الأرجنتين والبرازيل: موقف الاتحاد الأوروبي مع تكتل "ميركوسور" غير مقبول
انتقدت الأرجنتين والبرازيل، أكبر اقتصادين في أميركا الجنوبية، أمس الثلاثاء، موقف الاتحاد الأوروبي من المفاوضات مع تكتل "ميركوسور"، بشأن اتفاق تجاري معلّق تأخر إبرامه طويلاً بسبب مخاوف بيئية أوروبية.
وكانت دول "ميركوسور" التي تضم الأرجنتين والبرازيل والباراغواي والأوروغواي، قد توصلت عام 2019، إلى اتفاق مبدئي للتجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي المكون من 27 دولة بعد مفاوضات صعبة استمرت عقدين.
ومنذ ذلك الحين يقترح الاتحاد الأوروبي، أن تُرفق "رسالة جانبية" بالاتفاق تتضمن ضمانات بيئية إضافية، ما أثار استياء زعماء الدول الأميركية الجنوبية، الذين يشكون أنّ "الحمائية" تقف وراء هذه المماطلة.
من جهتهم، ردّ زعماء "ميركوسور"، أمس الثلاثاء، خلال قمتهم التي استمرت يومين وعقدت في بويرتو إغوازو بالأرجنتين على الاقتراح.
وقال الرئيس البرازيلي، لويس ايناسيو لولا دا سيلفا، الذي يتولى الرئاسة الدورية لـ"ميركوسور" حتى نهاية العام الجاري، إنّ الاقتراح الأوروبي الأخير "غير مقبول"، مضيفاً أنّ "الشركاء الاستراتيجيين لا يتفاوضون على أساس عدم الثقة والتهديد بفرض عقوبات".
وأضاف لولا خلال القمة: "لسنا مهتمين بالاتفاقيات التي تفرض علينا أن نكون إلى الأبد مصدّرين للمواد الخام والمنتجات المعدنية والنفط".
وأشار إلى أنّ "حكومته تُعد اقتراحاً مضاداً" لتقديمه إلى بروكسل حين تستضيف قمة الاتحاد الأوروبي، ومجموعة دول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (سيلاك) يومي 17 و 18 تموز/يوليو الجاري.
وشدد الرئيس البرازيلي أنه "من الضروري أن تقدم ميركوسور ردّاً سريعاً وقوياً".
من جهته، أكّد الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز، على هذه النقطة قائلاً: "لا أحد يستطيع أن يفرض علينا بأن نكون مورّدين للمواد الخام التي يصنّعها الآخرون ثم يبيعونها لنا مجدداً بأسعار باهظة".
وأضاف فرنانديز أنّ "الاتحاد الأوروبي يقدم لنا رؤية جزئية للتنمية المستدامة تركز بشكل مفرط على الجانب البيئي".
وكان رئيس الأوروغواي لويس لاكال بو، ورئيس الباراغواي ماريو عبدو بينيتيز، قد حضرا اجتماع رؤساء دول "ميركوسور" عقب اجتماع لوزراء خارجية التكتل، الإثنين الماضي.
وكان من بين الحاضرين أيضاً الرئيس البوليفي، لويس آرسي، الذي يأمل أن تصبح بلاده عضواً في التكتل الاقتصادي.
ويمثل التكتل الذي تأسس عام 1991 نحو 62% من سكان أميركا الجنوبية و67% من الناتج المحلي الإجمالي للقارة.
وتمّ تعليق اتفاق التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي في ظل رئاسة الرئيس البرازيلي السابق، جايير بولسونارو للبرازيل (2019-2022) الذي تصاعدت في عهده إزالة الغابات في الأمازون.
من جانبه، أقرّ وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، مؤخراً بأنّ المقترحات البيئية لم تلق قبولاً جيداً من قبل دول أميركا الجنوبية، مؤكداً أنّ "أوروبا تنتظر ردّاً ملموساً".