إعلام إسرائيلي عن أبعاد عملية الشرطي المصري: اتفاق التطبيع مع مصر وهمي
لا تزال عملية إطلاق النار التي نفّذها الشرطي المصري الشهيد محمد صلاح في منطقة سيناء، والتي قتل فيها 3 جنود إسرائيليين، تُلقي بظلالها على الداخل الإسرائيلي الذي تحدّث عن واقع "كراهية إسرائيل في مصر"، الذي أعادته هذه العملية إلى الواجهة.
وبحسب الإعلام الإسرائيلي، "في إسرائيل، سارعوا إلى كنس عملية إطلاق النار في الأسبوع الماضي على جنود الجيش الإسرائيلي على الحدود مع مصر إلى تحت البساط"، لكن هذه العملية لها أبعادها فيما يخصّ التطبيع مع مصر.
وفي هذا السياق، قال الصحافي الإسرائيلي حايم ليفنسون، في صحيفة "هآرتس"، إنّ اتفاق التطبيع بين "إسرائيل" ومصر هو "اتفاق وهمي"، مؤكّداً أنّ "لا سلام بين الشعب المصري والإسرائيليين".
وأوضح ليفنسون أنّ "الإسرائيليين غير مرحّبٍ بهم في مصر"، لافتاً إلى أنّ "المصريين لا يزورون إسرائيل، فيما العلاقات التجارية بين الطرفين مخفية".
#محمد_صلاح.. يبعث صورة الرعب المصري في ذاكرة "إسرائيل"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) June 6, 2023
تقرير: زهراء ديراني#معبر_العوجة#الشهيد_البطل#الجندي_المصري@zahra2_dirani pic.twitter.com/4YTcAO3DOo
ومع الأشهر الأولى من عام 1980، دخل تطبيع العلاقات بين مصر و"إسرائيل" حيّز النفاذ، إذ تم تبادل السفراء، كما ألغيت قوانين المقاطعة، وأُبرمت بعض الاتفاقيات التجارية، وإن كانت أقل مما كانت تطمح إليه حكومة الاحتلال. وفي ربيع العام ذاته، تم تدشين رحلات جوية منتظمة بين القاهرة و"تل أبيب".
ولم يُستفتَ الشعب المصري قبل أن يتخذ رئيسه الراحل أنور السادات قراره بالذهاب إلى الأراضي المحتلة في 19 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1977، كما لم تستعن أي هيئة رسمية برأي المصريين قبل أن يوقع الرئيس ذاته "معاهدة السلام" مع الحكومة الإحتلال في آذار/مارس 1979، في أعقاب اتفاقية "كامب ديفيد" لعام 1978.
وكانت القوى الشعبية تنتهز الفرصة تلو الأخرى للتعبير عن رفضها لما يجري من تنازلات دبلوماسية تسهم في تعزيز مكانة الاحتلال.
اقرأ أيضاً: عملية معبر العوجة.. وهشاشة التطبيع بين مصر و"إسرائيل"
وكان أشد ما أثار غضب المصريين هو تحجيم حضور الجيش المصري في سيناء؛ فبموجب "معاهدة السلام"، أصبح حضور القوات المصرية محدوداً في ثلثي شبه الجزيرة السيناوية (المنطقتين ب، ج). وكان هذا الأمر كفيلاً بتعطيل عمليات التنمية في سيناء لاحقاً.
والسبت الماضي، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ "شرطياً مصرياً قتل 3 جنود إسرائيليين، وجرح رابعاً، قبل أن يُقتَل".
وذكرت قناة "كان" الإسرائيلية أنّه تمّ اكتشاف مقتل الجنديَّين في مركز الحراسة بعد مرور ساعات على العملية، وحتى قبل أن يعرف "جيش" الاحتلال الإسرائيلي التفاصيل الكاملة، فيما قُتل جندي ثالث خلال الاشتباك مع الشرطي المصري ذاته.
وفي التفاصيل، كشف الإعلام الإسرائيلي أنّ المنفّذ نصب على الأقل 3 كمائن، مرةً بعد تسلله (سقط قتيلان)، ومرة ثانيةً عندما وصلت قوات الاحتلال في الصباح (القتيل الثالث)، والمرة الثالثة عند الاشتباك مع الجندي المصري الذي انتهى بمقتله.
وقبل يومين، أفاد مراسل الميادين بأنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي سلّمت السلطات المصرية جثمان الشهيد محمد صلاح إبراهيم (23 عاماً).
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ هذا التصرّف يعود إلى رغبة "إسرائيل" في الحفاظ على الثقة المصرية، وفق تعبيرها، ولكن لا يوجد سبب أمني لـ"إسرائيل" للاحتفاظ بالجثة.
وبشأن تداعيات هذه العملية على "إسرائيل"، ذكر الإعلام الإسرائيلي أنّ مصادر في "جيش" الاحتلال الإسرائيلي تقدّر بأنّه "ستطاح رؤوس في قيادة المنطقة الجنوبية" بعد عملية الشرطي المصري.
وأوضح أنّ التحقيق في عملية إطلاق النار عند الحدود المصرية أظهر أنّ الشرطي المصري نفّذ العملية وفق خطة مدروسة جيداً بحكم عمله كحارس حدود مصري دائم.