تقرير: هجرة الأدمغة الصينية من الولايات المتحدة تعيق طموحات واشنطن التقنية

ارتفاع عدد العلماء الصينيين الذين يغادرون الولايات المتحدة، وسط تحذيرات من الخبراء من أن هذه الهجرة يمكن أن توجه ضربة كبيرة، لجهود البحث الأميركية على المدى الطويل.
  • فورين بوليسي: العلماء الصينيون يغادرون الولايات المتحدة

يغادر عدد متزايد من العلماء الصينيين، الولايات المتحدة الأميركية،لشغل مناصب في الخارج، نتيجة القلق المنتشر في الأوساط البحثية هناك، في أحدث مؤشر على مدى تفاقم العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، ما يعقد التعاون الأكاديمي، ويمكن أن يعيق طموحات واشنطن التقنية.

وبحسب تقرير لمجلة فورين بوليسي الأميركية، ساهم العلماء الصينيون الذين يعيشون في الولايات المتحدة لعقود، في جهود البحث التي تقود التطورات في التكنولوجيا والعلوم المتقدمة. لكن عدداً متزايداً منهم ربما يبحث الآن في مكان آخر عن عمل، حيث يغذي تدهور العلاقات الجيوسياسية تدقيقاً إضافياً على الباحثين الصينيين، وتكثف بكين جهودها لتجنيد المواهب والاحتفاظ بها. 

وبين عامي 2010 و2021، زاد عدد العلماء الصينيين الذين غادروا الولايات المتحدة بشكل مطرد، وفقاً لبحث أميركي جديد، نُشر الشهر الماضي. وإذا استمر هذا الاتجاه، يحذر الخبراء من أن هجرة الأدمغة يمكن أن توجه ضربة كبيرة، لجهود البحث الأميركية على المدى الطويل.

من جهته قال ديفيد باير، المدير المساعد لدراسات الهجرة في معهد كاتو: «إنه أمر مدمر للغاية، الكثير من الباحثين الذين تعتمد عليهم الولايات المتحدة في مجال التكنولوجيا المتقدمة هم من الصين، أو من الطلاب الأجانب، وهذه الظاهرة ستؤثر بالتأكيد سلباً على الشركات الأميركية والأبحاث الأميركية في المستقبل».

ومن رقائق أشباه الموصلات إلى الذكاء الاصطناعي، كانت التكنولوجيا في طليعة المنافسة بين الولايات المتحدة والصين، حيث تناور كل من واشنطن وبكين للتضييق على هذه القطاعات لدى الآخر.

ومنذ عام 2010 إلى عام 2021، ارتفع عدد العلماء ذوي أصل صيني، الذين غادروا الولايات المتحدة إلى بلد آخر من 900 إلى 2621 ، مع ارتفاع هذا المعدل بين عامي 2018 و 2021،بحسب مركز أبحاث أميركي، وقالت الدراسة إن ما يقرب من نصف هذه المجموعة انتقلوا إلى الصين وهونج كونج عام 2010.

وفي حين أن هذا الرقم يمثل جزءاً صغيراً من العلماء الصينيين في الولايات المتحدة، فإن الزيادة الطفيفة تعكس مخاوف الباحثين المتزايدة وسط مناخ جيوسياسي متوتر.

وقال التقرير: "يواجه العلماء من ذوي أصل صيني في الولايات المتحدة الآن، حوافز أعلى لمغادرة الولايات المتحدة، وحوافز أقل للتقدم بطلب للحصول على منح فيدرالية"، وهناك "مشاعر عامة من الخوف والقلق تدفعهم إلى التفكير في مغادرة الولايات المتحدة و / أو التوقف عن التقدم للحصول على المنح الفيدرالية."

وتنقسم الحوافز على المغادرة إلى شقين، حيث قامت بكين بتوجيه الموارد إلى برامج البحث والتطوير، وحاولت منذ فترة طويلة جذب العلماء، من جميع أنحاء العالم. وفي إحدى مبادرات بكين، خطة الألف موهبة، سخرت الصين ما لا يقل عن 600 محطة توظيف، في جميع أنحاء العالم لاكتساب مواهب جديدة.

إقرأ أيضاً: "الغارديان": الصين تتفوق على الولايات المتحدة في أبحاث علوم الطبيعة 

المصدر: فورين بوليسي