نودال للميادين: المصالح المشتركة بين كوبا وإيران تتعاظم ونضالنا موحد

المحلل السياسي الكوبي ليونيل نودال يتحدث إلى الميادين عن أهمية زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى كوبا، مستعرضاً العلاقة التي ربطت البلدين خلال العقود الماضية.
  • المحلل السياسي الكوبي ليونيل نودال

أكد المحلل السياسي الكوبي ليونيل نودال في حديث إلى الميادين أنّ "كوبا، وهي تحتفل بذكرى ميلاد الثائر الأممي تشي غيفارا، تستقبل بفرح عارم هذه الزيارة التي يقوم بها الرئيس الإيراني".

وقال نودال إنّ هذه الزيارة "تحمل الكثير من المعاني"، معتبراً أنّ ما يميّزها هو "التعاون والتضامن" بين البلدين. 

وأشار إلى أنّ هوية المصالح المشتركة بين كوبا وإيران بدأت تتشكّل منذ منتصف القرن الماضي، على الرغم من المسافات الهائلة التي تفصل بين البلدين.

كذلك، أكد المحلل السياسي الكوبي أنّ "إيران، هناك في الشرق الأوسط، وكوبا، هنا في وسط البحر الكاريبي، دولتان استراتيجيتان، ولطالما كانتا كذلك على الدوام منذ انتصار ثورتيهما". 

ورأى نودال أنّ "هذه اللحظة مثيرة جداً للعلاقات والجغرافيا السياسية في أميركا والعالم؛ فرغم كل الصعوبات التي نواجهها، في كوبا وإيران والدول التقدمية، يتم تطوير وتعزيز علاقات جديدة بين الصين وروسيا وإيران وكوبا وفنزويلا ونيكاراغوا وأميركا اللاتينية بشكل عام". 

وأضاف: "اليوم، تحديداً في ذكرى ميلاد تشي، نسعى إلى توطيد وانبعاث وتمكين حركات التحرر والعمليات الديمقراطية والشعبية. لذلك، تحقق حلمه، وهو أنّ هذه الزيارة تأتي في سياق مجرد الطموح لعالم أفضل يتطور، ونريد أن يكون هناك المزيد منها".

وتابع نودال في حديثه للميادين: "انضمام إيران على سبيل المثال إلى مجموعة البريكس، ومشاركة كوبا مؤخراً الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة المقبلة، يشيران إلى مسار إيجابي للغاية لمصلحة حل العديد من الصعوبات التي نواجهها".

ولفت إلى ما عانته إيران من تدخل أميركي ومؤامرات من وكالة الاستخبارات المركزية، التي أطاحت حكومة شعبية في إيران (في إشارة إلى حكومة الرئيس محمد مصدق التي كانت أول حكومة منتخبة في إيران)، وذلك بسبب "ثروتها النفطية الهائلة وموارد الطاقة الأخرى". 

وتابع أنّ الولايات المتحدة الأميركية أرادت أن "تحل حكومة ديكتاتورية يقودها الشاه رضا بهلوي، من خلال نظام حكم ديكتاتوري مرعب نهب ثروات البلاد محل الحكومة المنتخبة".

أما في كوبا، فأشار نودال إلى "حدث انقلاب باتيستا (الرئيس الكوبي قبل الثورة المدعوم أميركياً) وكل الكوارث التي جلبتها معها الديكتاتورية وما تلاها من موت وقتل واضطهاد".

وفي الوقت نفسه، تابع المحلل السياسي الكوبي: "تعززت الهوية المعادية للإمبريالية في صفوف الشعب الكوبي، وصولاً إلى اندفاع النضال المسلح وانتصار  الثورة".

وأوضح نودال أنّ الثورة الجذرية التي اندلعت في إيران ضد الشاه بعد 20 عاماً على ثورة مماثلة في كوبا وأسقطته وطردته، "كانت أول عملية معادية للإمبريالية بشكل مباشر تناهض تدخل الولايات المتحدة الأميركية ووجودها في إيران".

