تركيا: قبيل جولة الإعادة.. المعارضة ترصّ صفوفها وكليجدار أوغلو يستميل الشباب
استأنفت المعارضة التركية، اليوم الثلاثاء، حملاتها بعد النتائج المخيبة للآمال لمرشحها للرئاسة كمال كليجدار أوغلو، محاولةً حشد أصوات الشبان من أجل إزاحة الرئيس المنتهية ولايته، رجب طيب إردوغان.
وقال كليجدار أوغلو، في سلسلة تغريدات، متوجهاً إلى الشبان الأتراك: "أنتم الذين لا تستطيعون حتى تحمّل ثمن القهوة. أمامنا 12 يوماً، يجب أن نخرج من النفق (والظلام)".
وخاطب كليجدار أوغلو الشبان قائلاً: "ليس لديكم ما يكفي من المال لأي شيء. سُلبت منكم بهجة الحياة، بينما يجب أن يتحرر الشبان من القلق".
وأشار المرشح عن حزب الشعب الجمهوري، البالغ من العمر 74 عاماً، إلى أنّ "الشباب لا يأتي إلا مرة واحدة".
Sevgili Gençler,
— Kemal Kılıçdaroğlu (@kilicdarogluk) May 16, 2023
İlk tur bitti. En büyük gerçek şu ki, sandıktan değişim mesajı çıkmıştır. Değişim isteyenler artık bu ülkede istemeyenlerden daha fazla.
Ancak şurası da net, bu kadar ceberut bir iktidardan kurtulmak için çok daha fazla mücadele etmesi gereken taraf da biziz.
وتراهن المعارضة على أنّ الأتراك سئموا، بعد عشرين عاماً، من سلطة إردوغان، وخصوصاً الشبان، وبينهم نحو خمسة ملايين يصوّتون للمرة الأولى.
كما تراهن على الوضع الاقتصادي الصعب وتدهور قيمة الليرة التركية، واللذين أديا الى ارتفاع التضخم في الخريف، إلى نسبة تقارب 85%.
لكن الرئيس التركي، خلافاً لتوقعات كل استطلاعات الرأي، نال الأحد 49,5% من الأصوات مقابل، 44,89% لكليجدار أوغلو.
وذهبت نسبة 5% من الأصوات الى مرشح "تحالف الأجداد" سنان أوغان، البالغ من العمر 55 عاماً.
مخاطر تراجع الزخم
في الواقع، بدأت الحملة ضمنياً حتى قبل إعلان النتائج الرسمية للدورة الأولى، التي حشدت نحو 89% من الناخبين.
ليل الأحد الإثنين، وبينما كان يجري فرز الأصوات، ظهر الرئيس إردوغان رافعاً ذراعيه أمام حشدٍ متحمس من على شرفة مقر حزب العدالة والتنمية في أنقرة.
في المقابل، بقي محيط مقرّ حزب الشعب الجمهوري مقفراً.
وفي السياق، أعلن أنور سال أدي جوزال، مساعد كليجدار أوغلو لتكنولوجيا المعلومات والاتصال، استقالته من منصبه أمس، على خلفية انتقادات واسعة طالت الحزب بسبب خطأ في نقل نتائج الانتخابات.
وكتب أدي جوزال، في تغريدة نشرها في موقع "تويتر"، أنه "بسبب الرأي السلبي للجمهور، على الرغم من أن أنظمتنا كانت تعمل مساء يوم الانتخابات، ولم تكن هناك مشاكل فنية، فأنا أستقيل من واجبي الذي أقوم به منذ عام 2018، من أجل عدم الإضرار بالعملية الانتخابية".
