لافروف: استخدام المنشآت المدنية لأغراض عسكرية يعتبر جريمة حرب

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يقول إن حقيقة استخدام أماكن مدنية لأغراض عسكرية يعد جريمة حرب من قبل أوكرانيا، ويؤكد أنّ روسيا تخرج دائماً أكثر قوة بعد المغامرات الفاشلة، وذلك بعد تمرد مجموعة "فاغنر".
  • وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يجيب على أسئلة الصحافيين عبر الفيديو (أ ف ب)

أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الجمعة، أن القوات الروسية ستدمّر الأماكن التي يتجمّع فيها العسكريون الأوكرانيون والمرتزقة الغربيون، وأن حقيقة استخدام أماكن مدنية لمثل هذه الأغراض يعد جريمة حرب من قبل أوكرانيا.

وقال لافروف للصحافيين: "حقيقة أن أوكرانيا تستخدم منشآت مدنية لإجراء اجتماعات مختلفة مع المرتزقة والجنرالات والمدربين الغربيين، مع عسكرييها، هذا ذنب أوكرانيا. إذا اكتشفنا مثل هذه التجمعات كتلك التي حدثت قبل أيام في كراماتورسك، فسنقوم بسحقها، لأن هؤلاء هم الأشخاص الذين أعلنوا الحرب علينا. ولكن حقيقة أن الأوكرانيين يستخدمون البنية التحتية المدنية باستمرار وبشكل منتظم لنشر أسلحتهم الثقيلة، فإنني سأطلب من دول "الناتو" التي تدرب الأوكرانيين الانتباه لذلك". 

هذا، وتواصل القوات الأوكرانية، استخدام الأحياء السكنية والمنشآت المدنية، أو استهدافها واستهداف البنى التحتية في مناطق ومدن جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الشعبيتين ومقاطعتي زابوروجيا وخيرسون؛ وأكد لافروف، أن استخدام المنشآت المدنية لأغراض عسكرية يعتبر جريمة حرب.

التصريحات المعلنة بأن روسيا ستفجر محطة زاباروجيا هي محض أكاذيب

وشدد وزير الخارجية الروسي على أن التصريحات التي تفيد بأن روسيا "ستفجر" محطة زاباروجيا للطاقة النووية، هي محض أكاذيب.

وقال لافروف: "ما يقولونه هو، كما لو أننا، سنفجر أنفسنا بأنفسنا، أثناء وجودنا في منشأة نووية، وهل، هنا، توجد ضرورة للتعليق على ذلك! هذا ببساطة، كذب محض".

وكان فلاديمير زيلينسكي، قد زعم في وقت سابق، خلال مقابلة مع قناة "أن بي سي نيوز" الأميركية، بأن روسيا تريد تقويض محطة "زاباروجيا" للطاقة النووية، لأنها غير مهتمة بالأمن في أوكرانيا.

وعلّق المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، على تصريح زيلينسكي، بأن هذه كانت كذبة أخرى.

وأعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، في وقت سابق أن موسكو وزّعت على مجلس الأمن وثيقة، أكدت فيها أنها لا تخطط لأي تفجير في محطة "زاباروجيا" للطاقة النووية، كما دعت فيها الأمين العام للأمم المتحدة إلى إجبار كييف على الامتناع عن الاستفزازات المتعلقة بمحطة زاباروجيا للطاقة النووية؛ وأشار المندوب إلى أن روسيا تأمل في ألا يسمح رعاة كييف الغربيون، بإحداث كارثة، في المحطة، مطالباً بوقف التصريحات المتزايدة لقادة نظام كييف المصابين بجنون العظمة، المتعلقة بنية روسيا في تفجير هذه المحطة.

ولفت نيبينزيا، إلى أن بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بقيادة المدير العام، رافائيل غروسي، الذي زار المحطة في حزيران/يونيو، "رغم كل العراقيل من أوكرانيا"، تثبت سخافة مثل هذه التصريحات.

روسيا تخرج دائماً أكثر قوة بعد المغامرات الفاشلة

وصف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، تمرّد نهاية الأسبوع الذي قاده قائد مجموعة "فاغنر" للمرتزقة، يفغيني بريغوجين، بأنه "مغامرة فاشلة".

وفي حديثه لوسائل إعلام أجنبية عبر رابط فيديو من موسكو، قال لافروف، اليوم الجمعة، إنّ "روسيا تصبح دائماً أقوى، وأكثر فعالية بعد كل مغامرة فاشلة".   

