وفاة شاب في فرنسا خلال التظاهرات.. ونشر 45 ألف شرطي في كل البلاد

موفد الميادين يفيد باندلاع احتجاجات ومواجهات في مدينة ليون الفرنسية، والشرطة الفرنسية تستخدم الغازات المسيلة للدموع.
  • وزير الداخلية الفرنسي: سيتم نشر 45 ألف شرطي بهدف حفظ الأمن واحتواء الاضطرابات الليلية

توفي شاب عشريني، بعد ظهر الجمعة، في شمال غرب فرنسا متأثّراً بإصابته بجروح في إثر سقوطه فجراً من على سطح متجر خلال أعمال شغب تشهدها البلاد احتجاجاً على مقتل الشاب نائل مرزوق برصاص الشرطة، بحسب ما أفادت مصادر متطابقة.

وتتواصل الاحتجاجات وأعمال العنف في مدن فرنسية عديدة بين الشرطة والمحتجين. وأفاد موفد الميادين بوقوع أعمال عنف وإضرام نيران في وسط مدينة مرسيليا جنوب فرنسا.

وقال مصدر في الشرطة لوكالة "فرانس برس" إنّ الشاب الذي توفي اليوم سقط من سطح سوبرماركت في بوتي كيفيييه بضاحية روان في منطقة سين-ماريتيم "خلال عملية نهب".

لكنّ مكتب المدّعي العامّ في روان، قال إنّ هذا المتجر "لم يتعرّض لهجوم من قبل مثيري الشغب خلال هذه الوقائع".

وقالت مديرية الأمن في المنطقة في بيان إنّه قرابة الساعة الخامسة صعد الشاب برفقة شاب آخر إلى سطح مركز تجاري يضمّ عدداً من المتاجر المغلقة.

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

وأضافت أنّه وقع من السطح وأصيب بجروح خطرة نقل على أثرها إلى المستشفى.

وأعلن فريديريك تييه، المدّعي العام في روان، أنّ الشاب فارق الحياة متأثّراً بإصابته.

وقال المدّعي العام في بيان إنّ "الشاب الثاني الذي تمّ القبض عليه أوضح أنّهما صعدا إلى السطح قرابة الساعة الخامسة صباحاً في محاولة لدخول المتجر لاستعادة شيء تركاه في الداخل (ولم تتّضح ماهيته في الحال)".

وبالتزامن، أفاد موفد الميادين باندلاع احتجاجات ومواجهات في مدينة ليون الفرنسية هذا المساء، والشرطة الفرنسية استخدمت الغازات المسيلة للدموع.

كما اندلعت مواجهات بين محتجين والشرطة الفرنسية في ساحة كونكورد وسط باريس.

وقالت وسائل إعلام فرنسية بأن محتجين قاموا بالسطو على مستودع أسلحة في شارع دوبان بمرسيليا.

وبحسب موفد الميادين فإن المواجهات مستمرة ولا سيما في مدينة مارسيليا، والصحافيون اضطروا إلى مغادرة المنطقة خوفاً من أعمال العنف.

وقال إن هناك جرحى من الشرطة خلال مواجهات في مدينة ليون وتسجيل عشرات الاعتقالات، مضيفاً أن هناك تخوّفاً من أعمال شغب ومواجهات في أحياء أخرى من باريس تزامناً مع تشييع الضحية نائل غداً.

وأصدرت نقابات الشرطة بياناً شديد اللهجة، طالبت فيه بالتوقّف عن الاكتفاء بمطالبة من ينزل إلى الشارع بالهدوء.

من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية نشر 45 ألف شرطي في كل فرنسا، تحسّباً لمواجهة أعمال عنف متوقّعة هذه الليلة.

وفي التفاصيل، قال وزير داخلية فرنسا، جيرالد دارمانين، إن بلاده ستقاضي كل من لجأ إلى العنف في البلاد، قائلاً: "سنتخذ جميع الإجراءات اللازمة إذا وجدنا أن مواقع التواصل الاجتماعي لا تحترم قانون الجمهورية".

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

بدوره، دعا  زعيم حزب فرنسا غير الخاضعة، جان لوك ميلونشون، لعدم المساس بالمدارس و الأندية والمكتبات.

