"بوليتيكو": واشنطن غاضبة من تصريحات سفيرها في جنوب إفريقيا

صحيفة "بوليتيكو" الأميركية تقول إنّ اتهامات سفيرها في جنوب إفريقيا كانت مبالغ فيها، وربما أضرت بالمصالح الأميركية على المدى الطويل.
  • بوليتيكو: إدارة بايدن غاضبة من سفيرها في جنوب إفريقيا وتسعى لإنقاذ العلاقات مع بريتوريا

كشفت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية أنّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، غاضبة من سفيرها في جنوب إفريقيا، روبن بريجيتي، وتسعى لإنقاذ العلاقات مع البلاد، بعد أن زعم المبعوث أن بريتوريا أرسلت سفينة مليئة بالأسلحة إلى روسيا.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إنّ "اتهامات بريجتي كانت مبالغ فيها وربما أضرت بالمصالح الأميركية على المدى الطويل"، وأضحوا أنهم غير مرتاحين لأفعال بريجتي وطبيعة تأكيداته.

كذلك، قال مسؤولان أميركيان سابقان، ومسؤول أميركي حالي على دراية بالمناقشات، إنّ "بريجتي لم يكن لديه إذن من كبار المسؤولين ليقول ما قاله، كما أنه بالغ في تقدير ما تعرفه الولايات المتحدة بشكل قاطع".

كما قال شخص خامس مسؤول في إدارة بايدن مطلع على القضية، للصحيفة، إنّ جنوب إفريقيا لاعب رئيسي بين الدول التي يتم استمالتها لأنها "الزعيم الفعلي لأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى"، مضيفاً: "لا أعتقد أننا نحتاجهم، ولكن ليس من الذكاء أيضاً جعلهم أعداء".

ووفق ما جاء في تقرير صحيفة "بوليتيكو" فإنّ الولايات المتحدة هي واحدة من أكبر الشركاء التجاريين لجنوب إفريقيا، ولكن قدرة واشنطن على التأثير في جنوب إفريقيا، من خلال التجارة، محدودة، لأن بريتوريا نجحت في الحفاظ على العلاقات الاقتصادية مع دول أخرى بما في ذلك الصين".

وكان بريجيتي قد زعم في مؤتمر صحفي أوائل شهر أيار/مايو، أن جنوب إفريقيا حمّلت أسلحة وذخيرة على متن سفينة روسية رست في قاعدة "سيمون تاون" البحرية بالقرب من مدينة كيب تاون في كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي.

وأضاف بريجيتي وقتها أن "الأسلحة تم نقلها بعد ذلك إلى روسيا".

اقرأ أيضاً: جنوب أفريقيا: نحو تعزيز التعاون مع روسيا في مجالي التعدين والطاقة

ويتزامن هذا التصريح مع مشاركة، وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في اجتماع وزراء خارجية دول "بريكس"  ما بين 1-2 حزيران/يونيو بالعاصمة، كيب تاون.

وهذه الزيارة هي الثانية لوزير الخارجية الروسي إلى جمهورية جنوب أفريقيا خلال الـ 6 أشهر الأخيرة، حيث التقى لافروف في بريتوريا وزير خارجية جنوب أفريقيا، ناليدي باندور، والرئيس سيريل رامافوزا، في 17 كانون الثاني/يناير الماضي.

وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أكّد في وقت سابق، أنّ "التعاون مع الدول الأفريقية استراتيجي وطويل الأجل"، وأنّ "تنمية العلاقات مع دول القارة ومنظماتها الإقليمية هي إحدى أولويات السياسة الخارجية الروسية".

في المقابل، قالت نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، سابرينا سينغ، إنّ البنتاغون يلاحظ ارتفاع "حضور روسيا في شمالي أفريقيا".

كما كشفت واشنطن، في آب/أغسطس الفائت، عن إعادة  صياغة شاملة لسياستها في أفريقيا جنوبي الصحراء، بحيث تعتزم "مواجهة الوجود الروسي والوجود الصيني، وتطوير أساليب غير عسكرية ضد الإرهاب"، مؤكدةً أنّ "للولايات المتحدة مصلحة كبيرة في ضمان إبقاء المنطقة مفتوحة ومتاحة للجميع، وأنّ الحكومات والشعوب يمكنها بنفسها اتخاذ خياراتها السياسية". 

يذكر أنّ بريتوريا تسلمت مهام  رئاسة مجموعة "بريكس" من الصين مطلع العام، والتي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، ومن المتوقع أن تستضيف قمة لـ"بريكس" في آب/أغسطس المقبل.

وقال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا، الذي سيرأس اجتماعات قادة "بريكس" حتى نهاية العام، إن المجموعة عليها أن تلعب دوراً مهماً في قيادة عملية على صعيد الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، تهدف لإنشاء آليات جديدة لتطوير واتخاذ القرارات، من أجل إقامة نظام عالمي أكثر شمولا وعدلا واستدامة.