Kamuoyunda oluşan olumsuz kanaat nedeniyle, seçim akşamı sistemlerimiz çalışmasına ve hiçbir teknik aksaklık yaşanmamasına rağmen, Genel Başkanımız Sayın Kemal Kılıçdaroğlu’nun seçim sürecine zarar vermemek adına 2018 yılından bu yana sürdürdüğüm görevimden ayrılıyorum. pic.twitter.com/GebfWAfgmi
— Onursal Adıgüzel (@onursaladiguzel) May 15, 2023
في غضون ذلك، شدّد كليجدار أوغلو، اليوم، على أن على حزبه أن "يحارب بصورة أقوى للتخلص من سلطة بمثل هذه الوحشية"، على حد تعبيره، في حين يندد معسكره بمحاولة إسكات كل صوت معارض، وبالقيود المفروضة على الإعلام.
وعلى الرغم من الدعم الذي نالته من أغلبية الناخبين الكرد، لم تتمكن المعارضة من التأثير في شعبية إردوغان.
وقال الباحث في العلوم السياسية في جامعة سابانجي في إسطنبول، بيرك إيسن، إنّ "كمال كليجدار أوغلو ليس اسماً جديداً أيضاً بالنسبة إلى الشبان. فهو يبلغ من العمر 74 عاماً، ولم ينجح فعلياً في تحريك الناخبين الشبان".
وأضاف أنّ "المعارضة مفكَّكة بالكامل، وسيكون من الصعب عليها تجميع صفوفها مجدداً من أجل الفوز" في الدورة الثانية في 28 أيار/مايو، متوقعاً "نسبة مشاركة أقل" عمّا كانت عليه الأحد.
وسيُدعى الأتراك في الخارج إلى التصويت اعتباراً من السبت.
اقرأ أيضاً: تقرير بريطاني: إردوغان في موقف قوي قبل جولة إعادة انتخابات تركيا
تجيير أصوات سنان أوغان
القدرة على إعادة حشد ناخبي المعارضة هي العنصر غير المعروف في الدورة الثانية، ولا سيما في مناطق جنوب البلاد المنكوبة من جراء زلزال 6 شباط/فبراير، الذي أدى إلى وفاة أكثر من 50 ألف شخص، وخصوصاً في محافظة هاتاي التي نالها قسط كبير من الدمار، والوحيدة بين المناطق المنكوبة، والتي لم تصوت بأعداد كبيرة للرئيس الذي كثف وعوده بإعادة بناء 650 ألف منزل دُمِّرت.
إلى جانب ذلك، هناك مسألة أخرى تتعلق بتجيير الأصوات التي نالها سنان أوغان.
فالنائب القومي المتشدد السابق لم يُعلن بعدُ إذا كان سيدعم مرشحاً أو آخر، لكنه أكد موقفه الرافض لأي تنازل في المسألة الكردية.
وقال أوغان في مقابلة، أمس الإثنين، "إنه لا يمكن أن يدعم كليجدار أوغلو في جولة الإعادة إلا إذا وافق على عدم تقديم تنازلات إلى حزبٍ مؤيد للأكراد"، وهو ما يصبّ في مصلحة إردوغان.
غير أنّ إردوغان لن يكون بالضرورة في حاجة إلى هذه الأصوات، لأنه كان ينقصه أقل من نصف نقطة للفوز من الدورة الأولى، أي نحو نصف مليون صوت من أصل 64 مليون ناخب.
وقال إبراهيم كالن، الناطق باسم الرئاسة التركية والمستشار المقرب إلى إردوغان، اليوم الثلاثاء، إنّ "الدورة الثانية ستكون أكثر سهولة بالنسبة الينا. هناك فارق خمس نقاط (بين المرشحين)، أي نحو مليونين ونصف مليون صوت. يبدو أنّه ليس لديهم أي فرصة لسد هذه الفجوة".
وحصل إردوغان على أغلبية البرلمان، الأحد، مع نواب حزبه (العدالة والتنمية) ونواب حلفائه القوميين.
وحلّ حزب العدالة والتنمية في المركز الأول في الانتخابات البرلمانية مع فوز 267 نائباً بمقاعد في المجلس، يليه حزب الشعب الجمهوري العلماني بزعامة كليجدار أوغلو بحصوله على 169 مقعداً، بينما حصل تحالف "الجهد والحرية" المكون من حزب اليسار الأخضر الكردي وحزب العمل على 61 مقعداً.