة إنّ الرئيس التركي  في حاجةٍ ماسّة إلى دعم الأوروبيين "لطمأنة المستثمرين بينما تمرّ بلاده في أزمةٍ اقتصادية خطيرة".

وأشارت "لوفيغارو" إلى أنّ المفاوضات العضوية التي بدأت في تشرين الأول/ أكتوبر 2015، جُمدت في حزيران/يونيو 2018، لا سيما فيما يتعلق بقضايا سيادة القانون واستقلال العدالة واحترام حقوق الإنسان. ولا يُمكن استئناف المناقشات ما دامت أنقرة "لا تنفذ الإصلاحات التي طلبتها بروكسل".

علاوة على ذلك، اتخذت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي زمام المبادرة بالفعل، من خلال التصويت، يوم الثلاثاء الماضي، على تقرير يُطلب فيه صراحةً من الدول الـ27، عدم استئناف المفاوضات مع تركيا.

ورأت اللجنة في بيانٍ لها أنّه "يجب استكشاف سُبل جديدة للتعاون"، مشيرةً عن قصد إلى أنّ "معدّل توافق تركيا مع السياسة الخارجية والأمنية المشتركة للاتحاد الأوروبي، قد انخفض إلى مستوى تاريخي يبلغ 7%، ما يجعلها إلى حدٍ بعيد الأدنى بين جميع دول التوسع".

وطلبت الدول الأعضاء من المفوضية الأوروبية والممثل الأعلى للسياسة الخارجية جوزيب بوريل في نهاية حزيران/يونيو الماضي، تقديم تقرير كامل عن تركيا في تشرين الأول/أكتوبر المقبل، وذلك من أجل رؤية أكثر وضوحاً، وأيضاً من أجل كسب الوقت.

لكنّ إردوغان أحدث مفاجأة من خلال ربط موافقته على انضمام السويد إلى الأطلسي، بإعادة إطلاق مفاوضات انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، المجمدة منذ عدة سنوات.

وفي وقتٍ سابق، اتفق رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، وإردوغان، على السعي لتعاونٍ أوثق، بعدما طالب الأخير باستئناف محادثات انضمام بلده إلى الاتحاد الأوروبي.

ولفتت "لوفيغارو" إلى أنّ الدول الأوروبية الأعضاء ليست كُلّها مُتوافقة. وتعتقد ألمانيا وإيطاليا ورومانيا وبلغاريا وهنغاريا، أنّه من الأهمية بمكان ما دخول تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وذلك بالنظر إلى الحرب في أوكرانيا. بينما تنتظر فرنسا وهولندا رؤية إشارات من أنقرة تؤكّد رغبتها في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

ووفق الصحيفة الفرنسية، حذّر دبلوماسي أوروبي من أنّ "الإيماءات والرسائل يجب أن تأتي من السلطات التركية، بما في ذلك إنهاء التحايل على العقوبات الروسية"، خاصةً أنّ صادرات تركيا إلى روسيا زادت بنسبة 62% في عام 2022، بينما زادت الواردات بنسبة 103%، وهو ما جعل روسيا الشريك التجاري الأول لتركيا، قبل ألمانيا.

وقبل أيام، ذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية، إنّ محاولة تركيا مقايضة عضوية السويد في "الناتو"، للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي "ليس لها أي فرصة".

وفي وقتٍ سابق، أكّد إردوغان أنّ "تركيا لن تُصادق على عضوية السويد في الناتو قبل تشرين الأول/ أكتوبر المقبل"، مبرراً ذلك بانشغالات البرلمان التركي ودخوله في عطلةٍ لمدة شهرين، ما يؤخر الانضمام المنتظر للسويد.

وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أنّ إردوغان يضبط علاقته مع الغرب في خطوة تكتيكية أولويتها الاقتصاد، وأنّه قوبلت موافقة تركيا على انضمام السويد إلى "الناتو" بالارتياح في حلف شمال الأطلسي، وكانت الأحدث في سلسلة من القرارات التي "هدّأت" التوترات بين أنقرة والغرب.

اقرأ أيضاً: إردوغان يضع شرطاً جديداً لقبول تركيا بعضوية السويد في الناتو

المصدر: صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية