الذكاء الاصطناعي يهدد صدقية الحملات الانتخابات الأميركية المقبلة.. كيف؟
يعمل الذكاء الاصطناعي سريع التطور على تسهيل إنشاء مقاطع فيديو وصور متطورة يمكن أن تخدع المشاهدين وتنشر معلومات مضللة، الأمر الذي يشكل تهديداً كبيراً للحملات السياسية، مع بدء الجولات الانتخابية لعام 2024، بحسب ما قالت "وول ستريت جورنال".
وذكرت الصحيفة الأميركية أنّ الصور الزائفة ليست جديدة على الحملات، مشيرةً إلى أنّه "خلال السباق الرئاسي لعام 2020، شارك الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في رسوم متحركة مزيفة لبايدن".
بالإضافة إلى هذه الرسوم، حصد مقطع فيديو ملايين المشاهدات في عام 2019، والذي جعل رئيسة مجلس النواب آنذاك، نانسي بيلوسي، تبدو ضعيفة، وفق "وول ستريت جورنال".
إلا أنّ "الوسائط الاصطناعية أصبحت الآن أسهل كثيراً للاستخدام، وخصوصاً مع ما يسمى أنظمة الذكاء الاصطناعي، التي يمكنها بسرعة تحويل المدخلات البسيطة إلى مقاطع فيديو وصور وموسيقى ونصوص متطورة".
وهذا الأمر، بحسب ما أوردته الصحيفة، "ترك مسؤولي الحملات الانتخابية يستعدون لعام 2024 والدخول في مستوى من الإنشاء الرقمي والانتشار، على عكس أي موسم انتخابي سابق، بحيث يمكن الآن لملايين المستخدمين الوصول إلى مثل هذه الأدوات".
وفي هذا السياق، انتشر فيديو لهيلاري كلينتون، وهي مرشحة سابقة للانتخابات الأميركية، تقول فيه: "أنا في الواقع أحب رون دي سانتس كثيراً. إنه نوع الرجال، الذي تحتاج إليه هذه البلاد.. وأنا أعني ذلك حقاً".
وشارك أيضاً ترامب نفسه في مقطع فيديو مزيف لمذيع "سي أن أن" أندرسون كوبر، في وقت سابق من هذا الشهر، في منصته للتواصل الاجتماعي، "Truth Social".
لكن هذين المقطعين المصوّرين ليسا حقيقيين، بل هما مزوَّران، وتم إنشاؤها بواسطة خوارزميات الذكاء الاصطناعي، المدربة على لقطات كثيرة عبر الإنترنت، وهي من بين آلاف الفيديوهات التي تظهر في وسائل التواصل الاجتماعي، التي تطمس الحقائق والخيال في عالم السياسة الأميركية، بحسب ما ذكرته "رويترز".
وقال الباحث في معهد "بروكينغز" داريل ويست، إنّه "سيكون من الصعب للغاية على الناخبين التمييز بين الحقيقي والمزيف، ولكم أنّ تتخيلوا كيف يمكن لمؤيدي ترامب أو بايدن استخدام هذه التكنولوجيا لجعل الخصم يبدو سيئاً".