وبحسب نودال، فإنّ "مساراً تضاربت خلاله الهويات والنشاطات العملية في سياق العلاقات بين البلدين بدأ منذ ذلك الحين".

وأشار نودال إلى أنّ بلاده كانت "في ذلك الوقت بصدد تسلم رئاسة دول عدم الانحياز، وكانت القمة منعقدة في هافانا في شهر أيلول/سبتمبر، وما حدث في إيران كان في شهر تموز/يوليو 1979، فوجهت كوبا على الفور دعوةً إلى السلطات الجديدة التي ترأست البلاد، بقيادة الإمام الخميني. وقد حضر القمة وفد إيراني بغية الانضمام إلى حركة دول عدم الانحياز". 

وأوضح نودال للميادين أنّ "هذا الأمر جعلنا أقرب فوراً"، مشيراً إلى حصول "اتصالات مباشرة لاحقاً بين السلطات الجديدة في إيران وكوبا، وبدء الإيرانيين التعرف إلى الثورة الكوبية ومبادئها عن كثب، وإلى كل ما كان يحدث في أميركا اللاتينية".

ووفق نودال، فإنّ كبار قادة الدولة في إيران كانوا موجودين بالفعل في كوبا في السنوات الأخيرة، واستمرت العلاقات من دون انقطاع، على الرغم من كل الصراعات التي كانت تدور في الشرق الأوسط وما كانت تواجهه إيران ودول أخرى في المنطقة.

اقرأ أيضاً: خلال استقبال رئيسي في نيكاراغوا..أورتيغا يدعو لدقيقة صمت لروح سليماني

من جهته، وجّه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، فجر اليوم، التحية إلى شعب فنزويلا وشعوب أميركا اللاتينية، التي تمكّنت من تحقيق استقلالها بنضالها، بفضل روح شعوب هذه المنطقة والطريقة التي سعوا من خلالها إلى استقلالهم وسيادتهم، وفق تعبيره. 

وخلال لقائه مع قناة "تيليسور" التي تتخذ كاراكاس مقراً لها، قال رئيسي إنّ "واشنطن كانت تعتبر أميركا اللاتينية حديقتها الخلفية، ولكنّها تتمتع الآن بالسيادة بفضل روح شعوب هذه المنطقة".

وتابع: "منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران، وُجدت كيمياء جيدة بين الشعبين الأميركي اللاتيني والإيراني"، مضيفاً: "تمّ تعزيز العلاقة بين إيران وأميركا اللاتينية بعد الثورة الإسلامية، وهناك نقاط وأهداف مشتركة بين الطرفين".

يُشار إلى أنّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وصل، فجر اليوم الخميس، إلى كوبا، بعدما اختتم زيارته إلى نيكاراغوا.

وأعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أمس الأربعاء، أنّ "الرئيسين الإيراني إبراهيم رئيسي والنيكاراغوي دانييل أورتيغا وقّعا عدداً من الاتفاقيات".

ووقّعت إيران وفنزويلا 25 اتفاقية ثنائية في مختلف المجالات، من بينها النفط والتجارة والصحة والتكنولوجيا، بحضور رئيسي ونظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو. 

ودعا رئيسي من نيكاراغوا إلى إنهاء العقوبات الأحادية الجانب التي ترمي إلى إخضاع الشعوب، مناشداً بلدان أميركا اللاتينية الرهان على التعددية.

وبدأ الرئيس الإيراني فجر الاثنين 15 حزيران/يونيو 2023 جولة تشمل عدداً من دول أميركا اللاتينية؛ بدأها بزيارة فنزويلا، وبعدها نيكاراغوا، والمحطّة الختامية التي وصل إليها اليوم هي كوبا، بهدف تعزيز العلاقات الودية مع هذه الدول.

اقرأ أيضاً: "الزائرة المتميزة".. نيكاراغوا تمنح السيدة الأولى في إيران اللقب الفخري

المصدر: الميادين