مع استئناف مفاوضات جدة.. تواصل المعارك بين الجيش والدعم السريع في الخرطوم
أفاد سكان العاصمة السودانية، اليوم الأحد، بسماع دوي قصف جوي، في وقتٍ تتواصل المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع التي نفت اتهامها بقتل مدنيين في إقليم دارفور، عازية هذا الأمر إلى صراعات قبلية.
وقال سكان في الخرطوم إنّ "الطيران الحربي قصف تجمعات للدعم السريع في حي الجريف بشرق النيل"، وأشاروا إلى تصدي قوات الدعم السريع باستخدام "مضادات أرضية".
وفي ضاحية غرب الخرطوم الكبرى، أم درمان، أفاد شهود بأن "الطيران الحربي قصف محلة أمبدة في غرب المدينة"، فيما شهد وسط المدينة "قصفاً مدفعياً باتجاه كلية قادة الأركان المجاورة لمستشفى السلاح الطبي وسلاح المهندسين".
وقال شهود أيضاً إن "مسيّرات تابعة للدعم السريع نفذت قصفاً على السلاح الطبي بأم درمان".
وغرب البلاد، أفاد شهود بوقوع "اشتباكات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة في مدينة كاس التي تبعد نحو 80 كيلومتراً شمال غرب نيالا"، عاصمة ولاية جنوب دارفور.
وفي هذا الصدد، أشارت قوات الدعم في بيان الأحد إلى تحقيقها "السيطرة الكاملة على قيادة اللواء 61 بمدينة كاس".
استئناف المفاوضات
وأمس السبت، عاد ممثلون للجيش السوداني إلى مدينة جدة السعودية لاستئناف المفاوضات مع قوات الدعم السريع فيما دخلت الحرب بين الطرفين شهرها الرابع.
ولم تعلق قوات الدعم السريع على استئناف مفاوضات جدة التي أعلن راعياها السعودي والأميركي الشهر الماضي "تعليقها" إلى أجل غير مسمى.
وقبل أيام، عُقدت في العاصمة المصرية، القاهرة، قمة "دول جوار السودان"، التي دعا إليها الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وحضرها رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقيه، والأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيظ، وعدد من قادة الدول الأفريقية.
واتفق المجتمعون في القمة على "تشكيل آلية وزارية بشأن الأزمة السودانية على مستوى وزراء خارجية دول الجوار"، على أن "تعقد هذه الآلية اجتماعها الأول في جمهورية تشاد، لوضع خطة عمل تنفيذية للتوصل إلى حل شامل للأزمة السودانية".
وشدّد المجتمعون على "عدم التدخل في شؤون السودان الداخلية، والتعامل مع النزاع القائم باعتباره شأناً داخلياً"، مؤكدين أهمية الحل السياسي لوقف الصراع الدائر في السودان، وإطلاق "حوار جامع للأطراف السودانية، بهدف بدء عملية سياسية شاملة".
ولم تنجح جهود الوساطات الإقليمية والدولية حتى الآن في إنهاء القتال بين الطرفين، وقال مسؤولون في الأمم المتحدة إنّ السودان "قد ينزلق إلى حرب أهلية".
وتسبّبت المعارك، التي اندلعت في 15 نيسان/أبريل الماضي، بمقتل مئات المدنيين، ونزوح الآلاف من ولاية الخرطوم، التي تتكوّن من مدن الخرطوم وبحري وأم درمان، بالإضافة إلى تنفيذ هجمات، بناء على دوافع عرقية، في منطقة دارفور.