ممر نقل جديد يربط روسيا بإيران والهند.. ما أهميّته؟
ذكرت صحيفة "أرغومينتي إي فاكتي" الروسية، أنّ موسكو تعمل على تفعيل ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب الذي سيربط روسيا بإيران والهند ومنطقة الخليج.
وجاء في المقال أنّ إعادة توجيه تدفقات الصادرات والواردات الروسية تطلّبت خدماتٍ لوجستية جديدة، مشيرةً إلى أنّ طريق الشحن الجديد "سيجعل الهند أقرب إلى روسيا بمدّة 15 يوماً".
ولفتت الصحيفة إلى أنّه ومقارنةً بالمسار الحالي عبر قناة السويس، فإنّ نقل البضائع عبر ممر شمال-جنوب سيخفّض التكاليف بنسبة 16-20% ويقلل من وقت تسليم الشحنات بين 15 و20 يوماً، ويُقدّر الدخل السنوي من تنفيذ المشروع بـ 5-6 مليارات دولار.
من جانبها، قالت الأستاذة المساعدة في قسم التنمية المستدامة في جامعة الاقتصاد الروسية، يوليا تسيرتسيل إنّ "ممر النقل بين الشمال والجنوب يتضمّن إنشاء طريق سريع بطول يزيد على 8 آلاف كيلومتر، يتميّز بكونه الأكثر استقامة بين طرق النقل، ويُقلّص مسافة نقل البضائع بأكثر من الضعفين".
ووفق الصحيفة فإنّ "ممر النقل الجديد سيؤدي إلى توسيع جغرافية النقل إلى الهند وباكستان ودول الخليج والقوقاز وآسيا الوسطى".
بالإضافة إلى ذلك، سيساعد المسار في استبدال موانئ البلطيق للتواصل مع الدول الأفريقية (عبر الموانئ التركية) وآسيا (عبر الموانئ الإيرانية).
وبحسب تسيرتسيل، فإنّ "فوائد روسيا لا تقتصر على مجرّد زيادة حجم التجارة الخارجية"، فتطوير كلٍ من طرق النقل ومرافق البنية التحتية للنقل ذات الصلة عنصرٌ أساسي في تنمية المناطق، وتفاعلها وتعاونها، في كلٍ من الأسواق الخارجية والمحلية.
كما أنّ البحث عن أسواق مبيعات إضافية وتشكيلها في الظروف الحالية أولوية استراتيجية تضمن نمو مؤشرات الاقتصاد الكلي الرئيسة، ولا سيما الناتج المحلي الإجمالي"، وفق تسيرتسيل.
وفي عام 2000، وقعت كل من روسيا وإيران والهند على الوثيقة الأولى لإنشاء الممر الدولي للنقل بين الشمال والجنوب (INSTC)، إلا أنّه في منتصف شهر حزيران/ يونيو الماضي، بدأت طهران بنقل البضائع من ميناء أستراخان الروسي مروراً ببحر قزوين، فميناء أنزلي الإيراني، على أن يتم شحن الحمولة بحراً إلى ميناء "نهافا شيفا" الهندي.
يُشار إلى أنّ ممر النقل الدولي يحظى بأهميةٍ خاصة لدى الاتحاد الاقتصادي "الأوراسي"، لكونه يُمثّل ممراً بديلاً مهماً في ظلّ سياسة العقوبات الجماعية التي يُمارسها الغرب، كما أنّه جزءٌ لا يتجزأ من عملية إنشاء عالم متعدد الأقطاب.
وتعدّ علاقات الهند بإيران حاسمة بالنظر إلى اعتمادها على النفط الخام الإيراني، على الرغم من العقوبات الأميركية التي تركت الأمور في حالة من الفوضى. حتى من الناحية الجغرافية، تتميّز إيران بأنها توفر طريقاً بديلاً لأفغانستان وآسيا الوسطى، متجنبة باكستان.