وأضاف أنّ "روسيا لا يتعيّن عليها شرح أي شيء لأي أحد"، بعد توجيه الصحافيين له أسئلة عمّا إذا كانت روسيا مستقرة في أعقاب تمرّد بريغوجين.

وعن مستقبل مجموعة "فاغنر المسلحة" في أفريقيا، أوضح لافروف أنّ هذا الأمر "يعتمد على الدول المعنية"، في وقت يتزايد الضغط الغربي على المجموعة بعد تنفيذها تمرداً لم يدم سوى لوقت قصير في روسيا. 

وذكر أنّ "مصير هذه الترتيبات بين الدول الأفريقية ومجموعة فاغنر هو أولاً، وقبل كل شيء مسألة تخص حكومات الدول المعنية ما إذا كانت ستواصل هذا النوع من التعاون أم لا".

من جهتها، قالت جمهورية أفريقيا الوسطى، الدولة الأفريقية الرئيسية التي تنشط فيها "فاغنر"، الاثنين الماضي، إنّ "روسيا ستواصل حضورها في البلد سواء بواسطة المجموعة المسلحة الخاصة أو بصيغة مغايرة". 

من جانبها، دعت فرنسا، الأربعاء الماضي، جميع الدول المعنية إلى النأي بنفسها عن "فاغنر"، وقالت إنها "مستعدة لفرض عقوبات إضافية".

بدورها، أعلنت واشنطن عن عقوبات جديدة تطال "فاغنر"، خصوصاً على خلفية نشاطها في جمهورية أفريقيا الوسطى.

وكان الرئيس بوتين قد وصف حالة التمرّد التي قادها رئيس "فاغنر" وأحد أبرز مستشاريه ومعاونيه سابقاً، بأنها "حالة خيانة وطعنة في الظهر لروسيا".

وأمّنت وساطة الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، بعد  محادثاتٍ هاتفية مع رئيس "فاغنر"، بريغوجين، بالاتفاق مع الرئيس بوتين، إلى خروج بريغوجين من روسيا إلى بيلاروسيا، وفق ما أعلنت الرئاسة البيلاروسية، حيث وافق بريغوجين على اقتراح لوكاشينكو وقف تمرّد "فاغنر" في روسيا، وإعادة المقاتلين إلى قواعدهم، واتخاذ خطواتٍ لتهدئة التوترات.

اقرأ أيضاً: "طبخة بريغوجين الأخيرة".. كيف نجحت موسكو في إفشال تمرد "فاغنر"؟

الصادرات الزراعية يمكن أن تصل إلى 50 مليون طن هذا العام

وفي سياق آخر، تناول لافروف "اتفاقية الحبوب"، التي وقّعتها روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة وتركيا في إسطنبول في 22 تموز/يوليو 2022، بشأن تصدير الحبوب الأوكرانية العالقة، واعتبر أنّ "الصادرات الروسية من المنتجات الزراعية لن تتأثر في حال تمّ إنهاء اتفاقية الحبوب".

وقال لافروف: "تصديرنا للأسمدة والغذاء مستمر. ونحن نوفّر عمليات ذات صلة، بتجاوز كل الطرق الجغرافية والعقبات التكنولوجية الأخرى التي أنشأها الغرب".

وفي هذا الشأن توقّع لافروف أنّ "الصادرات الزراعية لهذا العام يمكن أن تصل إلى نحو 50 مليون طن"، وأنّ "شركاء روسيا لن يتضرّروا".

ومن المقرر أن تنتهي اتفاقية الحبوب في 18 تموز/يوليو الجاري، بعد أن تمّ تمديد الاتفاقية عدة مرات.

وفي أيار/مايو الماضي، قال مصدر مطلع، لوكالة "سبوتنيك" الروسية إنّ "تمديد صفقة الحبوب لا يعني التغلب على المخاطر"؛ مشيراً إلى أنّ "روسيا أبدت  حسن النية بعد عملية مفاوضات صعبة"، وأنّ "القضية تمّ حلها ونحن نتفهم ونقدر لفتة النية الحسنة التي أظهرها الجانب الروسي".

ووافقت روسيا في 13 آذار/مارس الماضي، على تمديد اتفاقية الحبوب 60 يوماً فقط.

المصدر: الميادين نت + وكالات