كيف تساعد دول "البريكس" في تحديد نظام عالمي جديد؟
ذكرت مجلة "The Nation" الأميركية، أمس الثلاثاء، أنّ مجموعة "البريكس" تستعدّ للانتقال إلى دور أقوى بكثير في الشؤون العالمية.
وذكرت المجلة أنّ مجموعة "البريكس" حافظت على مكانة منخفضة بشكل عام على الساحة العالمية منذ تأسيسها في أعقاب الأزمة المالية العالمية، لكن في العام الماضي، تجاوز الناتج الاقتصادي المشترك لأعضاء المجموعة الخمسة للمرة الأولى ناتج مجموعة السبع التي تقودها الولايات المتحدة.
وأضافت المجلة أنّ هذا العام تستعد مجموعة البريكس للانتقال إلى دور أقوى بكثير في الشؤون العالمية، إذ يبدو أنّ 13 دولة أخرى مهمة من جنوب الكرة الأرضية، بما في ذلك السعودية وإيران، قد يتم قبولها في المجموعة في قمتها المقبلة المقرر عقدها في أواخر آب/أغسطس في جنوب أفريقيا.
وبحسب قولها، "تسلّط الحيوية الحالية لمجموعة البريكس الضوء بشكل صارخ على فشل مساعي واشنطن لخنق روسيا اقتصادياً وسياسياً".
وأشارت إلى أنّ "الهيمنة التي مارستها حفنة من الدول الغربية على الشؤون العالمية لأكثر من 500 عام تفسح المجال الآن لعالم مختلف تماماً فيه هيمنة أقل للعرق الأبيض"، وفق المجلة.
ولفتت إلى أنّ هناك 3 تطورات رئيسية تكمن وراء النمو الحالي للمجموعة، الأول هو "الغضب الذي شعرت به دول الجنوب العالمي من الطريقة التي احتكرت بها الدول الغربية الوصول إلى الإمدادات الطبية وبراءات الاختراع الرئيسية خلال المعركة ضد فيروس كوفيد".
أما الثاني، فهو "النجاح في الانتخابات البرازيلية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي للرئيس السابق لولا دا سيلفا، التي أنهت حكم اليميني جاير بولسونارو. بفوز لولا، استأنفت البرازيل التزامها بالسياسات التي تركز على التنمية، والتي تتميز بتوجه جنوبي، والتي كانت دائماً تكمن في قلب مشروع البريكس".
والتطور الثالث هو رد الفعل العالمي القوي على العقوبات الاقتصادية التي فرضها الرئيس الأميركي، جو بايدن، على روسيا العام الماضي.
وفي 2 نيسان/ أبريل الماضي، قالت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا، ناليدي باندور، إنّ مجموعة الـ "بريكس" تحظى باهتمام عالمي كبير، وهو ما جعلها تستقبل منذ شهر آذار/مارس 12 رسالة من الدول المهتمة بالانضمام إلى المنظمة.
ومجموعة "بريكس" هي تكتل دولي يضم روسيا والصين والبرازيل وجنوب أفريقيا والهند، تأسست عام 2006 في قمة استضافتها مدينة يكاترينبورغ الروسية، وتحول اسمها من "بريك" إلى بريكس في 2011، بعد انضمام جنوب أفريقيا إليها، وتهدف هذه المجموعة الدولية إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية فيما بينها بالعملات المحلية، ما يقلل الاعتماد على الدولار.
وتستحوذ المجموعة على 23% من حجم الاقتصاد العالمي، و18% من التجارة الدولية. ويسعى عدد من الدول إلى الانضمام إلى هذه الكتلة الاقتصادية الضخمة، كالجزائر والأرجنتين وإندونيسيا.
وعام 2017، وخلال عقد قمة "بريكس" في مدينة شيامين الصينية، تم الحديث عن خطة "بريكس بلس BRICS plus" التوسعية، التي تهدف إلى إضافة دول جديدة إلى مجموعة "بريكس" كضيفة بصورة دائمة أو مشاركة في الحوار.
ومن بين الدول التي قدمت طلبات انضمام رسمية إلى المنظمة هي إيران والسعودية والجزائر والأرجنتين، فيما أعلنت تركيا ومصر اهتمامها بالعضوية في هذه المجموعة. ودعمت روسيا انضمام إيران والأرجنتين إلى مجموعة "بريكس"، بعد أيام من إعلان البلدين رغبتهما في الانضمام إلى المجموعة.