تقرير: الناخبون الألمان يبحثون عن الواقعية في مجال الطاقة

موقع "أنهيرد" البريطاني يتحدث عن اندفاع الألمان تجاه حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني، مع استمرار ارتفاع أسعار الطاقة والانكماش الاقتصادي في البلاد.
  • موقع "أنهيرد" البريطاني: الشهية لسياسات اليمين المتطرف يمكن أن تضرّ بالقدرة التنافسية لألمانيا

رأى موقع "أنهيرد" البريطاني أنّ "الناخبين الألمان يندفعون نحو "حزب البديل من أجل ألمانيا" (AfD)، بحثاً عن الواقعية في مجال الطاقة"، معتبراً أنّ "الأحزاب الرئيسية في ألمانيا عالقة في أيديولوجية قديمة".

وأشار الموقع إلى وعد المستشار الألماني، أولاف شولتس، خلال مؤتمر صحافي في آذار/مارس الماضي، بأنّ "التحول الأخضر سيؤدي إلى معدلات نمو، شوهدت للمرة الأخيرة خلال المعجزة الاقتصادية، في خمسينيات القرن الماضي".

وجاء كلام شولتس في إشارة إلى النمو الذي شهده الاقتصاد الألماني خلال ذلك العقد، إذ ارتفع بنسبة 8% كل سنة، متخطياً معدلات النمو في كل أوروبا ومعظم العالم، كما أورد الموقع.

ولفت الموقع إلى أنّ اقتصاد ألمانيا، في وقت هذا الخطاب، كان في حالة ركود. وبناءً على التوقعات الحالية، يقول الموقع إنّ ألمانيا يمكن أن تكون الدولة الوحيدة في مجموعة السبع التي تشهد انكماشاً اقتصادياً هذا العام.

وبحسب "أنهيرد"، فإنّ هذا الانكماش بدأ يترك تأثيره في نيّات التصويت الوطنية، مع وجود حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني، في مواجهة الحزب الديمقراطي الاجتماعي (SPD).

وتظهر بعض استطلاعات الرأي تجاوز حزب "البديل" حزب شولتس، كما أشار الموقع، في حين يواصل حزب "الخضر" الألماني التراجع، إذ تراجع بنسبة 14%، بعدما كان عند نقطة عالية بلغت 23%، في آب/أغسطس 2022.

واعتبر الموقع أنّ المحللين الألمان يبدون "في حيرة من أمرهم بسبب الشعبية المفاجئة لحزب البديل"، مشيراً إلى تحذيرات الاقتصاديين من أنّ هذه "الشهية لسياسات اليمين المتطرف يمكن أن تضرّ بالقدرة التنافسية للبلاد".

وعلى الرغم من ذلك، فإنّ ما يرغب قلة في الاعتراف به، بحسب الموقع البريطاني، هو قلق العديد من الألمان بشأن ما تفعله الحكومة الحالية للاقتصاد.

تبعاً لذلك، يقول الموقع إنّه يجدر التوقع أنّ "الكثيرين سيأخذون اسم البديل من أجل ألمانيا بحرفيته"، خصوصاً مع استمرار ارتفاع أسعار الطاقة والكهرباء.

وأضاف الموقع أنّ ألمانيا، إلى جانب الاتحاد الأوروبي، تدرس جعل المضخات الحرارية إلزاميةً، "من دون معرفة من أين ستأتي الكهرباء".

والآن، تراجعت الحكومة الائتلافية عن مزاعمها بأنّ التركيز على مصادر الطاقة المتجددة سيؤدي إلى طاقة أرخص، ووفرة في الكهرباء بأسعار منخفضة، كما أورد "أنهيرد".

اقرأ أيضاً: "بلومبرغ": المحرك الاقتصادي الأوروبي ينهار

كذلك، أشار الموقع إلى أنّ  وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، يريد في الواقع تقليل استهلاك الطاقة في ألمانيا بنسبة 25% قبل عام 2030، وهو أمر لا يمكن تحقيقه من دون خفض مستويات المعيشة، وفق الموقع.

ورأى الموقع أنّ انجذاب الناخبين بشكل متزايد إلى حزب "البديل من أجل ألمانيا"، في ضوء هذه التطورات، يجب أن لا يكون مفاجئاً.

وعلى الرغم من كل حماسه الأيديولوجي بشأن الهجرة، فقد نجح "البديل من أجل ألمانيا" في البقاء براغماتياً في ما يتعلق بالطاقة، بحسب الموقع البريطاني.

ويخلص الموقع إلى أنّه "سيكون من السهل إيقاف صعود اليمين الألماني، إذا كانت الأحزاب القائمة قادرة على الاعتراف بأخطائها بشأن الطاقة والتضخم، وتعهدت بتغيير المسار.. ما لم يفعلوا ذلك، سيستمر حزب البديل، والأحزاب المماثلة، في كسب الناخبين، ومن غير المرجح أنّنا شهدنا ذروتها حتى الآن".

وأمس الأربعاء، نشرت وكالة  "بلومبرغ" الأميركية تقريراً اعتبرت فيه أنّ أكبر اقتصاد في أوروبا قد يشهد نمواً محدوداً، بنسبة 1% فقط سنوياً لعقود.

ووفقاً للنموذج الذي قدّمه معهد أبحاث حكومي ألماني، فإنّ القوى العاملة في البلاد، التي يبلغ قوامها 47 مليون شخص، ستتوقف عن النمو، بحسب "بلومبرغ".

ومهما كان ما سيأتي بعد ذلك، وفقاً الوكالة، فإنّ حقبة شهدت فيها الأجيال المتعاقبة من الألمان رفع مستويات معيشتهم بسبب التوسع المطرد للقوى العاملة تقترب من نهايتها.

ويواجه الاقتصاد الألماني تحديات غير مسبوقة تهدّد بدخوله مرحلة ركود طويلة وتنذر بتداعيات سلبية على العديد من القطاعات الصناعية والتجارية.

وتشير توقعات خبراء اقتصاديين إلى أنّ تراجع الاقتصاد الألماني قد يحدث بوتيرة كبيرة، تجعله الأسوأ بين اقتصادات الدول الصناعية الـ7 في السنوات المقبلة.

وفي الوقت الحالي، يواجه الاقتصاد الألماني أكبر ركود منذ جائحة كورونا، حسب ما ذكر موقع "بيزنيس لايف"، الذي أشار إلى أنه سجل تراجعاً بنسبة 0.3%، في الربع الأول من العام الجاري.

اقرأ أيضاً: "وول ستريت جورنال": الإنتاج الصناعي في ألمانيا ينكمش أكثر من المتوقع

المصدر: موقع "أنهيرد" البريطاني