ماكرون يفتتح قمة "ميثاق مالي عالمي جديد" وسط تغيب قادة الغرب
دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، إلى "صدمة مالية عامة" وإلى زيادة "التمويل الخاص" من أجل مساعدة البلدان الأضعف في مواجهة التحدي المزدوج المتمثل في الفقر واحترار المناخ.
وخلال افتتاح قمة "ميثاق مالي عالمي جديد" في باريس التي تستمر يومين، قال ماكرون إنّ الدول "لا ينبغي أن توضع أمام خيار محاربة الفقر أو مكافحة تغير المناخ"، مؤكّداً في الوقت نفسه "وجوب مواجهة التحديات في إطار توافق جديد".
وأشار إلى أنّه "من دون تغيير النظام برمته، يمكننا أن نجعله يعمل بشكل أفضل بكثير إذا وظّفت الأموال والسيولة في خدمة تقدم الكوكب ومواجهة التحدي المزدوج، الفقر والمناخ، والتنوع البيولوجي".
وتعهّد الرئيس الفرنسي أمام العديد من رؤساء الدول والحكومات لا سيما الأفارقة أن يكون "هذا الاتفاق المالي الجديد أكثر احتراماً لسيادة كل الدول".
القمة الفرنسية هذه تستقطب أكثر من 40 زعيماً إلى باريس لإجراء محادثات يومي الخميس والجمعة، بهدف جعل النظام المالي العالمي مناسباً لاحترار الكوكب.
كما تهدف القمة إلى إيجاد توافق في الآراء بشأن إصلاح النظام المالي الدولي لخدمة احتياجات البلدان النامية بشكل أفضل، لا سيما في مجال مكافحة تغير المناخ. وتتطلب أي إصلاحات موافقة الدول الغنية، التي لا تهيمن فقط على المؤسسات المالية العالمية، ولكنّها مسؤولة أيضاً عن غالبية الانبعاثات التاريخية.
رفض غربي لحضور قمة ماكرون
لكن اللافت في هذه القمة، هو رفض قادة الغرب حضورها، وفق صحيفة "بوليتيكو"، التي أشارت إلى أنّ من بين قادة مجموعة السبع، "لم يحضر سوى المستشار الألماني أولاف شولتس وماكرون".
French President Emmanuel Macron welcomes world leaders in Paris as he inaugurates two-day long "Summit for a New Global Financing Pact" pic.twitter.com/i4bFwicgXV
— TRT World Now (@TRTWorldNow) June 22, 2023
وأوضحت الصحيفة أنّه إلى جانب الوجود الفرنسي الألماني، وعلى مستوى الاتحاد الأوروبي، "يخطط قادة بلغاريا وسلوفاكيا فقط للحضور"، ممّا أثار مخاوف من أنّ "الحدث هذا سيكون استعراضاً أكثر من كونه ذا مضمون".
وفي السياق، قال أليكس سكوت، رئيس دبلوماسية المناخ في مركز أبحاث "E3G" إنّه "قد يكون هناك توازن غير مريح في مستوى التمثيل بين البلدان المتقدمة والنامية"، مشيراً إلى أنّ ذلك "سيكون تحدياً حقيقياً لفرنسا لإدارته".
وأضافت "بوليتيكو" أنّ القمة، التي تشارك في تنظيمها الهند وبربادوس، هي جزء من مسعى دبلوماسي أوسع لماكرون لتعزيز العلاقات مع الدول الناشئة أو النامية في أعقاب الحرب في أوكرانيا، ووسط مخاوف في الغرب من تنامي نفوذ الصين.
ويأمل ماكرون أيضاً في حضور قمة دول "البريكس" في جوهانسبرغ في آب/أغسطس المقبل، مدفوعاً جزئياً بالجهود المبذولة لإغراء دول محايدة مثل البرازيل والهند بعيداً عن دائرة نفوذ روسيا.
غير أنّ موسكو أبلغت دولة جنوب أفريقيا رفضها حضور قادة الدول غير الصديقة لروسيا قمة "بريكس"، من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بحسب نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف.
وقال ريابكوف، معلقاً على تصريحات ماكرون بشأن رغبته في حضور قمة "بريكس"، إنّ "الطرف المضيف (جنوب أفريقيا) هو الذي يحدد دائرة المدعوين للقمة، وهذه ممارسة تقليدية".
وبيّن أنّ "قادة الدول الغربية، من بينهم ماكرون، ممّن يمارسون هذه السياسة العدائية وغير المقبولة بالنسبة إلينا ويجادلون بشدة بوجوب عزل روسيا دولياً، ويوافقون على خطط الناتو لإلحاق ما يسمونه بالهزيمة الاستراتيجية بروسيا، من الواضح أنّه لا محل لهم في قمة بريكس".
وشدّد ريابكوف على أنّ روسيا "لا تخفي موقفها"، مؤكداً إبلاغ جنوب أفريقيا بهذا الموقف، ومعرباً عن أمله في أن يُؤخذ ذلك بعين الاعتبار.
وكانت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، قد أكدت أن مشاركة الرئيس الفرنسي في قمة مجموعة "بريكس" قد تكون "فكرة جيدة".
وذكرت وسائل إعلام فرنسية في وقت سابق، أنّ ماكرون، طلب من رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، إمكانية حضوره قمة "بريكس"، فيما فاجأ طلب ماكرون رامافوزا.
ويمكن أن يناقش رامافوزا وماكرون هذا الموضوع على هامش حضور قمة ميثاق مالي عالمي جديد، وفق "بوليتيكو".
ومجموعة "بريكس" هي تكتل يضم روسيا والصين والبرازيل وجنوب أفريقيا والهند، تأسست عام 2006، في قمة استضافتها مدينة يكاترينبورغ الروسية، وتحول اسمها من "بريك" إلى بريكس في 2011، بعد انضمام جنوب أفريقيا إليها. وتهدف هذه المجموعة الدولية إلى زيادة العلاقات الاقتصادية فيما بينها بالعملات المحلية، ما يقلل الاعتماد على الدولار.