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

وشهدت مدينة روان ليل الخميس-الجمعة، أعمال شغب تخلّلها قيام نحو ثلاثين شخصاً بإلقاء مقذوفات على الشرطة وإضرام النار في حاويات قمامة وتخريب مواقف لحافلات النقل المشترك.

وفي وقت سابق، أغلقت روضة أطفال في المدينة بعدما أتى حريق على عدد من قاعاتها.

وعلّق الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على المواجهات المستمرة بين المحتجين والشرطة في مختلف المدن الفرنسية، قائلاً: "قرّرنا اتخاذ المزيد من الإجراءات لحماية الممتلكات والمواطنين".

وأوضح أنه "سيتمّ نشر قوات أمنية إضافية للسيطرة على أعمال الشغب والاضطرابات التي تشهدها أنحاء مختلفة من فرنسا".

وكان الرئيس الفرنسي قد ندّد في وقت سابق، بـ"أعمال عنف غير مبررة طالت المؤسسات والجمهورية" في اجتماع خلية أزمة وزارية دعاها إلى الانعقاد في وزارة الداخلية.

فيما دعت رئيسة الوزراء إليزابيث بورن، خلال جولة قرب العاصمة باريس، إلى تجنّب "أي تصعيد"، معتبرةً أنّ "القضاء يؤدي وظيفته".

وشهدت منطقة الشاتليه، وسط العاصمة الفرنسية، أعمال شغب كبيرة اليوم، إذ تمّ تحطيم واجهات المحال. وقد شاغل أكثر من 100 شاب قوات الأمن التي اعتقلت بعضهم.

وتمدّدت الاحتجاجات في فرنسا إلى مرسيليا ومونبيليه ورين، وشهدت عدة مدن فرنسية مواجهات عنيفة بين الشرطة والمحتجين. وانتشرت مشاهد على مواقع التواصل الاجتماعي تُظهر إحراق المالية العامة في مدينة مونبلييه جنوبي فرنسا.

من جهة أخرى، وُجِّهت أمس الخميس تهمة "القتل العمد"  إلى الشرطي الذي أطلق النار على الفتى نائل مرزوق (17 عاماً)، الذي قتل برصاصة في صدره، ووُضع الشرطي في التوقيف الاحتياطي، وفقاً للنيابة.  وأثار قتل الفتى قرب باريس أعمال عنف  مستمرة حتى اللحظة.

ورأت مجلة "سبكتاتور" البريطانية أنّ "ما كشفته وفاة نائل هو الانقسام العميق والمرير في فرنسا".

وسجّل عدد الموقوفين في فرنسا مستوى قياسياً جديداً ببلوغه 73699 شخصاً بحلول الأول من حزيران/يونيو، بزيادة أكثر من 500 عن الشهر السابق، وفق أرقام نشرتها وزارة العدل الجمعة.

وهي المرة الثالثة خلال عام 2023 يبلغ عدد الموقوفين رقماً قياسياً بعد الأول من نيسان/أبريل والأول من أيار/مايو، والخامسة منذ تشرين الثاني/نوفمبر.

وكان عدد الموقوفين في الأول من أيار/مايو بلغ 73162 شخصاً.

وأدى الاكتظاظ المزمن لمراكز التوقيف والسجون الى إدانة فرنسا أمام محكمة حقوق الإنسان الأوروبية في كانون الثاني/يناير 2020.

ووصلت الكثافة الإجمالية في السجون حالياً إلى 121.7 في المئة، مقارنة مع 118.1 في المئة قبل عام.

وسجّلت نسبة الإشغال في مراكز التوقيف حيث يودع الأشخاص الذين ينتظرون المحاكمة، وبالتالي يتمتعون بقرينة البراءة، أو الذين صدرت بحقهم أحكام سجنية قصيرة، إلى 144.6 في المئة.

وبلغت النسبة الضعف (200 في المئة) على الأقل في عشرة من هذه المراكز.

ويضطر 2336 موقوفاً إلى النوم على فراش على الأرض بسبب الاكتظاظ.

ووصل عدد الموقوفين الذين ينتظرون صدور أحكام بحقهم إلى 19919 شخصاً.

المصدر: الميادين نت+وكالات