إعلام إسرائيلي: عملية "عيلي" مخطط لها.. وشعور الأمن تقوّض في الضفة
تحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأربعاء، عن وقائع عملية "عيلي" أمس، قائلةً إنّ خصائص هذه العملية "تشير إلى نمط عمل أكثر تخطيطاً من المسلحين المحسوبين على المنظمات، وهم لا يعملون بصورة عفوية".
وفي تفاصيل العملية، قُتل 4 مستوطنين وأُصيب آخرين، في إطلاق نار قرب مستوطنة "عيلي"، في الضفة الغربية. ووفق القناة "13" الإسرائيلية، فإنّ منفذ العملية استخدم سلاحاً رشاشاً أوتوماتيكياً من طراز "أم – 16"، وأطلق رشقات كثيفة من الرصاص.
وأضاف الإعلام الإسرائيلي أنّ العملية نُفّذت في مكانين، لافتاً إلى أنّها "نُفّذت بسهولة وبسلاح ناري، والضفة مليئة بهذه الأسلحة".
مشاهد متداولة للعملية الفدائية قرب مستوطنة "عيلي" في #الضفة_الغربية #فلسطين pic.twitter.com/dVpAO1caHm
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) June 20, 2023
في هذا السياق، أوضحت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أنّ "موقع محطة الوقود ومطعم الحمص التي نُفّذت فيهما العملية في منطقة ليست تحت حماية خاصة، وُسما كنقطة جذّابة جداً بالنسبة إلى خلايا من حماس، التي سعت إلى انتقام ذي أهمية في الوعي، بعد المعركة الأخيرة في جنين".
وأضافت أنّ "اختيار تنفيذ الهجوم تحديداً في قطاع بنيامين، قرب مستوطنة عيلي، وليس قرب جنين أو نابلس، كان اختياراً عن وعي انطلاقاً من الاعتقاد بأنّ الجيش الإسرائيلي يركّز جهداً أكبر على الطرقات والتقاطعات المركزية في شمال الضفة".
ولفتت "معاريف" إلى أنّ ما جرى في عملية "عيلي" يشير أيضاً إلى "الصعوبة الكبيرة في إحباط المؤسسة الأمنية والعسكرية لهجومٍ من هذا النوع قبل وقوعه".
وتابعت أنّ الحديث في هذه العملية "ليس فقط عن عدد القتلى المرتفع منذ مطلع السنة الحالية، بل أيضاً عن شعور الأمن المتقوّض لدى الكثير من المستوطنين في الضفة في ظل الوضع الأمني، والعدد الكبير من الهجمات ونتائجها التراجيدية".
وبحسب الصحيفة، فإنّ "الانتقادات الشديدة للحكومة والمؤسسة الأمنية والعسكرية تأتي من هذه الوقائع، بحيث يمكن تفهم المشاعر الصعبة، خصوصاً في الأشهر الأخيرة".
اقرأ أيضاً: حماس تزف شهيدي القسام: عملية "عيلي" بداية سلسلة من أعمال المقاومة
انقسامات وخلافات إسرائيلية بعد عملية "عيلي"
ومن المتوقع، وفقاً لـ"معاريف"، أن تؤدّي هذه العملية إلى "حثّ الاستعدادات لعملية عسكرية أوسع في شمال الضفة الغربية على الرغم ضغوط الساحة السياسية"، مشيرةً إلى أنّه "من المعقول أكثر أن تسعى المؤسسة الأمنية والعسكرية إلى الاكتفاء بعملية محدودة هدفها تهدئة مؤقتة للميدان، وكذلك تهدئة اليمين".
هذا الأمر تناولته كذلك صحيفة "إسرائيل هيوم"، قائلةً إنّ "حقيقة عقد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أمس المشاورات الأمنية، بعد الهجوم في عيلي، تحديداً في مقر قيادة المنطقة الوسطى، ليست صدفة، بل تهدف إلى التلميح إلى أنّ المشاورات هي لاتخاذ قرارات لتنفيذٍ عملياتي على الأرض، وليس فقد لتقدير الوضع الأمني".
ولفتت "إسرائيل هيوم" إلى أنّ "إمكانية عملية واسعة ضد البنى التحتية للمسلحين شمالي الضفة، تُدرس منذ أشهرٍ طويلة"، لكن "الخشية الأساسية هي من غياب معلومات استخبارية".
وكانت قناة "كان" الإسرائيلية قد نقلت أنّ جلسة تقدير الوضع الأمني، التي عقدتها حكومة الاحتلال، أكّدت تعزيز قوات "الجيش" والشرطة في الضفة الغربية، خشية حدوث عملياتٍ إضافية.
وأوردت القناة أنباءً بشأن خلافٍ موجود داخل المؤسسة الأمنية وعلى المستوى السياسي نفسه في كيان الاحتلال، وذلك بشأن توسيع "العمليات العسكرية" شمالي الضفة الغربية.
وأشارت مراسلة الشؤون السياسية في القناة "12"، دانا فايس، إلى "أنّهم في المؤسسة الأمنية والعسكرية يفهمون أنّه يجب القيام بشيء مختلف قليلاً، ونذكر أنّه في تقدير الوضع لم يحضر وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير".
وتفاقمت المخاوف الأمنية في كيان الاحتلال بعد عملية إطلاق النارٍ الفدائية قرب مستوطنة "عيلي"، مما سبّب مأزقاً على المستويين الأمني والسياسي لكيان الاحتلال.
وعقب العملية أمس، نقلت القناة "13" الإسرائيلية، عن قوات الإنقاذ التابعة للاحتلال، قولها إنّ "العملية قاسية جداً، والإصابات كانت نتيجة عدد كبير من الرصاصات في أجساد القتلى والمصابين".
وأشارت إلى أنّ "العملية نُفّذت على الرغم من تعزيز التأهب والاستنفار، وخصوصاً بعد العملية في جنين".
ونقلت القناة، عن وزير الأمن القومي للاحتلال، إيتمار بن غفير، قوله، من ساحة عملية "عيلي"، إنّ "المستوطنين تحوَّلوا إلى بطّ في ميدان الرماية"، مشيراً إلى أنه "حان الوقت لتنفيذ عملية عسكرية في الضفة الغربية".
ولفتت القناة إلى أنه "منذ بداية عام 2023، وقعت 147 عملية مهمة، ضمنها نحو 120 عملية إطلاق نار".