الإمارات تنسحب من قوة بحرية تقودها واشنطن في الخليج
أعلنت الإمارات، اليوم الأربعاء، انسحابها منذ شهرين من مشاركتها في القوّة البحرية الموحّدة التي تقودها واشنطن، وذلك بعد تقييمها المُستمر للتعاون الأمني الفعّال مع جميع الشركاء.
وقالت وزارة الخارجية الإماراتية في بيانٍ لها إنّ "دولة الإمارات تلتزم بالحوار السلمي والسبل الدبلوماسية كوسائل لتعزيز الأهداف المشتركة والمتمثلة في الأمن والاستقرار الإقليميين".
الإمارات ترفض التوصيفات الخاطئة لمحادثاتها مع أمريكا بشأن الأمن البحري.. وتؤكد التزامها بضمان سلامة الملاحة في بحارها.#وام pic.twitter.com/4vSZfAyeBL
— وكالة أنباء الإمارات (@wamnews) May 30, 2023
ولفتت إلى أنّ "الإمارات مُستمرة في التزامها بضمان سلامة الملاحة في بحارها بشكلٍ مسؤول، وفقاً للقانون الدولي".
وتعمل القوّة التي تضمّ 38 دولة بينها فرنسا وبريطانيا والسعودية وتتخذ في البحرين مقراً، على "مكافحة المخدرات ومكافحة التهريب وقمع القرصنة"، بحسب موقعها الإلكتروني.
كذلك تعمل على "تشجيع التعاون الإقليمي والمشاركة مع الشركاء الإقليميين وغيرهم لتعزيز القدرات ذات الصلة من أجل تحسين الأمن والاستقرار بشكلٍ عام".
واليوم، أكّد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان لدى استقباله وزير الدولة الإماراتي خليفة شاهين المرر في طهران، أنّ "تنمية العلاقات والتعاون الثنائي بين الإمارات إيران تصب في مصلحة البلدين".
وقال أمير عبد اللهيان إنّ بلاده تعتبر الإمارات شريكاً تجارياً موثوقاً، مشيراً إلى أنّ طهران تنتهج سياسة تعزيز العلاقات مع دول الجوار كافة.
حوادث بحرية متزايدة في مياه الخليج
وجاء قرار الإمارات في خضمّ حوادث بحرية متزايدة في مياه الخليج، اتّهمت واشنطن وعواصم غربية طهران بالوقوف وراءها إنّما من دون أن تتّخذ خطواتٍ لمحاسبتها.
وفي الـ 3 من أيار/مايو الحالي، احتجز حرس الثورة الإيراني ناقلة نفط ترفع علم بنما في مضيق هرمز، كانت أبحرت من دبي.
وكانت هذه العملية الثانية من نوعها في أقل من أسبوع، إذ أعلنت البحرية التابعة للجيش الإيراني في 27 نيسان/أبريل احتجاز ناقلة نفط ترفع علم جزر مارشال في مياه الخليج، وذلك في أعقاب "اصطدامها" بسفينة إيرانية.
وقام بعدها الأدميرال براد كوبر قائد الأسطول الأميركي الخامس ومقرّه البحرين، بعبور مضيق هرمز على متن مدمّرة أميركية برفقة قادة بحريين فرنسيين وبريطانيين، لإظهار موقف موحّد حيال أمن الملاحة البحرية في المنطقة.
وأعلنت الولايات المتحدة في أيار/مايو الحالي أنّها ستتعزز وجودها العسكري في الخليج في ظلّ "تهديداتٍ" إيرانية مُتزايدة لسفن في مياه المنطقة التي تُعدّ من أبرز الممرات المائية عالمياً وتحظى بأهمية كبرى لإمدادات النفط.
في المقابل، أكّد رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري قدرة بلاده على التعاون مع جيرانها لضمان أمن مياه الخليج والملاحة في المنطقة، في أعقاب التوترات المستجدة مع الولايات المتحدة في هذا الممر الحيوي.
وفي نيسان/أبريل الماضي، عيّنت إيران سفيراً في الإمارات، بعد قرابة 8 سنوات على مغادرة سلفه، في إطار تحسين علاقاتها الدبلوماسية مع دول الخليج.