استنكار واسع بعد إحراق نسخة من المصحف في السويد: فعل مخزٍ يستفز المسلمين
دانت إيران، صباح اليوم الخميس، الإساءة إلى القرآن الكريم في السويد. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، إنّ "تكرار انتهاك حرمة المقدسات الإلهية، وتزامنها مع الأيام المقدسة للأمة الإسلامية، هو إجراءٌ استفزازي وغيرُ مدروس وغير مقبول".
وأشار كنعاني إلى أنّ "الإساءة إلى الكتب السماوية هو مصداق للعدوانية ونشر الكراهية، ويتعارض مع القيم الأصيلة لحقوق الإنسان".
وقال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إن السماح بإهانة المقدسات الدينية والقرآن الكريم أمر غير مقبول من جانب السويد تحت أي مبرر.
وأضاف أن اعتبار هذه التصرفات في إطار الحرية أو الديمقراطية سيشجع الإرهاب والتطرف وله تداعيات على الغرب.
واستدعت الخارجية الإيرانية، القائم بالأعمال السويدي احتجاجاً على سماح حكومة السويد للمتطرفين بإهانة المقدسات والقرآن الكريم.
وأمس الأربعاء، استنكرت جهات دولية عديدة تصرفات السلطات السويدية وسماحها بإحراق نسخة من المصحف الشريف.
سوريا: السويد لا تستطيع تبرير جريمتها
بدورها، أدانت الجمهورية العربية السورية "بأشد العبارات، العمل المشين بالتطاول على القرآن الكريم، صبيحة أقدس الأيام عند ملايين المسلمين، من قبل أحد المتطرفين بإذن وموافقة الحكومة السويدية".
ونقل مصدر عن الخارجية السورية قوله "إنّ هذه الجريمة، عدا عن كونها تمس مشاعر ملايين المسلمين وتتناقض مع مشاعر المحبة والاحترام بين الأديان، فإنها توضح بشكل لا لُبس فيه المستوى الأخلاقي الذي انحدرت إليه الحكومات الغربية، والنفاق وكذب القيم التي تدعيها، والتي لم يصل إليها أعتى الجماعات تطرفاً وبعداً عن القيم الإنسانية والروحية.
كما تابعت أنه يجب على حكومات الغرب "التي تعاني من عقدة التفوق الحضاري، التوقف عن نشر وتأجيج مشاعر الكراهية بين الشعوب".
وأضافت: "تعلم بأن حرية البعض، تتوقف عند حدود حرية الآخرين، واحترام مشاعرهم، وبالتالي فإنها لا تستطيع بأي شكل من الأشكال تبرير جريمتها بالاعتداء على القرآن الكريم".
من جهته، قال مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان إن الأعمال التي يقوم بها بعض الكارهين للإسلام تنم عن نوايا خبيثة لإشعال الفتنة.
ودعت وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة في حكومة صنعاء لاتخاذ مواقف شجاعة بمقاطعة السويد والمطالبة بمحاكمة مرتكبي هذه الجريمة.
ودعت تونس، المجموعة الدولية للتدخل العاجل من أجل وضع حد لتصاعد حوادث إحراق المصحف الشريف وتنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا.
مصر: إحراق نسخة من المصحف الشريف فعل مخزٍ
وأعربت مصر عن بالغ قلقها إزاء تكرار حوادث إحراق نسخة من المصحف الشريف، وتصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا وجرائم ازدراء الأديان مؤخراً في بعض الدول الأوروبية.
ودانت وزارة الخارجية المصرية إحراق نسخة من المصحف الشريف في السويد، مشددةً على مسؤولية الدول في منع دعوات التحريض.
وأكّدت الوزارة "رفضها التام لكل الممارسات البغيضة التي تمسّ الثوابت والمعتقدات الدينية للمسلمين".
الأزهر يدعو إلى مقاطعة المنتجات السويدية
بدوره، دعا الأزهر الشريف في مصر كل الشعوب الإسلامية والعربية و"أصحاب الضمير الحي" إلى تجديد مقاطعة المنتجات السويدية.
وقال الأزهر في بيان إنّ دعوة مقاطعة البضائع السويدية تأتي "نصرة للمصحف الشريف كتاب الله المقدس، وذلك بعد تكرار الانتهاكات غير المقبولة والاستفزازات الدائمة لجموع المسلمين حول العالم تحت لافتة حرية الرأي والتعبير الزائفة".
ودعا الأزهر حكومات الدول الإسلامية والعربية إلى اتخاذ مواقف جادة وموحدة تجاه تلك الانتهاكات التي لا يمكن قبولها بأيّ حالٍ من الأحوال، والتي تحمل إجراماً وتطرفاً تجاه المقدسات الإسلامية.
وشدد البيان على أنّ "سماح السلطات السويدية للإرهابيين المتطرفين بإحراق المصحف وتمزيقه في عيد المسلمين هو دعوة صريحة للعداء والعنف وإشعال الفتن".
وفي وقتٍ سابق أمس، قال العالم الأزهري مندور منصور للميادين إنّ إحراق المصحف الشريف يدلّ على الحقد الدفين والكراهية والعنصرية.
وأضاف منصور: "علينا ألا ننحدر إلى أخلاق هؤلاء وننجر إلى ما يريدونه"، داعياً إلى "مقاطعة المنتجات السويدية".
