الآلاف في ناغورنو كاراباخ يطالبون باكو بفتح ممر لاتشين

الآلاف يتظاهرون في إقليم ناغورنو كاراباخ، مطالبين باكو بفتح ممر لاتشين، وذلك بعد أن أغلقته أذربيجان الثلاثاء الماضي.
  • الآلاف في ناغورنو كاراباخ يطالبون باكو بفتح ممر لاتشين

تظاهر الآلاف، اليوم الجمعة، في ستيباناكرت، كبرى مدن ناغورنو كاراباخ، مطالبين باكو بفتح ممر لاتشين، وهو الممر الوحيد الذي  يربط أرمينيا بالإقليم، والذي أغلقته أذربيجان هذا الأسبوع.

واحتشد نحو ستة آلاف متظاهر صباحاً في الساحة الرئيسة في المدينة، وردّدوا هتافات، منها "لا للحصار!" و"افتحوا طريق الحياة!". 

وتوجّه المحتجون إلى مكتب الصليب الأحمر ومقرّ قوات حفظ السلام الروسية المنتشرة في المنطقة، ثم عادوا إلى الساحة، ووعدوا بإقامة تجمّعات دائمة حتى إعادة فتح الممر.

وأكد عدد من سكان ستيباناكرت هذا الأسبوع أنّ هذه المنطقة الجبلية، التي يبلغ عدد سكانها 120 ألف نسمة، تعاني نقصاً في الغذاء، ومشكلات خطرة في الوصول إلى الخدمات الطبية.

وبعد الظهر، أكد الصليب الأحمر استئناف عمليات الإجلاء الطبي إلى أرمينيا، موضحاً أنّه "تم نقل 11 مريضاً في حالة خطرة، عبر ممر لاتشين".

ودعا وزير الدولة الأرميني، غورغن نرسيسيان، أمس الخميس، روسيا "إلى ضمان حرية تنقّل الأشخاص، ونقل البضائع عبر الممر"، من خلال قوات حفظ السلام التي نشرتها منذ أواخر عام 2020.

وأعلن رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، أنّه سيُجري غداً السبت مفاوضات مع الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، برعاية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، مستنكراً "الحصار غير القانوني" لناغورنو كاراباخ.

من جهته، قال وزير الخارجية الأذربيجاني، جيحون بيراموف، إنّ سكان ناغورنو كاراباخ "يمكنهم عبور نقطة التفتيش الحدودية لأغراض صحية، بمساعدة اللجنة الدولية للصليب الأحمر".

وأكد بيراموف، خلال لقائه رئيس بعثة الصليب الأحمر في أذربيجان، أنّ بلاده عرضت المساعدة من أجل ضمان "إمداد السكان الأرمينيين" في المنطقة، وفقاً للخارجية الأذربيجانية.

والثلاثاء الماضي، أغلقت أذربيجان الممر، متهمةً الصليب الأحمر الأرميني بـ"القيام بعمليات تهريب"، الأمر الذي نفته اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

اقرأ أيضاً: روسيا تدعو أذربيجان إلى فتح ممر لاتشين بين أرمينيا وإقليم ناغورنو كاراباخ

وفي نيسان/أبريل الماضي، أقامت أذربيجان حاجزاً عند مدخل الممر لأسباب أمنية، إذ تقع اشتباكات بين القوات الأرمينية والأذربيجانية باستمرار.

ويضم إقليم ناغورنو كاراباخ أغلبية أرمينية، وهو يقع في أراضي أذربيجان المعترف بها دولياً، وتحذّر يريفان المجتمع الدولي من "احتمال حدوث مشكلات إنسانية خطرة فيه، بسبب نقص المواد الغذائية والأدوية، والناجم عن تقييد حركة المرور عبر ممر لاتشين".

وتنازعت أرمينيا وأذربيجان بشأن إقليم ناغورنو كاراباخ منذ أواخر الثمانينيات، الأمر الذي أدّى إلى حربين شهدت آخرهما عام 2020 هزيمة القوات الأرمينية، بينما حققت أذربيجان مكاسب ميدانية.

وفي أيلول/سبتمبر 2020، اندلع الصراع المستمر منذ عقود بين باكو ويريفان بشأن ناغورنو كاراباخ، في أسوأ تصعيد منذ التسعينيات، لتنتهي الأعمال العدائية بإعلان وقف إطلاق النار الثلاثي، والذي توسطت فيه روسيا في تشرين الثاني/نوفمبر من العام نفسه.

وفي نهاية أيار/مايو الماضي، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في لقاء ثلاثي مع نظيره الأذربيجاني، إلهام علييف، ورئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، أن الوضع في ناغورنو كاراباخ يتطور نحو تسوية.

وبعد الاجتماع بأيام، أعلن رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان أن بلاده تستعد للاعتراف بالإقليم كأراضٍ تابعة لأذربيجان، مع تأكيد ضرورة "إيجاد ضمانات بعدم استمرار سياسة التطهير العرقي والإبادة الجماعية، ضد الأرمن فيه".

المصدر: وكالات + الميادين نت