بعد ترحيبهما بجهود السلام.. طرفا الصراع في السودان يشتبكان في بحري
قال مواطنون سودانيون إنّ الجيش السوداني و"الدعم السريع" خاضا اشتباكات عنيفة في أجزاء من مدينة بحري (الخرطوم بحري)، اليوم الجمعة، بعد يوم فقط من ترحيب الطرفين بجهود وساطة جديدة، تهدف إلى إنهاء الحرب الدائرة منذ 3 أشهر.
وقال سكان في المدينة إنّهم سمعوا دوي ضربات جوية وقذائف مدفعية وأعيرة نارية، استمرت إلى ما بعد الظهيرة.
أما في ولاية الخرطوم، فأفاد السكان بانقطاع الاتصالات، عدة ساعات خلال الصباح، كما أفاد شهود آخرون بوقوع اشتباكات أيضاً حول قاعدة للجيش جنوبي العاصمة.
وقال مصدر عسكري إنّ الجيش "نجح في طرد قوات الدعم السريع من أحياء في أقصى شمالي المدينة"، في حين قالت القوات، في بيان، إنّها "استطاعت هزيمة قوات الجيش، وقتل المئات".
وبينما يستمرّ القتال في السودان، جرت أحدث محاولة وساطة في مصر، أمس الخميس. ورحّب الجيش السوداني، الذي تربطه علاقات وثيقة بمصر، وقوات "الدعم السريع"، بجهود الوساطة.
ويوم أمس، عُقدت في العاصمة المصرية، القاهرة، قمة "دول جوار السودان"، التي دعا إليها الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وحضرها رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقيه، والأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد ابو الغيظ، وعدد من قادة الدول الأفريقية.
واتفق المجتمعون في القمة على "تشكيل آلية وزارية بشأن الأزمة السودانية على مستوى وزراء خارجية دول الجوار"، على أن "تعقد هذه الآلية اجتماعها الأول في جمهورية تشاد، لوضع خطة عمل تنفيذية للتوصل إلى حل شامل للأزمة السودانية".
وشدّد المجتمعون على "عدم التدخل في شؤون السودان الداخلية، والتعامل مع النزاع القائم باعتباره شأناً داخلياً"، مؤكدين أهمية الحل السياسي لوقف الصراع الدائر في السودان، وإطلاق "حوار جامع للأطراف السودانية، بهدف بدء عملية سياسية شاملة".
ولم تنجح جهود الوساطات الإقليمية والدولية حتى الآن في إنهاء القتال بين الطرفين، وقال مسؤولون في الأمم المتحدة إنّ السودان "قد ينزلق إلى حرب أهلية".
وتسبّب القتال، الذي اندلع في 15 نيسان/أبريل الماضي، بمقتل مئات المدنيين، ونزوح الآلاف من ولاية الخرطوم، التي تتكوّن من مدن الخرطوم وبحري وأم درمان، بالإضافة إلى تنفيذ هجمات، بناء على دوافع عرقية، في منطقة دارفور.