قائد ميداني أوكراني: المدرعات الفرنسية ضعيفة الأداء على خطوط القتال
أكّد قائدٌ ميداني أوكراني أنّ مدرعات "AMX-10 RC"، التي قدّمتها فرنسا إلى أوكرانيا للاستخدام في المعارك ضد القوات الروسية، تُعاني من ضعفٍ في التصفيح، يجعلها "غير ملائمة" للمعارك على خط الجبهة.
وراقب قائد الكتيبة في لواء المشاة البحري الـ 37 في الجيش الأوكراني، والذي قدّم نفسه باسم "سبارتانيتس"، أداء هذه المعدات المصنّفة في خانة المدرعات القتالية الخفيفة، في ميدان المعركة.
كما صرّح لوكالة "فرانس برس" بأنّ هذه المدرعات "تستخدم لعمليات قصف مساندة بسبب تصفيحها الخفيف"، مشيراً إلى أنّ تسليحها جيد، وأدوات المراقبة المزودة بها أيضاً جيدة جداً، لكنّ التصفيح الخفيف هو ما يجعلها "غير ملائمة في عمليات الهجوم".
ووعد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في كانون ثاني/يناير الماضي، بتزويد أوكرانيا بهذه المدرعات المجهزة بدواليب غير مجنزرة، تتيح لها التحرك بسرعة، وبمدفع من عيار 105 ملم.
وبعد أربعة أشهر من ذلك، قدّمت باريس هذه المدرعات لتنتشر على خطوط الجبهة، إلّا أنّ تصفيحها الخفيف كشف نقاط ضعفها على خطوط التماس التي تتسم بكثافة القصف، وباستخدام قذائف المدفعية الروسية الثقيلة.
قائد اللواء 37 مشاة البحرية للقوات المسلحة الأوكرانية في مقابلة مع وكالة فرانس برس يقول إن الدبابات الفرنسية ذات العجلات الخفيفة AMX-10 RC التي تم تسليمها إلى أوكرانيا غير عملية في الهجوم بسبب درعها الرقيق، ونتيجة لانفجار قذيفة مدفعية 152 ملم بجانب هذه الدبابة، اخترقت الشظايا درع… pic.twitter.com/Qi7ZT6RK7f
— رؤى لدراسات الحرب (@Roaastudies) July 2, 2023
تصفيح المدرعة الخفيف أدّى إلى مقتل طاقمها
وكشف الضابط الأوكراني أنّه "في بعض الحالات، انفجرت قذائف من عيار 152 ملم على مقربةٍ من المدرعات الفرنسية، واخترقت شظاياها العربة"، مشيراً إلى أنّ ذلك أدّى، مرةً على الأقل، إلى مقتل طاقم المدرعة.
وأوضح أنّ قذيفةً انفجرت على مقربةٍ من العربة، حيث اخترقت الشظايا التصفيح، ما أدى لانفجار مخزون القذائف على متن المدرعة، مؤكّداً أن "طاقمها المؤلف من أربعة أشخاص كان في داخلها، وقضى جميع أفراده".
كما لفت إلى أنّ المدرعات الفرنسية تواجه كذلك صعوباتٍ في علبة تغيير السرعة، وقد يكون سببها استخدامها على طرق ترابية غير معبّدة، وفق الضابط الأوكراني، مما يعني أنّها غير مفيدة في بعض ساحات المعارك أصلاً.
ورأى أنّ إرسال هذه المدرعات إلى خطوط الجبهات الأولى "لكي تتعرض للتدمير"، هو غير ذي فائدة، لأنّ ذلك يشكّل "خطراً على الطاقم بالدرجة الأولى".
وكان الخبير العسكري الفرنسي، ميشال غويا، قد اعتبر في حديثٍ له لوكالة "فرانس برس"، في كانون ثاني/يناير الماضي، أنّ سرعة تحرك هذه المدرعات تجعلها تصلح لأداء دور خلفي على الجبهة، أو "الاستغلال بشكل سريع لاختراقات" تحققها القوات الهجومية.
وشدّد غويا على أنّ "آ أم أكس- 10 آر سي" ليست مجهزة "لتواجه دبابات الميدان المزودة بمدافع أكبر"، لافتاً إلى ضعف تصفيحها إزاء "كل الأسلحة الميدانية الحديثة المضادة للدبابات".
ووفقاً لموقع "أوريكس"، لرصد خسائر طرفي القتال على صعيد المعدات، استناداً إلى صور متاحة من أرض المعركة، تركت القوات الأوكرانية ثلاث مدرعات من هذا الطراز على الأقل في أرض المعركة، بعدما "باتت غير صالحة للاستخدام".
ووفق الجيش الفرنسي، فإنّ مدرعة "آ أم أكس-10 آر سي"، تزن 20 طناً، ويكفي تصفيحها للتصدي لأسلحة المشاة الخفيفة.
وتعمل القوات الفرنسية بشكل تدريجي على استبدال هذه المدرعة، والتي تعود إلى سبعينات القرن الماضي، بأخرى حديثة من طراز "جاغوار".
وأكّد القائد العسكري الأوكراني أنّ المدرعات الأميركية من طراز "أوشكوش"، والبريطانية من طراز "هاسكي"، والتي تمّ تزويد أوكرانيا بها كذلك، ملائمة أكثر، وذات فاعلية أكبر من الفرنسية، وهما المدرعتان التان تمّ تطويرهما بشكلٍ يتيح لهما تحمّل العبوات الناسفة والكمائن.