تقرير: كيف تؤثر العنصرية على آلة الحرب الأميركية؟
تحدث موقع "Scheer Post" الأميركي، اليوم الجمعة، عن مخاطر تأثر المجتمع الأميركي بالعنصرية الفردية والهيكلية، قائلةً إن أوجه عدم المساواة والظلم العرقي تظهر بشكل مؤلم في السياقات المحلية.
وجاء في تقرير نشره الموقع، أنه خلال الثلاث سنوات التي أعقبت مقتل الأميركي جورج فلويد على يد رجال الشرطة، تطور النقاش الوطني حول العنصرية المنهجية إلى أبعد من التركيز على إنفاذ القانون، وأصبح يتناول تقييم مجموعة من الوظائف الحكومية الأخرى.
ولفت التقرير إلى أن النقاش الوطني لم يصل إلى الحديث عن العنصرية كفاعل في التدخلات العسكرية الأميركية الخارجية.
وبحسب التقرير، فإن الولايات المتحدة لا تهاجم دولة لأن سكانها من أصحاب البشرة الملوّنة.
وأضاف: "لكن عندما يعيش هؤلاء هناك، يكون من الأسهل سياسياً على قادة الولايات المتحدة إخضاعهم للحرب، بسبب العنصرية المؤسسية والتحيزات اللاواعية الشائعة في الولايات المتحدة".
وتظهر أوجه عدم المساواة والظلم العرقي بشكل مؤلم في السياقات المحلية، وفقاً للتقرير، من الشرطة والمحاكم إلى الهيئات التشريعية والنظم المالية والهياكل الاقتصادية.
ولفت الموقع إلى أن الأمة المتضررة بشدة من العنصرية الفردية والهيكلية في الداخل قادرة على التأثر بهذه العنصرية في نهجها تجاه الحرب، قائلاً إن التعاطف، في كثير من الأحيان، "ينحرف بسبب العرق، عرق من يقتل الجنود أو السياسيين الأميركيين".
وبحسب التقرير، يدرك العديد من الأميركيين أن العنصرية لها نفوذ كبير على مجتمعهم والعديد من مؤسساته.
ومع ذلك، فإن النقاشات السياسية الواسعة والتغطية الإعلامية المكرسة للسياسة الخارجية الأميركية والشؤون العسكرية نادراً ما تذكر حقيقة أن مئات الآلاف من المدنيين الذين قتلوا مباشرة في "حرب أميركا على الإرهاب" كانوا بالكامل تقريباً أناساً من ذوي البشرة الملوّنة.
هذا الأمر، وفقاً للموقع الأميركي، ظهر عند بداية الحرب في أوكرانيا، عندما ذكرت الناقدة التلفزيونية في "لوس أنجلوس تايمز" لورين آلي، أن التغطية الإعلامية تضمنت تقارير تفيد بأن ضحايا الحرب "لديهم عيون زرقاء وشعر أشقر ويشبهوننا".
فإذاً التعاطف الذي ظهر مع الأوكرانيين بيّن أن التعاطف مع المدنيين بشكل عام، ضحايا الحروب، ينحرف بالنظرة الى عرق من يُقتل، بحسب الموقع.
وجاء في التقرير أيضاً أن الاختلافات العرقية والثقافية والدينية جعلت من السهل جداً على معظم الأميركيين التفكير في ضحايا الحرب الأميركية في العراق وأفغانستان وسوريا وليبيا وأماكن أخرى على أنهم "الآخرون".
ومن المرجح، بحسب الموقع، أن يُنظر إلى معاناتهم على أنها مجرد مؤسفة أو غير مهمة بدلاً من أن تكون "ممزقة للقلب أو غير مقبولة".