تقرير الخارجية الأميركية عن الانسحاب من أفغانستان: مميت وفوضوي
أصدرت وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، تقريرها الذي طال انتظاره بشأن مراجعة الحرب والانسحاب الأميركي من أفغانستان، والذي يلخّص نتائج القرارات التي أدّت إلى الانسحاب، وينتقد كلاً من إدارتي الرئيسين الأميركيين، السابق، دونالد ترامب، والحالي، جو بايدن.
واعتبر تقرير الخارجية الانسحاب الأميركي من أفغانستان "مميتاً وفوضوياً"، لافتاً إلى أنّه "تمّ بهذه الطريقة" بعد ما يقرب من عقدين من الوجود العسكري على الأرض.
وتتضمن النسخة غير السرية من التقرير، والتي تمّ إصدارها علناً بعد أكثر من عام من اكتمال مراجعة "90 يوماً للإخلاء"، نتائج حول الأسابيع الأخيرة المضطربة للوجود الأميركي في أفغانستان، إضافة إلى عدد من "التوصيات التي جاءت بهدف التحسين".
يجدر الذكر بأنّ تقرير وزارة الخارجية ذكر أنّ قرارات كل من ترامب وبايدن بإنهاء المهمة العسكرية الأميركية في أفغانستان، كانت "لها عواقب وخيمة على قدرة الحكومة الأفغانية وأمنها".
وأكّد التقرير أنّ هذه القرارات خارجة عن نطاق هذه المراجعة، لكنّ فريق "مراجعة ما بعد العمل"، والذي عكف على إعداد التقرير، وجد أنّه خلال الإدارتين لم يكن هناك اعتبار كافٍ على مستوى رفيع لسيناريوهات أسوأ الحالات، ومدى السرعة التي يمكن أن تتبعها.
ودعا التقرير إلى الالتفات إلى أنّ انهيار كابول ترك الإجلاء الأميركي "في أيدي الدبلوماسيين الذين لم يقضوا في بعض الحالات في أفغانستان سوى بضعة أيام أو أسابيع".
اقرأ أيضاً: "طالبان" تستحوذ على أسلحة ومعدات عسكرية أميركية بقيمة 7.2 مليارات دولار
كما أشار إلى أنّ احتمال انسحاب جميع القوات العسكرية الأميركية، والذي بدأ تنفيذه في ظل إدارة ترامب، "يمثّل تحدياً هائلاً"، لوزارة الخارجية الأميركية، وأنّه عندما غادرت إدارة ترامب البيت الأبيض والمؤسسات السيادية الأميركية، ظلّت الأسئلة الرئيسية بلا إجابات حول كيفية قيام الولايات المتحدة بذلك.
ووجد التقرير أنّه بمجرد أنّ قرّر بايدن، في نيسان/أبريل 2021، المضي قدماً في الانسحاب الكامل، مع موعدٍ نهائي وضعه هو 11 أيلول/سبتمبر 2021، فإنّ السرعة اللاحقة لجلاء الجيش الأميركي عن أفغانستان، "ضاعفت من الصعوبات التي واجهتها الإدارة في التخفيف من خسارة عوامل التمكين الرئيسية للجيش".
وشدّد التقرير على أنّ قرار تسليم قاعدة "باغرام" الجوية الأميركية للحكومة الأفغانية، جعل من مطار كابول الدولي السبيل الوحيد لعملية إخلاء محتملة لغير المقاتلين، مما عرّض الإدارة الأميركية لأكبر قدر من الانتقادات، حيث تُرك آلاف الأفغان الذين خدموا إلى جانب القوات الأميركية، وكافح أولئك الموجودون على الأرض في ظروف محفوفة بالمخاطر لمحاولة الوصول إلى المطار والخروج قبل انتهاء جهود الإجلاء التي تقودها الحكومة.