الأمم المتحدة تحذّر من "صراع عرقي" في السودان.. وأعداد اللاجئين تتزايد

الهدنة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع تشهد خروقات، والمبعوث الدولي إلى السودان فولكر بيرثيس يدعو إلى الالتزام بوقف إطلاق النار.
  • دخان يتصاعد من أحد الأبنية في العاصمة السودانية الخرطوم (أرشيف)

شهدت الهدنة التي جرى التوقيع عليها بين طرفي النزاع في السودان خروقات عدة في بعض المناطق، فيما أفادت وكالة "رويترز" بتحليقِ مقاتلاتٍ في سماء العاصمة الخرطوم.

ومن المقرر أن تستمر الهُدنة 7 أيامٍ تهدف إلى إتاحة إيصال المساعدات، وتخضع لآليّة مراقبةٍ يشارك فيها الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" إضافةً إلى ممثلين عن السعودية والولايات المتحدة، اللتين رعتا الاتفاق في جدّة.

واندلع الصراع بين الجيش وقوات "الدعم السريع" من الـ 15 من نيسان/أبريل الماضي، بعد خلاف الطرفين حول خطط دمج "الدعم السريع" في الجيش، وتسلسل القيادة في المستقبل بموجب اتفاقٍ سياسي مدعوم دولياً.

وكان الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" قد اتفقا في 12 أيار/مايو الحالي، بعد اجتماع أطراف النزاع السوداني في مدينة جدة السعودية، على جملة بنود أولها تجنيب المدنيين أي ضرر.

تحذير أممي: الصراع قد يتحول إلى حرب أهلية أو عرقية

المبعوث الدولي إلى السودان فولكر بيرثيس حذّر من أنّ الصراع قد يتحوّل إلى حربٍ أهليّةٍ وعرقيّة إذا لم يلتزم طرفا الصراع بوقف النار.

كما حذّر أيضاً من "خطر تحوّل الصراع في السودان إلى قبلي أو عرقي"، موضحاً أنّ "ما يحصل ليس حرباً أهلية بل حرب بين فصيلين عسكريين".

ودعا بيرثيس إلى الالتزام بوقف إطلاق النار بشكلٍ دائم، مشيراً إلى أنّه وخلال الأسابيع الخمس الماضية أدرك الطرفان أنّهما لن يحققا أي نصرٍ عسكري، وحتى لو جرى ذلك فقد يكون ذلك على حساب خسارة البلد.

أعداد اللاجئين في ازدياد

من جانبها، حذّرت مفوضية الأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين، أمس الاثنين، من أنّ عدد الذين يلجأون إلى تشاد هرباً من المعارك الدائرة منذ أكثر من شهر في السودان "يتزايد بسرعة كبيرة" وقد بلغ نحو 90 ألف لاجئ.

وكانت الأمم المتّحدة قدّرت عدد هؤلاء قبل 4 أيام فقط بنحو 76 ألف لاجئ.

وخلال مؤتمرٍ صحافي في نجامينا، قال مساعد المفوّض الأعلى في المفوّضية لشؤون العمليات رؤوف مازو للصحافيين إنّه "حتّى الآن، نعتقد أنّنا نقترب من 90 ألف شخص".

وتقدّر الأمم المتحدة عدد الذين سقطوا حتى اليوم في المعارك الدائرة في السودان منذ 15 نيسان/أبريل بنحو ألف قتيل، فضلاً عن أكثر من مليون نازح ولاجئ.

وبحسب مازو فإنّ "أكثر من 250 ألف شخص غادروا السودان" إلى الدول المجاورة لهذا البلد منذ بدأت هذه الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقّب "حميدتي".

وبالنسبة إلى تشاد، حيث يتم إيواء الغالبية العظمى من هؤلاء اللاجئين في مخيّمات مؤقّتة في شرق البلاد بالقرب من الحدود مع السودان، قال المسؤول الأممي إنّ "أكثر من 90% من هؤلاء اللاجئين هم من النساء والأطفال".

وأضاف مازو في ختام زيارة إلى تشاد استمرّت 4 أيام وتفقّد خلالها هذه المخيّمات الواقعة في شرق البلاد الصحراوي أنّ المفوضية تخشى "موسم الأمطار الذي سيبدأ قريباً وسيشكّل عقبة إضافية أمام تقديم المساعدة لهم".

وحضّ مازو "المجتمع الدولي على تقاسم هذا العبء مع الدول المجاورة للسودان وتقديم دعمٍ عاجل لها".

وقبل أيام، حذّرت الأمم المتحدة من تدهورٍ سريع للوضعٍ الإنساني في ثالث أكبر بلد أفريقي مساحةً، علماً بأنّ ثلث السكان كانوا يعتمدون على المساعدات حتى قبل اندلاع الحرب الأخيرة.

المصدر: الميادين نت + وكالات