السودان: انفجارات في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة بين طرفي النزاع
تنقضي مساء الاثنين مهلة اتفاق وقف إطلاق النار في السودان بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" والذي جرى بوساطةٍ أميركية سعودية، فيما تتواصل انتهاكات الطرفين للهدنة التي تتزايد الدعوات لتمديدها.
وأفاد سكان في العاصمة التي يقطنها أكثر من 5 ملايين نسمة وكالة "فرانس برس" عن وقوع معارك في بحري شمال الخرطوم فيما سُمع دوي المدفعية في جنوبها.
وفي إقليم دارفور غربيّ البلاد تزداد الأوضاع تدهوراً، إذ كتب المدير الإقليمي لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالسودان طوبي هارورد على حسابه في تويتر "يتجاهل القتال بشكلٍ صارخ التزامات وقف إطلاق النار، ويمنع وصول المساعدات الإنسانية".
وأضاف هارورد أنّ "نوبات القتال المتكررة أدّت خلال الأيام الماضية في الفاشر، شمال دارفور، بما في ذلك معسكر أبو شوك للنازحين، إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين ونهب منازل ونزوحٍ جديد".
أدت نوبات القتال المتكررة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع خلال الأيام الماضية في #الفاشر، شمال #دارفور، بما في ذلك معسكر أبو شوك للنازحين، إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين ونهب منازل ونزوح جديد. يتجاهل القتال بشكل صارخ التزامات وقف إطلاق النار، ويمنع… + #السودان
— Toby Harward | طوبي هارورد 🇺🇳 (@tobyharward) May 28, 2023
ومنذ 15 نيسان/أبريل الماضي، أسفر النزاع بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو، عن مقتل المئات ونزوح 1,4 مليون شخص داخلياً ولجوء نحو 350 ألف آخرين إلى دول الجوار.
وبحسب بيانات موقع النزاعات المسلحة ووقائعها، بلغت حصيلة القتلى منذ اندلاع المعارك 1800 شخص سقط معظمهم في العاصمة وفي مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور.
وأمس، سُمعت أصوات طلقات نارية في العاصمة السودانية، فيما دعت الولايات المتحدة والسعودية إلى تمديد الهدنة التي تنتهي مساء الاثنين رغم انتهاكها تكراراً منذ بدء سريانها مطلع الأسبوع.
وشهدت العاصمة السودانية الخرطوم بعض الهدوء في ظل هدنة تستمر 7 أيام (وتنتهي اليوم الاثنين) أدت على ما يبدو إلى تقليل الاشتباكات بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، غير أنها لم تقدّم بعد المساعدات الإنسانية المنتظرة لملايين المحاصرين في العاصمة.
وأمس، أبدى الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" استعدادهما لتمديد "اتفاق جدة" لوقف إطلاق النار في السودان، بعد أن ساهم في تحقيق بعض الهدوء في المواجهات التي اندلعت بين الطرفين قبل 6 أسابيع.
وأُحرقت قرى بأكملها في منطقة غرب دارفور في السودان وسويت بالأرض من قبل الأطراف المتصارعة في السودان، ووكالات الإغاثة حذّرت من أن المنطقة على شفا "كارثة إنسانية".
انعدام الأمن الغذائي
بدورها، أكّدت الأمم المتحدة، اليوم، أنّ سكان السودان من بين الأكثر احتياجاً في العالم في الوقت الحالي إلى اهتمام "عاجل" لتفادي انعدام الأمن الغذائي.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي في تقرير مشترك إنّه "جرى رفع مستوى القلق في هايتي ومنطقة الساحل (بوركينا فاسو ومالي) والسودان إلى أعلى درجة" من حيث توافر الأغذية للسكان.
وحذّر التقرير من أنّ النزاع على السلطة سيكون له على الأرجح "تداعيات كبيرة على الدول المجاورة".
ويتبادل طرفا الصراع الاتهام بخرق الهدنة التي كان من المفترض أن تفسح المجال لإيصال المساعدات الإنسانية وفتح ممرات آمنة للمدنيين ومن المقرر أن تنتهي بحلول الساعة 19,45 بتوقيت غرينتش.
ولكن حتى اليوم الأخير من الهدنة وصلت الإمدادات إلى عدد محدود من المستشفيات في الخرطوم والتي خرج معظمها من الخدمة بسبب القتال، كذلك لا يزال المواطنون يُعانون ندرة الموارد الغذائية ومياه الشرب انقطاعات في الكهرباء والاتصالات.
كما تشهد البلاد ارتفاع في أسعار السلع الأساسية بما في ذلك زجاجات المياه المياه بنسبة تتراوح بين 40 و 60% خصوصاً في المناطق المُتضررة من النزاع.
وفي شرق دارفور، أكّدت منظمة الصحة العالمية أنّه منذ بدء القتال "توفي نحو 30 مولوداً في مستشفى بمدينة الضعين، بينهم 6 خلال أسبوعٍ واحد بسبب نقص الأكسجين أثناء انقطاع الكهرباء".
وفي وقتٍ سابق، أفاد موقع "فوكس نيوز" الأميركي نقلاً عن وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة، بأنّ القتال بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" أدّى إلى نزوح أكثر من 1.3 مليون شخص.
محاولات لجرّ البلاد لحربٍ أهلية
ويُطالب الوسطاء من الولايات المتحدة والسعودية طرفي النزاع في السودان بـ"تمديد وقف إطلاق النار الحالي ليمنح ممثلو العمل الإنساني مزيداً من الوقت للقيام بعملهم الحيوي"، بحسب بيانٍ مُشترك للرياض وواشنطن، أمس الأحد.
وأتت الدعوات إلى التمديد وسط تحذيرات من الأمم المتحدة بانضمام بعض المدنيين والمسلحين القبليين والمتمردين إلى النزاع الحالي.
من جهته، حذّر حزب الأمة القومي، أحد الأحزاب المدنية الرئيسية في السودان، في بيانٍ الأحد من "الدعوات الداعية لتسليح المواطنين بحجة حماية أنفسهم" باعتبارها "محاولاتٍ لجرّ البلاد لحربٍ أهلية".
وحسب بيانات مشروع مسح الأسلحة الصغيرة توجد أسلحة لدى 6,6% من سكان السودان البالغ عددهم نحو 45 مليون نسمة.