وزيرة فرنسية: عنف الشرطة ينتشر في أوروبا وليس محصوراً بنا
قالت لورانس بون، الوزيرة الفرنسية المكلّفة بشؤون الاتحاد الأوروبي، يوم الخميس، إنّ العنف الشرطي ليس مشكلة محصورة في فرنسا، مشيرة إلى أنّه ينتشر في الدول الأوروبية بشكل عام.
وأضافت بون خلال ظهورها على الهواء مباشرة على القناة الفرنسية (RFI): "بالفعل حدثت مأساة، مأساة فظيعة وغير مقبولة. نشهد أيضاً عودة سريعة للنظام، ونأمل أن تستمر طويلاً، من دون وقوع مآسي أخرى واضطرابات".
وتساءلت:"لكن هل هذا محصور في فرنسا؟ بالطبع لا. حدثت مأساة مماثلة في المملكة المتحدة عام 2011، قبل عام من أولمبياد لندن، وحدثت نفس الأمور في الدنمارك والسويد"، مشيرةً إلى أنّ فرنسا ليست لديها مشاكل أمنية بسبب تدفق المهاجرين القادمين إلى البلاد.
وتابعت الوزيرة الفرنسية، أنه "لا توجد مشاكل أمنية في فرنسا. لكن حدثت أعمال شغب ونهب مروعة. إذا نزلت إلى الشوارع، سترى الكثير من السياح، فرنسا هي واحدة من أكثر البلدان زيارة في العالم، والسياح مرحب بهم جداً هنا".
اقرأ أيضاً: "لوفيغارو": فرنسا لم تعد نموذجاً في أوروبا
ويوم الثلاثاء الماضي، قال جوردان بارديلا، زعيم حزب الجمعية الوطنية اليميني المتطرف في فرنسا، إنّ "فرنسا تستقبل عدداً كبيراً من المهاجرين، ما يؤدي إلى تصاعد التوترات وزيادة مخاطر الأمن"، وفق تعبيره.
من جانبه، رأى فرانسوا أسيلينو، خبير سياسي، ورئيس حزب الاتحاد الجمهوري الشعبي الفرنسي المؤيد للانفصال عن الاتحاد الأوروبي، في حديث لوكالة "سبوتنيك" الروسية أنّ "عدم رغبة السكان المسلمين في الاندماج في فرنسا، والتمايز الطائفي، وتخلي الحكومة عن المناطق الضواحي كانت جميعها عوامل مهمة في الاضطرابات الحالية في البلاد".
وقال المرشح للرئاسة الفرنسية السابق، إريك زيمور، إنّ "الاضطرابات في فرنسا يمكن اعتبارها بداية حرب أهلية وعرقية".
وشهدت مدن فرنسية عدة احتجاجات وأعمال عنف قبل أيام ردّاً على قتل شرطي الفتى نائل المرزوقي (17 عاماً) برصاصة في منطقة نانتير عندما زعمت الشرطة أنه لم يمتثل على الحاجز، وفي إثر ذلك تصاعدت الاحتجاجات وأعمال العنف ردّاً على مقتله.
وقالت الشرطة إنّ نائل "كان يقود بسرعة كبيرة في ممر الحافلات، ورفض التوقف عند الإشارة الحمراء"، وهي تصريحات دانها محامي عائلة الضحية.
وأدت هذه الحادثة إلى موجة من الاحتجاجات التي تطورت لاحقاً إلى أعمال شغب في عدة مدن فرنسية، مصحوبة بنهب واشتباكات مع الشرطة.
وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أنّ مئات المباني الحكومية والمحلات التجارية ومكاتب البنوك قد تضررت، وتمّ احتجاز أكثر من 3000 شخص، من بينهم العديد من القصر.
هذا وفتحت البحرية الفرنسية، تحقيقاً بشأن مشاركة جنود خارج الخدمة من مشاة البحرية، في قمع مثيري الشغب في مدينة لوريان الغربية، التي تضم قاعدة عسكرية كبيرة، وفق ما أفادت وزارة الدفاع الفرنسية، الأربعاء الماضي.
وكانت صحيفة "لو تيليغرام" المحلية، قد نشرت صوراً لأفراد ملثّمين من "مجموعات مناهضي الشغب"، كما تسمى، وهم يصدّون مرتكبي أعمال الشغب، ويضربونهم في المدينة، ليل الجمعة الماضية.
وعلى الرغم من توجيه السلطات الفرنسية تهمة القتل العمد إلى الشرطي الذي قتل نائل، أُطلقت دعوات لجمع التبرعات للشرطي، وقد تمكّنت حملة جماعية من جمع 1.4 مليون يورو (1.5 مليون دولار) عبر منصة "غو فند مي" الأميركية، ما يفوق كمية التبرعات التي جُمعت لصالح عائلة الضحية، التي بلغت 352 ألف يورو.