"بلومبرغ": بلينكن يحاول بزيارته السعودية معالجة الصدع العميق معها
تحدثت وكالة "بلومبرغ" الأميركية بشأن اتخاذ كلٍّ من السعودية والولايات المتحدة خطواتٍ أوليّة في اتجاه معالجة، ما سمّته الوكالة، الصدع العميق بينهما.
وتناولت الوكالة زيارة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى السعودية هذا الأسبوع كأحدث علامة على تحسين العلاقات بعد خلاف العام الماضي بشأن إنتاج النفط، كما أضاءت على التعاون الجاري بشأن السودان وأوكرانيا والفضاء.
وأعربت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، عن حرصها على إصلاح العلاقات مع الرياض، التي كانت ذات يوم واحدة من أقرب حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط، وفق "بلومبرغ".
ولفتت الوكالة إلى أنّ ذلك يُعدّ تغيراً واضحاً في ما سمّته "خطاب الحقد"، الذي تصاعد في تشرين الأول/أكتوبر 2022، وذلك عندما قررت منظمة "أوبك+"، بقيادة السعودية وروسيا، خفض إنتاج النفط، ما أدى إلى حدوث ارتفاع في أسعاره قبل شهر من انتخابات منتصف المدة في الولايات المتحدة، والتي كان التضخم قضيةً رئيسية للنقاش المحتدم فيها.
وفي الوقت الذي تخطط فيه السعودية إلى خفض إمدادات النفط، يبدو أنّ البلدين يخطوان في اتجاه تجاوز الخلاف الذي تفاقم بينهما، حسب ما أفادت "بلومبرغ".
وذكرت الوكالة أنّ المؤشرات تُبين أنّ عقود الدفاع والطيران الرئيسية، وتحذير الولايات المتحدة من تحركات الصين نحو الشرق الأوسط، إضافة إلى العمل من أجل إنجاز "التطبيع السعودي - الإسرائيلي"، أصبحت الآن أكثر أهمية وإلحاحاً من استمرار الخلاف.
وصرّح رئيس مجموعة "رابيدان" للطاقة، والمسؤول السابق في البيت الأبيض، بوب مكنالي، بأنّه لا يعتقد أنّ إدارة بايدن تريد العودة إلى الحرب الكلامية التي جرت في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وأنّها ستحاول التقليل من أهمية قرار "أوبك+" خفض إنتاجها.
كما أوضحت الوكالة أنّ بوادر تجاوز الخلاف وذوبان الجليد بين السعودية والولايات المتحدة تتمثّل في عدة نقاط، وهي العمل معاً لإقناع الأطراف المتحاربة في السودان بالهدنة، واستقبال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في القمة العربية الأخيرة، ثمّ التعاون في مجال الفضاء.
وأشارت إلى أنّ المخاوف الأميركية بشأن مشاركة الصين في البرنامج النووي للمملكة، الخاص برؤية "2030" الاقتصادية، يمكن أن تدفع واشنطن إلى إيجاد حلٍ وسط مع الرياض، وفقاً لما ذكرته الباحثة الأولى في مركز سياسة الطاقة العالمية في جامعة كولومبيا الأميركية، كارين يونج.
وأضافت " بلومبرغ" أنّ تعيين سفير للولايات المتحدة في الرياض يأتي ضمن الاتجاه نفسه للخطوات بين البلدين، إذ عيّنت واشنطن، مايكل راتني، كأول سفير لها في الرياض منذ أكثر من عامين، وذلك في آذار/مارس الماضي.