الصين تحذر من تحالفات "شبيهة بالناتو" في منطقة آسيا والمحيط الهادئ
حذر وزير الدفاع الصيني، لي شانغ فو، الأحد، من إقامة تحالفات عسكرية "شبيهة بحلف شمال الأطلسي" في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، قائلاً إنها ستغرق المنطقة في "زوبعة" من الصراعات.
وخلال مؤتمر حول الأمن ينظم في إطار حوار شانغريلا في سنغافورة، قال لي إنّ "المحاولات الهادفة إلى تعزيز (تحالفات) شبيهة بحلف شمال الأطلسي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ هي وسيلة لاختطاف دول المنطقة وتضخيم الصراعات والمواجهات، الأمر الذي لن يؤدي سوى إلى إغراق منطقة آسيا والمحيط الهادئ في زوبعة من النزاعات والصراعات".
وأضاف أنّ "منطقة آسيا والمحيط الهادئ اليوم تحتاج إلى تعاون مفتوح وشامل وليس إلى تجمع في مجموعات صغيرة. يجب ألا ننسى الكوارث الخطيرة التي سببتها الحربان العالميتان لشعوب كل البلدان، ويجب ألا نسمح لهذا التاريخ المأسوي بأن يعيد نفسه".
وأشار شانغ فو إلى أنّ "بعض الدول تتدخل مباشرة في الشؤون الداخلية لدول أخرى"، مؤكداً أنّه "يجب على الدول أن ترسخ علاقات متبادلة من الاحترام، بدلاً من السعي لتحقيق الهيمنة".
ولم يذكر لي أي دولة بالاسم، لكن تصريحاته تستهدف في شكل ضمني الولايات المتحدة التي عززت تحالفاتها وشراكاتها في المنطقة لمواجهة نفوذ بكين.
يُشار إلى أنه قبل أيام، دعت وزارة الخارجية الصينية الولايات المتحدة الأميركية إلى "وقف الأعمال الخطرة والاستفزازية في بحر الصين الجنوبي".
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، حينها، إنّ "الولايات المتحدة تستخدم منذ فترة طويلة الطائرات الموجودة فوق سفنها للقيام بأنشطة استطلاعية ضد الصين، ما يسبب أضراراً جسيمة لأمن الصين وسيادتها".
وتتجادل بكين منذ عقود مع عدد من البلدان في منطقة آسيا والمحيط الهادئ حول الملكية الإقليمية لعدد من الجزر في بحر الصين الجنوبي، حيث تمّ اكتشاف احتياطيات كبيرة من المواد الهيدروكربونية.
الجدير بالذكر أنّ الصين عملت، خلال الأعوام الأخيرة، على تعزيز حضورها في منطقة الباسفيك من خلال مضاعفة جهودها الاقتصادية والسياسية والأمنية، الأمر الذي أثار قلق الولايات المتحدة الأميركية وأستراليا، اللتين عملتا على توطيد علاقاتهما بدول المنطقة، من أجل قطع الطريق أمام التمدد الصيني.