أزمة السودان "بشرية".. إدانة أممية لتزايد العنف ضد المرأة بالتزامن مع احتدام المعارك

مسؤولون بارزون في الأمم المتحدة يستنكرون زيادة العنف ضد المرأة في السودان، والاتحاد الأوروبي يحذر من أن أي تدخل خارجي في الأزمة السودانية سيطيل أمدها، بالتزامن مع احتدام المعارك في مناطق مختلفة من العاصمة.
  • لاجئة سودانية فرت مع ابنتها ومئات اللاجئن الآخرين إلى جنوب السودان ( UNHCR/Andrew McConnell)

استنكر مسؤولون بارزون في الأمم المتحدة، أمس الأربعاء، زيادة العنف، خصوصاً الجنسي، بحق النساء والفتيات في السودان. وقال المسؤولون الأمميون في بيان مشترك، إنهم "مصدومون وينددون بالتقارير التي تفيد بتزايد العنف الجنسي في السودان، بما فيه المرتبط بالنزاع، في حق النساء والنازحات واللاجئات".

وقبل بدء المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في نيسان/أبريل الفائت، "كانت أكثر من ثلاثة ملايين امرأة وفتاة عرضة للعنف الجنسي".

وصدرت هذه الإدانة في بيان مشترك، وقعه رؤساء العديد من وكالات الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان واللاجئين "مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين"، والأطفال "اليونيسف"، والنساء "هيئة الأمم المتحدة للمرأة"، والصحة "منظمة الصحة العالمية".

كما قال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث: "من غير المقبول أن تتعرض النساء والأطفال في السودان، الذين انقلبت حياتهم رأساً على عقب بسبب هذا الصراع، لصدمة أكبر بهذه الطريقة".

وأضاف: "ما نراه في السودان ليس أزمة إنسانية فحسب، بل أزمة بشرية".

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

بدوره، أدان الاتحاد الأوروبي بشدة، القتال الدائر في السودان واستمرار رفض أطراف النزاع السعي إلى حلٍّ سلمي، مؤكداً أن الهجمات الواسعة على المدنيين، وفتح جبهات قتال جديدة في جنوب كردفان، أمر مثير للقلق.

يتزامن ذلك مع اندلاع اشتباكات كثيفة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في أحياء عدة جنوبي الخرطوم، وإعلان الأخير عن قصف مسيّرات تابعة له تجمعات لقوات الدعم السريع في أم درمان.

وشدد الاتحاد الأوروبي، في بيان له، على ضرورة القيام بجهود وساطة من أجل وقف دائم لإطلاق النار، لضمان حماية الشعب السوداني دون تأخير.

من جهته، قال وزير الخارجية السوداني، علي الصادق، في خطاب له أمام اجتماع وزراء خارجية دول عدم الانحياز، في باكو عاصمة أذربيجان، إن السودان يشهد ما سماه تداعيات "محاولة انقلابية فاشلة"، قامت بها قوات الدعم السريع بعد تمردها على السلطة القائمة في البلاد.

وأضاف أن هذه المحاولة الانقلابية سرعان ما تحولت إلى عدوان عسكري شامل يستهدف هدم الدولة، وفق تعبيره.

ودعا الوزير دول حركة عدم الانحياز لدعم السودان خلال "هذه الفترة الصعبة التي يمر بها، وإدانة انتهاكات مليشيا الدعم السريع بوصفها جرائم ضد الدولة وانتهاكات صريحة للقانون الدولي".

في سياق آخر، قال إعلام مجلس السيادة السوداني إن رئيس المجلس وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان تلقى أمس اتصالاً هاتفياً من الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، جدد خلاله البرهان رفض الحكومة السودانية رئاسة كينيا للجنة الرباعية بشأن معالجة الأزمة، والتي تمخضت عنها قمة دول الهيئة الدولية للتنمية (إيغاد) الأخيرة التي استضافتها جيبوتي.

ميدانياً، اندلعت اشتباكات كثيفة حول أحياء الرِمِيلة والحِلة الجديدة، والمنطقة الصناعية جنوبي الخرطوم، بالتزامن مع تحليق للطيران الحربي في سماء العاصمة.

كما درات في أم درمان معارك محتدمة بعد أيام من دفع الجيش بقواته الخاصة إلى المدينة.

وقال الإعلام العسكري في الجيش السوداني،  إن قوات المهام الخاصة نفذت عمليات عسكرية في أم درمان، وإنها صادرت مدرعة حربية وأسلحة ثقيلة بعد هروب مقاتلي قوات الدعم السريع.

واندلع الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل/نيسان الماضي، مما أدى لمعارك يومية في العاصمة الخرطوم، وأجج عمليات القتل في إقليم دارفور غرب البلاد، ويهدد بجر البلاد إلى حرب أهلية طويلة الأمد.

وأبرم طرفا النزاع أكثر من هدنة، غالباً بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، سرعان ما كان يتمّ خرقها.

ووفق أحدث إحصاءات الأمم المتحدة، فإن الصراع في السودان تسبب حتى الآن في تشريد حوالي 3 ملايين شخص، بينهم نحو 650 ألفاً عبروا الحدود إلى دول مجاورة.

إقرأ أيضاً: السودان: الاشتباكات تتجدد في الخرطوم وتحذيرات من تفشي الأمراض بين النازحين