كبار منتجي الغاز الطبيعي المسال في العالم يسعون إلى زيادة الاستثمارات

مسؤولون في مجال الطاقة يؤكدون أنّ الاستثمارات في البنية التحتية للغاز أقل من اللازم، وذلك خلال مؤتمر منتجي ومستهلكي الغاز الطبيعي المسال، المنعقد في طوكيو.
  • ناقلة غاز طبيعي مسال

قال مسؤولون في مؤتمر عن صناعة الغاز في اليابان، اليوم الأربعاء، إنّ الاستثمارات الحالية في البنية التحتية للغاز أقل من اللازم، مستشهدين بالدور الذي "يجب أن يؤديه الوقود في تحقيق أمن الطاقة العالمي وصافي الانبعاثات الصفري".

وفي تصريحات مصوّرة بُثَّت في مؤتمر منتجي ومستهلكي الغاز الطبيعي المسال، في طوكيو، أكد وزير الطاقة الإماراتي، سهيل محمد المزروعي، أنّه "لا يوجد استثمار كافٍ في هذا القطاع حتى الآن".

وأضاف المزروعي أنّ "قلة الاستثمار تؤثّر على كل من المنتجين والمستهلكين، وعلى حصولهم على الطاقة بأسعار معقولة، وتحقيقهم نمواً اقتصادياً".

وتساءل: "هل لدينا استثمارات كافية في الغاز والغاز الطبيعي المسال لتغطية عملية تحويل جميع محطات الفحم في العالم إلى الغاز؟ الجواب لا".

بدوره، قال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، في رسالة مصوّرة للمؤتمر إنّ "الغاز سيؤدي دوراً طويل الأجل في أسواق الطاقة العالمية"، مع الإشارة في الوقت نفسه إلى وجود "حاجة قوية" إلى خفض الانبعاثات من إمدادات الغاز.

ولفت بيرول إلى أنّ "التحدي هو كيفية تحقيق التوازن، بين الحاجة إلى مزيد من إمدادات الغاز على المدى القريب، عندما تكون الأسواق العالمية متقلّبة، وبين (الحاجة) إلى تحقيق أهدافنا المناخية على المدى الطويل".

كذلك، أشار المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية إلى الحاجة إلى "استراتيجيات لاستثمارات مستقبلية في البنية التحتية للغاز، عن طريق استخدام تقنيات مثل احتجاز الكربون وتخزينه".

اقرأ أيضاً: اليابان تجري محادثات لشراء الغاز من قطر

أما المديرة العامة لإدارة الطاقة بالمفوضية الأوروبية، ديتي يول يورجينسن، فقالت إنّ "الصدمة في سوق الغاز، العام الماضي، لم تكن الأولى، وعلى الأرجح، فإنّها لن تكون الأخيرة".

وشدّدت يورجينسن على أهمية التعاون بين الدول المنتجة للغاز الطبيعي المسال، وتلك المستهلكة له على مستوى العالم.

من جهته، رأى وزير الصناعة الياباني، ياسوتوشي نيشيمورا، في المؤتمر أنّ "هذه المبادرة هي تعاون غير مسبوق بين الأطراف الفاعلة في مجال الطاقة، لتحقيق سلسلة قيّمة في مجال الطاقة النظيفة، من خلال جعل منتجي الطاقة يعملون على تقليل انبعاثات الميثان".

وخلال المؤتمر، وقّعت اليابان والولايات المتحدة الأميركية وكوريا الجنوبية وأستراليا والاتحاد الأوروبي، بياناً مشتركاً لدعم إجراءات الحد من انبعاث غاز "الميثان"، المكوّن الأساس للغاز الطبيعي.

والعام الماضي، سبّبت صناعة الطاقة العالمية انبعاث قرابة 135 مليون طن من "الميثان" إلى الغلاف الجوي، وهو أحد الغازات الدفيئة المسؤولة عن نحو 30% من ظاهرة الاحتباس الحراري منذ الثورة الصناعية.

وفي السياق، اختتم رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، اليوم الثلاثاء، جولته في الخليج حيث زار السعودية والإمارات وقطر، لتعزيز العلاقات في مجال الطاقة مع هذه البلدان الغنية بالنفط والغاز، والتي تعتمد طوكيو عليها في وارداتها من الطاقة.

ويسعى كيشيدا أيضاً إلى الترويج للتكنولوجيا اليابانية في مجال الوقود الصديق للبيئة، الذي يضم الهيدروجين.

وروّجت كبرى الدول المنتجة للغاز في السنوات القليلة الماضية لهذا المنتج على أنّه وقود انتقالي في سبيل الوصول إلى الطاقة النظيفة، وهي خطوة قاومها المدافعون عن حماية البيئة بشدة.

كذلك، عزّزت المخاوف بشأن أمن الطاقة الطلب على الغاز الطبيعي المسال، بعد أن شهدت أوروبا أزمة طاقة بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، الأمر الذي دفعها إلى البحث عن بدائل للغاز الروسي.

المصدر: وكالات