مسؤول إيراني: هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق بشأن رفع جزئي للعقوبات
أشار القائم بالأعمال في السفارة الإيرانية في لندن، مهدي حسيني متين، اليوم الخميس، إلى عملية المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، متحدثاً عن إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن الرفع الجزئي للعقوبات وتبادل للسجناء.
ويوم أمس، أفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، بأنّ الإدارة الأميركية "تريد إعادة المباحثات مع الجمهورية الإسلامية، وتسعى لفتح حوار معها من خلال وسطاء".
وكان موقع "أكسيوس" الأميركي أفاد بأنّ بريت ماكغورك، كبير مستشاري الرئيس الأميركي، جو بايدن، في الشرق الأوسط، قام برحلة شبه سرّية إلى سلطنة عمان، في أيار/مايو الماضي، لإجراء محادثات بشأن التواصل الدبلوماسي المحتمل مع إيران.
وبحسب الموقع، فإن القضية الرئيسية التي نوقشت هي دفعة دبلوماسية جديدة بشأن برنامج إيران النووي بوساطة عمانية، فيما قال مسؤول إسرائيلي إنّ "العمانيين يجرون محادثات غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران".
وفي وقت سابق، أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني وكبير المفاوضين بشأن البرنامج النووي، علي باقري كني، لقاءه ممثلين من فرنسا وألمانيا وبريطانيا في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، لبحث "عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك".
وأكّدت وزارة الخارجية الإيرانية أنّ "الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تترك أبداً طاولة المباحثات النووية، ولطالما أظهرت استعدادها الجاد للحوار".
ومنذ نيسان/أبريل 2021، خاضت إيران والقوى الغربية مباحثات تهدف إلى إحياء الاتفاق، شاركت فيها الولايات المتحدة بصورة غير مباشرة. وعلى رغم تحقيق تقدّم في هذه المباحثات، فإنها لم تبلغ مرحلة التفاهم من أجل إعادة تفعيل الاتفاق.
وأبرمت إيران مع قوى كبرى (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين، ألمانيا) اتفاقاً بشأن برنامجها النووي أتاح رفع عقوبات عنها في مقابل خفض أنشطتها وضمان سلمية برنامجها، لكن الولايات المتحدة انسحبت منه عام 2018، وأعادت فرض عقوبات على إيران.
وبدأت إيران وأطراف الاتفاق، بتنسيق من الاتحاد الأوروبي ومشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات لإحيائه في نيسان/أبريل 2021. وتعثّر التفاوض مطلع أيلول/سبتمبر 2022، مع اعتبار الأطراف الغربيين أن الرد الإيراني على مسودة تفاهم كان "غير بنّاء".
يذكر أن تقرير في موقع "رسبونسيبل ستايتكرافت" الأميركي، للكاتبة آشلي مونتغومري، بعنوان "حتى وزارة الخزانة الأميركية تعترف بأن العقوبات لا تعمل"، تحدث عن المشكلات التي تعترض طريق نجاح الحرب الاقتصادية التي تقودها واشنطن، متسائلة عما إذا كانت الأخيرة تعلم بأنّها لا تحقق أهداف سياستها الخارجية في أي مكان.
وتعتمد الولايات المتحدة استراتيجية عقوبات متشابهة ضد إيران وكوريا الشمالية وفنزويلا والصومال وكوبا وسوريا وغيرها، وأدّت، في معظم الأحيان، إلى النتائج الكارثية نفسها على المدنيين.
وتُعَدّ إيران أحدث مثال على أنّ العقوبات نادراً ما تحقق أهدافها المعلنة، وإن كانت تنجح باستمرار في التسبب بمعاناة جماعية للمدنيين.