ما الإجراءات التي اتخذها الكرملين بعد تمرّد قائد "فاغنر"؟
اتخذ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بالإضافة إلى عدّة هيئات ومؤسسات روسية، اليوم السبت، خطواتٍ لمواجهة محاولة التمرّد المُسلّح من جانب قوات "فاغنر".
وردّاً على خطوات "فاغنر" ضد الأمن الوطني الروسي، أعلنت موسكو فرض "نظام مكافحة الإرهاب"، بهدف تعزيز الإجراءات الأمنية في العاصمة.
ما هو "نظام مكافحة الإرهاب"؟
وفقاً لوكالة "رايا نوفستي" الروسية، فإنّ نظام عمليات مكافحة الإرهاب يهدف إلى مكافحة الهجمات الإرهابية وتعزيز الأمن. ومن خلال هذا النظام، يُمكن للقوات الروسية تنفيذ عمليات تفتيش للأفراد والمركبات.
ويُمكن من خلال هذا النظام أيضاً تقييد حركة السكان ووسائل النقل، وتعزيز الإجراءات الأمنية والحماية للمنشآت والمواقع المهمة. ويهدف هذا النظام إلى تعزيز الأمان وحماية السكان والبنية التحتية من الهجمات الإرهابية المحتملة.
وجرى إعلان فرض نظام عمليات مكافحة الإرهاب في منطقتي فورونيغ وموسكو، وفق إعلان اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب.
قانون مخالفة القوانين العرفية
وصادق بوتين على قانونٍ يسمح للسلطات الروسية باحتجاز أيّ شخصٍ يُخالف القوانين العرفية المُعلنة في البلاد مدّة 30 يوماً.
وينصّ القانون على تغريم الأفراد بمبلغٍ يتراوح بين 500 و1000 روبل، أو الاعتقال الإداري 30 يوماً، إذا لم تتضمن المخالفات أيّ إجراءات تقتضي عقوبات جنائية.
وينصّ القانون أيضاً على تغريم مسؤولي الدولة المخالفين بما يتراوح بين 1000 و2000 روبل، أو الاعتقال الإداري 30 يوماً، بالإضافة إلى مُصادرة السيارات والآليات التي تُستخدم في ارتكاب المخالفات التي يُعاقب عليها القانون.
قانون تجنيد السجناء في القوات الروسية
ووقّع الرئيس الروسي، اليوم السبت، قانوناً يسمح بتجنيد السجناء للخدمة العسكرية بموجب عقود، باستثناء أولئك الذين ارتكبوا جرائم خطرة.
ووفقاً للقانون، سيتمكن المواطنون الروس، ممن لديهم سوابق جنائية، من إبرام عقد للخدمة العسكرية في أثناء التعبئة أو الأحكام العرفية.
ولا ينطبق هذا القانون على المدانين بجرائم جنسية ضد القاصرين، والمواد المتعلقة بالإرهاب والخيانة والتجسس والتعامل غير المشروع وسرقة المواد النووية والاعتداء على حياة رجال الدولة والاستيلاء بالقوة على السلطة. كما أنه لا ينطبق على المتهمين بخلق مجتمع متطرف، وغيره من الجرائم الجسيمة والخطرة.
وينصّ القانون، أيضاً، على أنّ المواطنين محدودي القدرة الجسدية، سيكون في إمكانهم إبرام عقود مع القوّات المسلّحة خلال فترة التعبئة والحرب.
رفع الحد الأقصى لسن التعاقد مع القوات الروسية
وأيضاً، وقّع بوتين قانوناً يرفع الحد الأقصى لسن الخدمة التعاقدية في أثناء التعبئة أو الأحكام العرفية أو زمن الحرب، ليطال من هم في الـ70 من عمرهم.
وبموجب القانون الجديد، ستكون سن القبول الأقصى بالنسبة لأولئك، الذين يحملون رتبة ضباط كبار، مثل عقيد عام، خلال فترة التعبئة أو الأحكام العرفية أو زمن الحرب، 70 عاماً. وستكون بالنسبة إلى المواطنين من مختلف الرتب العسكرية 65 عاماً.