العراق: إحراق نسخة من المصحف فعل مليء بالكراهية
أعربت الحكومة العراقية عن شجبها واستنكارها الشديدين لإحراق نسخة من المصحف الشريف، مبينةً أنّ هذا الأمر مليء بالكراهية والتحدي للقيم الإنسانية التي تحثّ على احترام الديانات والمقدسات.
وقالت الحكومة العراقية في بيانٍ لها: "تُعرب الحكومة العراقية عن شجبها واستنكارها الشديدين لما قام به بعض مرضى النفوس من إحراق نسخ من المصحف الشريف بصورةٍ مُتكررة من بعض أصحاب العقول والأنفس المريضة والمتطرفة، بشكلٍ علني مليء بالكراهية والتحدي لكلّ القيم الفاضلة والإنسانية التي تحثّ على احترام الديانات والكتب المقدسة".
ووصف البيان العمل بـ "الشنيع"، مؤكداً أنّ هذه الأعمال تنمّ عن روح عدوانية كريهة لا تمت إلى حرية التعبير بصلة، بل هو عمل من أعمال العنصرية والتحريض على العنف والكراهية".
المغرب يستدعي سفيره لدى السويد
بدوره، أعلن المغرب استدعاء سفيره لدى السويد للتشاور، على خلفية إحراق متظاهر نسخة من المصحف الشريف في ستوكهولم، مضيفاً أنّه استدعى القائم بالأعمال السويدي للتعبير عن إدانة المملكة بشدّة لهذا "الاعتداء ورفضها لهذا الفعل غير المقبول".
وقالت وزارة الشؤون الخارجية المغربية في بيان: "في مواجهة هذه الاستفزازات المتكررة التي ارتكبت تحت أنظار ورضا الحكومة السويدية، تمّ استدعاء القائم بأعمال السويد لدى الرباط".
وأضاف البيان أنّه تمّ استدعاء سفير الملك المغربي في السويد إلى المملكة للتشاور لأجل غير مسمى.
كذلك، استعدت وزارة الخارجية الأردنية السفيرة السويدية احتجاجاً على حرق نسخة من المصحف الشريف.
وفي خطوة مماثلة، استدعت سفيرة السويد لدى دولة الإمارات، للاحتجاج على سماح حكومة بلادها لمتطرفين بحرق نسخة من المصحف الشريف في ستوكهولم.
من جهته، استنكر حزب جبهة التحرير الوطني في الجزائر عن بالغ "العمل الشنيع الذي أقدم عليه متطرف سويدي بحرق نسخة من المصحف الشريف في يوم عظيم للأمة الإسلامية".
وأضاف أن "هذا العمل الشنيع الذي يهدف إلى نشر الكراهية، والسكوت عنها والسماح لهذه الأعمال المعادية للإسلام بحجة حرية التعبير أمر لا يمكن قبوله، وإن غض الطرف عن مثل هذه الأعمال الشنيعة يعني التواطؤ معها".
وأدان حزب جبهة التحرير الوطني "تكرار هذه الأفعال واستمرار حالات الكراهية وانتشار الاسلاموفوبيا في أوروبا، لا سيما دولة السويد، ولا يمكن التسامح مع هذه السلوكيات المدمرة للإرهابيين المعادين للإسلام ولكراهية الأجانب".
وفي تغريدة في تويتر، قال ناطق حركة أنصار الله محمد عبد السلام إن "تكرار حرق القرآن الكريم في السويد بغطاء رسمي أمر مدان بشدة ومرفوض، وهو يكلف الدول الإسلامية مخاطبة سلطات السويد بموقف موحد أن تكف عن منح التراخيص لمثل تلك الأعمال المشينة والمدانة وغير المبررة".
وأمس الأربعاء، أعلنت الشرطة السويدية تصريحها بتنظيم تظاهرة يخطط منظّموها لإحراق نسخة من المصحف الشريف خارج مسجد ستوكهولم الكبير، تزامناً مع عيد الأضحى.
وأفادت الشرطة في قرارها بأنّ "طبيعة المخاطر الأمنية المرتبطة بإحراق المصحف لا تبرر بموجب القوانين الحالية رفض الطلب".
وكتب مقدّم الطلب سلوان موميكا (37 عاماً)، في الطلب الذي تلقّت "فرانس برس" نسخة منه: "أريد التظاهر أمام المسجد الكبير في ستوكهولم، وأريد التعبير عن رأيي حيال القرآن.. سأمزّق المصحف وأحرقه".
وجاء الضوء الأخضر لهذه التظاهرة بعد أسبوعين على رفض محكمة استئناف سويدية قراراً للشرطة برفض منح تصاريح لتظاهرتين في ستوكهولم كان المصحف سيحرق خلالهما.
وكانت الشرطة السويدية قد سمحت لرئيس حزب الخط الدنماركي المتطرف راسموس بالودان بتنظيم تظاهرة، وهو ناشط سويدي دنماركي سبق أن أدين بالعنصرية.
وتسبب بالودان باندلاع أعمال شغب في السويد عندما قام بجولة في أنحاء البلاد وأحرق علناً نسخاً من المصحف.
وانتقد سياسيون سويديون إحراق نسخ من المصحف. وأفادت الشرطة بأنّ تظاهرة كانون الثاني/يناير جعلت السويد "هدفاً للهجمات".