ووفقاً لقانون الخدمة العسكرية، فإنّ الحد الأقصى لسن الخدمة للرجال يتراوح بين 50 و65 عاماً، بحسب الرتبة. وبعد بلوغ هذه السن، يُمكن البقاء في القوات المسلحة الروسية عدّة أعوام أخرى من خلال توقيع عقدٍ جديد.
وجاء قرار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، رداً على حالة التمرد المسلّح الذى أعلنته قوات "فاغنر".
قضية جنائية بحق مؤسس "فاغنر"
بدوره، أعلن المتحدّث باسم مكتب المدعي العام الروسي، أمس الجمعة، فتح قضية جنائية بحق مؤسس "فاغنر"، يفغيني بريغوجين، بتهمة "الدعوة إلى التمرّد المُسلّح".
وجاء، في بيان مكتب المدعي العام، أنّه "في 23 حزيران/يونيو 2023، شرعت دائرة التحقيقات التابعة لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي في فتح دعوى جنائية بصورة قانونية ومُبررة بحق يفغيني بريغوجين، بموجب المادة الـ279 من القانون الجنائي للاتحاد الروسي في الدعوة إلى التمرّد المُسلّح".
"الدوما" الروسي يدعو "فاغنر" لنزع أسلحتهم
من ناحيته، دعا رئيس مجلس "الدوما" الروسي، فياتشيسلاف فولودين، قوات "فاغنر" إلى اتخاذ القرار الصائب الوحيد المتمثل بالوقوف مع الشعب وحماية أمن ومستقبل الوطن، وتنفيذ أوامر القائد الأعلى للجيش الروسي.
وقال فولودين إنّه "لا يزال بإمكان مقاتلي فاغنر نزع أسلحتهم لتجنّب العقاب".
شبكة VK الاجتماعية الروسية تحجب صفحة "فاغنر"
وحجبت شبكة التواصل الاجتماعي الروسية، VK، صفحة مجموعة "فاغنر"، بناءً على طلب من الهيئة الروسية للرقابة على الاتصالات والفضاء المعلوماتي (روسكوم نادزور).
وجاء، في بيان صدر عن VK، أنّه بناءً على طلب من "روسكوم نادزور"، حُجبت صفحة "فاغنر" المُدرجة في قائمة المحتوى المحظور في روسيا.
وشدّدت عدّة جهات رسمية روسية على ضرورة الوحدة ودعم الرئيس بوتين "في مواجهة أعداء روسيا، في الداخل والخارج"، مؤكّدةً أنّ السلطات "لن تسمح بالانقسام والخيانة".
واليوم، حذّر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مقاتلي "فاغنر" من الخضوع لـ"المغامرة الإجرامية"، في وقتٍ تُواجه روسيا "قتالاً صعباً"، مؤكداً أنّ "القوات المسلحة الروسية تلقت أمراً بتحييد الذين نظموا التمرد المسلّح".
وأكد بوتين أنّ "الردّ على التمرد المسلّح، الذي يحاول دفع البلاد إلى الاستسلام والحرب الأهلية، سيكون قاسياً"، لافتاً إلى أنّه "يجب تركيز الجهود على وحدة البلاد، والتمرد الأخير هو طعنة في الظهر سبق أن تعرضنا لها في الحرب العالمية الأولى".
وشدد الرئيس الروسي على أنّ "الخونة سيتحملون المسؤولية أمام الدولة. والأجهزة الأمنية تلقت أوامر صارمة بمكافحة الإرهاب وإعادة الوضع إلى طبيعته"، مشيراً إلى أنّ "ما يحدث هو غدر وطعنة في الظهر".
واليوم، أكّد مدير جهاز الاستخبارت الخارجية الروسية، سيرغي ناريشكين، أنّ محاولة إشعال شرارة حرب أهلية في روسيا باءت بالفشل.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية استغلال نظام كييف لـ "استفزاز" مؤسس شركة "فاغنر"، وتركيز نشاط وحداته الهجومية التكتيكية على أطراف مدينة باخموت.
وأكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، وجوب "دعم الرئيس فلاديمير بوتين في مواجهة أعداء روسيا، في الداخل والخارج".